متابعات – «الخليج»
ظلّت لندن في صدارة المدن الأكثر ازدحاماً في أوروبا، متفوقة على باريس ودبلن. وقضى السائقون في العاصمة ما معدله 101 ساعة في الزحام العام الماضي، بزيادة قدرها 2% عن العام السابق، وفقاً لتقرير شركة تحليلات النقل Inrix والذي نشرته صحيفة الجارديان.
وشهدت المدينة زيادة مستمرة في الازدحام في السنوات الأخيرة، من 97 ساعة في 2022 إلى 99 ساعة في 2023.
وصُنفت العاصمة لندن أكثر الطرق ازدحاماً في المملكة المتحدة، حيث كانت الفترة من الخامسة إلى السادسة مساء هي أسوأ الأوقات.
وجاءت باريس، المتصلة بلندن عبر يوروستار، في المركز الثاني مع 97 ساعة من التأخيرات، تلتها دبلن في المركز الثالث مع 81 ساعة.
كلفة الزحام
قدرت Inrix كلفة الازدحام في لندن بنحو 3.85 مليار جنيه إسترليني، وهو ما يعادل 942 جنيهاً إسترلينياً لكل سائق من السائقين الأربعة ملايين في المدينة.
وقالت الشركة إنها استخدمت مصادر بيانات متنوعة لإنتاج تحليلها، بما في ذلك البيانات المستخلصة من الهواتف والمركبات.
وجاءت بريستول وليدز في المركزين الثاني والثالث بين أكثر المدن ازدحاماً في المملكة المتحدة، لكن بفارق كبير عن لندن، حيث بلغت ساعات التأخير 65 ساعة في بريستول و60 ساعة في ليدز.
في مانشستر، شهدت التأخيرات زيادة بنسبة 13% مقارنة بالعام الماضي، وقد فقدت المدينة ساعة إضافية بسبب الازدحام، لكنها احتلت مركزاً أقل من ليدز عند أخذ حجم المدينة في الاعتبار.
من ناحية أخرى، تراجعت برمنغهام من المركز الثاني كأكثر مدينة ازدحاماً في المملكة المتحدة إلى المركز السادس، بعد أن أصبح المرور فيها أكثر سلاسة بنسبة 10% مقارنة بالعام الماضي.
وقالت Inrix إن لندن تحتوي على معظم الممرات الأكثر ازدحاماً في المملكة المتحدة بسبب تركيز السكان، والتوظيف، والنشاط الاقتصادي.
بدائل صحية
وتدعم السلطات المحلية الاستثمار في المشي، وركوب الدراجات، والنقل العام وتجعل من الأسهل اختيار طرق السفر المستدامة، ما يساعد على تقليل الازدحام.
ولطالما كانت العاصمة مشهورة بمشاكلها المرورية، حيث سخر الكاتب إيفلين واغ في روايته عام 1938 Scoop، من حركة المرور، ووصفها بأنها «ساكنة كالصورة الفوتوغرافية».
وقبل قرون، كتب المؤرخ صموئيل بيبس عن تأخير دام ساعة ونصف في رحلته لحضور العشاء مع اللورد كرو في عام 1661.
وقد أدت مشكلة الازدحام إلى وضع تصور للطريق السريع المربع الضخم في الستينات، الذي كان من شأنه أن يتسبب في هدم أجزاء كبيرة من وسط لندن لإنشاء طرق سريعة بديلة.
وتم إلغاء المشروع بعد احتجاجات عنيفة من السكان الذين كانت منازلهم ستُدمّر لصالح المخطط الذي كان يمتد لمسافة 50 ميلاً.