القاهرة: «الخليج»
يروي متحف الإسعاف الكائن في منطقة كوم الدكة وسط مدينة الإسكندرية المصرية، حكايات مثيرة عن تاريخ الطب في مصر، خصوصاً في «زمن الكوليرا» التي ضربت البلاد مطلع القرن الماضي، وأزهقت آلاف الأرواح، قبل أن يشرع أحد الإيطاليين من عشاق الإسكندرية في تأسيس أول جمعية للإسعاف في منطقة الشرق الأوسط، في مبادرة أهلية ملهمة لإنقاذ آلاف الأرواح من هذا الوباء القاتل.
ويصنف الإسعاف المصري باعتباره الأقدم في منطقة الشرق الأوسط، حيث تأسست أول جمعية للإسعاف في مدينة الإسكندرية عام 1902، على يد الإيطالي «بيترو فازاي» لتمتد فكرة المرفق وتطوره بعد ذلك إلى باقي المحافظات المصرية، ومنه إلى باقي الدول المحيطة.
ويروي مبنى هيئة الإسعاف الرئيسي الواقع في منطقة كوم الدكة عبر مقتنياته النادرة، تاريخ ظهور الإسعاف في مصر، ما يجعله واحداً من أندر المتاحف المتخصصة في البلاد؛ إذ يضم المبني أول عربة إسعاف عملت في الإسكندرية، مطلع القرن الماضي، عندما ضربها وباء الكوليرا، إلى جانب أسماء المؤسسين ورؤساء جمعية الإسعاف والمتبرعين بأرقام تبرعاتهم على لوحات شرف رخامية، في مدخل المبنى، الذي يتوسطه تمثال للمؤسس الأول بيترو فازاي كنوع من التكريم.
ويضم متحف إسعاف الإسكندرية نماذج تراثية من تطور خدمة الإسعاف، التي بدأت بالنقالة المحمولة، التي كان يحملها أربعة أفراد، مروراً بالنقالة التي تجرها الخيول، ثم الدراجة البخارية، والإسعاف الطائر، إلى جانب أول سيارة إسعاف تجرها الخيول، قام الخديوي عباس حلمي بإهدائها إلى هيئة الإسعاف المصرية، وهي مكونة من «كابينة» تضم سريراً للمريض ومقعداً للمسعف.
0 تعليق