لماذا تضارب توصيف «إف بي آي» لحادث نيو أورليانز بالإرهابي؟

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إعداد ـ محمد كمال
رغم أن عملية الدهس التي وقعت في نيو أورليانز الأمريكية أسفرت عن أكثر من 40 قتيلاً ومصاباً، فإن تصريحات مكتب التحقيقات الفيدرالي تضاربت حول تعريفها بـ«الحادث الإرهابي»، حيث استبعدت ذلك في البداية ثم عادت لتأكيده، ما أثار التساؤلات حول سبب التسرع مع أنه من المفترض التأكد من قِبَل المسؤولين قَبْل إطلاق التصريحات خصوصاً بالنظر إلى فداحة الحادث.
وفي البداية قالت أليثيا دنكان، من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في تصريحات إعلامية: إن حادث الدهس المتعمد، الذي وقع لمجموعة من المحتفلين بالعام الجديد، ليس إرهابياً، ولكن بعد عدة ساعات أعلن المكتب في بيان أنه جرى تصنيفه بـ«العمل الإرهابي»، وكشف أنه تم العثور على علم تنظيم داعش الإرهابي في الشاحنة التي تم تنفيذ الهجوم بها، فضلاً عن عبوات ناسفة وأسلحة.
كما أكد مكتب التحقيقات أن المهاجم الذي كان يرتدي زياً عسكرياً وقتل في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة بموقع الحادث، لم ينفذ الهجوم بمفرده، وذلك بعد العثور على عدة عبوات ناسفة كانت مزروعة في موقع الحادث بالتزامن مع تنفيذ الهجوم، وأنه على ما يبدو أراد ارتكاب مجزرة أوسع.
ـ سبب التضارب
أما بالنسبة لتضارب توصيف الحادث بالإرهابي رغم بشاعته، فإنه بالنسبة للعامة يعتبر الإرهاب في المقام الأول وسيلة من وسائل العنف، مثل استخدام مركبة أو مسدس أو قنبلة لقتل مدنيين عشوائياً في الشارع، ومع ذلك بالنسبة للمحققين والمدعين العامين، يعتبر الدافع أو الأيديولوجية جزءاً مهماً من تعريف الإرهاب.
ومكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة لديه تعريف واسع لنوعين من الإرهاب، الأول: الإرهاب الدولي وهو جريمة عنيفة يرتكبها أشخاص ينتمون إلى المنظمات الإرهابية الأجنبية، أما الثاني: الإرهاب المحلي وهو أي عمل عنيف يهدف إلى تعزيز تلك الأهداف الإرهابية الأيديولوجية.
وعادة ما يكون مسؤولو مكتب التحقيقات الفيدرالي حذرين في تصريحاتهم العامة حتى يتمكنوا من جمع المزيد من الأدلة حول نوايا المشتبه فيه، ولذلك بعد العثور على ما يشبه علم تنظيم داعش الإرهابي بسيارة المنفذ وعبوات ناسفة، أصبحوا أكثر يقيناً أنه كان هجوماً إرهابيًاً.
كما أدى الجمع بين الشاحنة المستخدمة كسلاح والقنبلة إلى اعتقاد المحققين أن هدف مرتكب الجريمة كان التسبب في خسائر إضافية في صفوف المدنيين.

ـ مرتكب الجريمة
حدد مكتب التحقيقات الفيدرالي هوية المنفذ على أنه شمس الدين جبار، البالغ من العمر 42 عاماً، وهو مواطن أمريكي من تكساس.
ويصفه حساب على وسائل التواصل الاجتماعي مرتبط بجبار أنه من المحاربين القدامى في الجيش الأمريكي، وقال مسؤول دفاعي: إن الجيش يحاول تحديد ما إذا كان قد خدم في الحرس الوطني أو في الاحتياط.
وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي أنّ المشتبه فيه، يُعتقد أنه عنصر سابق في الجيش الأمريكي، وقالت العميلة الخاصة أليثيا دانكن في مؤتمر صحافي: «ما أستطيع أن أقوله هو أنّ هذا الشخص كان عنصراً في الجيش، ونعتقد أنّه تمّ تسريحه في شكل نظامي، ولكننا نعمل لمعرفة كلّ المعلومات» في هذا الشأن.
وتظهر السجلات المحلية في تكساس أن المشتبه فيه بهجوم نيو أورليانز قد اتُهم منذ سنوات عديدة بارتكاب جريمتين صغيرتين، وفي عام 2002، ألقي القبض عليه في تكساس، بتهمة سرقة، وبعد ثلاث سنوات، ألقت شرطة بومونت القبض عليه بتهمة القيادة برخصة غير صالحة، وهي أيضاً جنحة.
ـ سيارة ومتفجرات
أما عن السيارة المستخدمة، والتي حملت لوحات تكساس وقت الهجوم، فهي سيارة فورد كهربائية تعود لرجل آخر من هيوستن بولاية تكساس. وبحسب ما ورد فقد تم تأجير الشاحنة عبر تطبيق «تورو»، بعد عرضها للإيجار، فيما أشارت تقارير إلى أنها دخلت إلى الولايات المتحدة قبل حوالي شهر من المكسيك.
وكشفت تقارير إعلامية أن صاحب السيارة يدعى رودريجو دياز، وقالت زوجته دورا دياز لقناة ABC: «إنهما مدمران ولم يكن لديهما أي فكرة عن أن الشاحنة ستستخدم في هجوم إرهابي».
ـ بيان ترامب
وعندما قال الرئيس القادم دونالد ترامب: «إن المجرمين القادمين من الخارج أسوأ بكثير من المجرمين الموجودين في بلدنا»، دحض الديمقراطيون هذا البيان، لكن تبين أنه صحيح، وكانت الشاحنة المستخدمة في الهجوم قد عبرت الحدود من المكسيك في 16 نوفمبر الماضي، وكانت تحمل لوحات تكساس وقتها.
ـ مشاهد مؤسفة
كشف أحد الشهود أن فتاة صغيرة شوهدت وهي ترقص قبل أن يتم دهسها في الحادث، وأفاد جيمي كوثران، وهو أحد سكان نيو أورليانز منذ 15 عاماً، لشبكة إن بي سي نيوز إنه اختبأ في شرفة ملهى مع وقوع الهجوم الشنيع، وأحصى ما مجموعه ثماني جثث في الشارع في غضون «بضع ثوانٍ فقط».
وأضاف: «كانت الفتاة الصغيرة التي رأيناها ترقص بينما كنا نسير في الشارع مسطحة كالوسادة».
كما تم التعرف إلى طالب بجامعة جورجيا كأحد القتلى في الهجوم، حيث أصدر رئيس الجامعة جيري دبليو مورهيد بياناً يعزي أسرته.
ـ إسرائيليان
من جهتها أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية على موقع إكس أن إسرائيليين اثنين أصيبا في الهجوم، حيث تتابع الحادث مع ذويهما، لكن على ما يبدو فإن أغلبية الضحايا من سكان المدينة، رغم أن الحي الفرنسي الذي وقع فيه الحادث يشتهر بأنه قلب المنطقة السياحية.
ـ الحي السياحي
عثر المحقّقون في وقت لاحق على قنبلتين يدويتين في أعقاب الهجوم الدامي بـ«الحي الفرنسي» وقالت السلطات: «حتى الآن، تمّ العثور على قنبلتين يدويتين وتمّ تفكيكهما»، فيما تواصل الأجهزة المختصة تمشيط المنطقة.
وتنتشر في الحي الفرنسي مطاعم وحانات ونوادٍ للجاز، ونيو أورليانز هي إحدى المدن الأكثر استقطاباً للزوار في الولايات المتحدة، ووقع الهجوم قُبيل استضافة المدينة مباراة كبرى لكرة القدم الأمريكية بين فريقي جامعتي جورجيا ونوتردام، وأعلن مسؤولون تأجيل المباراة 24 ساعة.
وأكدت بلدية المدينة نشر عدد كبير من عناصر إنفاذ القانون خلال فترة رأس السنة، مع استعداد السلطات لتوافد حشود ضخمة إلى الشوارع، وأعلنت إدارة شرطة المدينة «تعبئة كل قواها، بمساعدة 300 عنصر إضافي من هيئات شريكة لإنفاذ القانون» بينها فرق خيالة، وتسيير دوريات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق