بعد أزمات غير مسبوقة.. ترودو يستقيل من رئاسة وزراء كندا

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أوتاوا ـ (أ ف ب)

أعلن رئيس وزراء كندا جاستن ترودو الذي يواجه معارضة متزايدة داخل حزبه منذ أسابيع، استقالته من منصبه، مؤكداً أنه سيغادر فور اختيار بديل له.
وأشار ترودو إلى أن الحزب الحاكم هو من سيختار رئيس الحكومة الجديد، مؤكداً تعليق عمل البرلمان حتى 24 مارس/آذار.
وتأتي استقالة ترودو على خلفية أزمة سياسية غير مسبوقة منذ توليه السلطة قبل تسع سنوات. بينما تسبق انعقاد مؤتمر الحزب الليبرالي الوطني، الأربعاء المقبل.
وإعلان كهذا يأتي قبل أشهر من الانتخابات التشريعية المقررة في موعد أقصاه أكتوبر/تشرين الأول.
وسيؤدي رحيل ترودو إلى شغور منصب رئيس الحزب ولم يتضح بعد ما إذا كان ترودو (53 عاماً) سيشغل هذا المنصب بشكل مؤقت ريثما يتمكن الحزب الليبرالي من اختيار قيادة جديدة.
ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من عدة محاولات لحجب الثقة عنها ودعا معارضوه إلى استقالته.
وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر/كانون الأول، البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وهدد ترامب الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير/كانون الثاني، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 % على السلع الكندية والمكسيكية مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات، لا سيما الفنتانيل، والهجرة.
ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ تسع سنوات، تراجعاً في شعبيته فهو يعتبر مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، إضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.
وترودو الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.
واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار ترودو (1968-1979 و1980-1984) عدة مسارات قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.
وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007 وسعى إلى الترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر في كندا وانتخب نائباً عنها في 2008 ثم أعيد انتخابه منذ ذلك الحين. وفي إبريل/نيسان 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.
وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.

أخبار ذات صلة

0 تعليق