تظاهر آلاف الكوريين الجنوبيين أمس السبت في شوارع العاصمة، بين مؤيدين ومعارضين للرئيس ليون سوك يول، بعد يوم من فشل المحققين في تنفيذ مذكرة توقيف بحقه. وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، يزور وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، سيؤول غداً الاثنين لبحث تعزيز التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
وتواجه كوريا الجنوبية أزمة سياسية لم تشهد مثيلاً لها منذ عقود، منذ أعلن الرئيس يون سوك يول في الثالث من كانون الأول/ ديسمبر فرض الأحكام العرفية، قبل أن يتراجع عن ذلك بعد ساعات بموجب تصويت من البرلمان.
وبعدما امتنع الرئيس المعزول عن الامتثال لمذكرات استدعاء إلى التحقيق في القضية، علّق المحققون أمس الأول الجمعة مسعاهم لتنفيذ مذكرة توقيف قضائية صادرة بحقه، بعد مواجهة مع جهاز الأمن الرئاسي الذي يؤمن الحماية له في مقر إقامته.
واحتشد آلاف المحتجين من المؤيدين ليون والمعارضين له خارج مقر إقامته والعديد من الطرق الرئيسية في سيؤول أمس السبت، مطالبين إما بتوقيفه أو اعتبار قرار عزله باطلاً.
وقال كيم شول-هونغ (60 عاماً) المؤيد للرئيس: إن توقيف الأخير قد يؤدي لتقويض التحالف الأمني والعسكري بين بلاده والولايات المتحدة واليابان.
وشدد على أن «حماية الرئيس يون تعني حماية أمن بلادنا في مواجهة التهديدات من كوريا الشمالية» المسلحة نووياً، والتي لا تزال في حالة عداء رسمياً مع الشطر الجنوبي لشبه الجزيرة الكورية.
في المقابل، سعى أعضاء في الاتحاد الكوري لنقابات العمال، وهو أكبر تكتل نقابي في كوريا الجنوبية، للتقدم إلى مقر إقامة يون للتظاهر ضده، لكن الشرطة منعتهم من ذلك.
وأكد الاتحاد أن الشرطة أوقفت اثنين من أعضائه، بينما أصيب عدد آخر في المواجهة مع عناصر الأمن.
ويواجه يون الملاحقة بشبهة «التمرد»، وهي إحدى المخالفات القليلة التي لا تشملها الحصانة الرئاسية، ويمكن لعقوبتها أن تصل إلى حد الإعدام.
وسيكون يون أول رئيس لكوريا الجنوبية يتم توقيفه وهو لم يزل في منصبه، بحال تمّ تنفيذ المذكرة الصادرة بحقه، والتي تنتهي صلاحيتها الاثنين.
وسعى مكتب التحقيق بفساد كبار المسؤولين لتوقيف يون الجمعة لكنّه علّق المحاولة في ظل الحماية التي يوفّرها الأمن الرئاسي له. وقال المكتب، إنه «سيتخذ القرار بشأن الخطوات المستقبلية بعد مراجعة إضافية».
إلى ذلك، يستهل بلينكن غداً الاثنين جولة دبلوماسية قد تكون الأخيرة له، تبدأ من كوريا الجنوبية حليفة واشنطن في آسيا، وستشمل الجولة فرنسا واليابان، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية، وهي تأتي قبل أسبوعين من انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن، وتنصيب دونالد ترامب في 20 كانون الثاني/ يناير.
وأوضحت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان أن بلينكن سيلتقي نظيره تشو تاي يول غداً الاثنين لبحث «التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، والتعاون بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان، ومسائل كوريا الشمالية والتحديات الإقليمية والعالمية».
وأشارت الخارجية الأمريكية من جانبها الجمعة إلى أن زيارة بلينكن تهدف إلى «إعادة تأكيد التحالف الثابت» بين واشنطن وسيؤول، ومناقشة سبل «تعزيز الجهود الرئيسية لتعزيز منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة والمزدهرة». وتعد كوريا الجنوبية حليفاً رئيسياً لواشنطن في المنطقة في المجال الأمني والعسكري.
(وكالات)
0 تعليق