الاختبارات التعويضية.. فرصة للطلبة وأرباح لمعلمي الدروس الخصوصية

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحقيق: محمد إبراهيم

الاختبارات التعويضية فرصة محورية للطلبة الذين تغيبوا عن امتحانات نهاية العام بعذر مقبول، أو تأثروا بمشكلات تقنية حالت دون أدائهم، وتسهم في دعم الطلبة وتمكينهم من تحقيق النجاح والاجتياز.يرى تربويون ومديرو مدارس أن هذه الاختبارات إن كانت تشكل فرصة ذهبية للطلبة، فإنها تنمي أرباح معلمي الدروس الخصوصية التي ما زالت تشهد انتعاشه، خاصة لطلبة المرحلة الثانوية.وفي المقابل أصبح برنامج «تمكين» منافساً قوياً للدروس الخصوصية، إذ يشكل ركيزة أساسية لتحسين جاهزية الطلبة، إذ يعدّ منصة فعالة توفر خيارات متعددة، للارتقاء بالمستوى التعليمي للطلبة، ما يضمن استعدادهم لاجتياز الاختبارات بمرونة وثقة.

وأكد معلمون أهمية الاختبارات التعويضية في تعزيز مهارات الطلبة المستهدفين، إذ تعد فرصة لا تعوض لاستعادة المنافسة وتجاوز العقبات. مشيرين إلى أن للدروس الخصوصية دوراً تكميلياً مهماً في رفع مستوياتهم التعليمية، لاسيما في امتحانات نهاية الفصل الدراسي، ومع وجود برنامج تمكين أصبح للطلبة خيارات متعددة للارتقاء بمهاراتهم العلمية.
أما أولياء الأمور، فأكدوا أهمية دور الدروس الخصوصية، حيث تسهم في تسهيل المادة التعليمية ورفع مستويات الطلبة في مرحلة قصيرة تتلاءم مع ضغط الاختبارات. مشيرين إلى أن «تمكين» يعالج الكثير من التحديات التي يواجهها الطلبة، ما ساعدهم على تحسين مهاراتهم والاستعداد الجيد للاختبارات.
«الخليج» ترصد جاهزية الميدان للجولة الامتحانية الثانية في الفصل الدراسي الأول للعام الجاري، المقررة من 16 إلى 20 ديسمبر، لطلبة الصفوف 3-12، وأهمية الامتحانات التعويضية، ومدى ارتباطها بالدروس الخصوصية، ومساهمات «تمكين» في الارتقاء بالطلبة أصحاب المستوى المتواضع.
مشهد الامتحانات
تمنح الاختبارات التعويضية فرصاً جديدة لفئتين من الطلبة: الأولى تضم من تغيبوا بعذر، والثانية تشمل من واجهوا مشكلات تقنية أثناء الامتحانات النهائية. هذه الخطوة تسهم في تقليل حالات الرسوب وتمهد الطريق لتقديم أداء أفضل. ووفقاً لعملية رصد «الخليج»، أعادت الاختبارات التعويضية، الزخم للدروس الخصوصية، حيث يلجأ الطلبة إليها لتحسين مستوياتهم، خصوصاً في المواد العلمية التي تشهد إقبالاً كبيراً، مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء. وتتنوع بين حضور مباشر أو عن بُعد أو هجين، وفقاً لاحتياجات الطالب.
في المقابل أدى برنامج «تمكين» دوراً محورياً في تعزيز أداء الطلبة، إذ يوفر أدوات تعليمية متطورة تساعدهم على التعامل مع أسئلة الامتحانات بمرونة، ويركز على رفع مستوى الطلبة، بجلسات مكثفة.
وفي سياق متصل، تشهد مراكز التقوية إقبالاً كبيراً، خصوصاً في مواد مثل الفيزياء والكيمياء واللغات، إذ تتميز هذه المراكز باستخدام التكنولوجيا والوسائل الحديثة التي توفر الوقت والجهد، ما يجعلها خياراً مفضلاً للطلبة.
وأكد الطلاب أحمد صفوان، وعلياء شامي، وسها علي، ومحمود عبدالله، أهمية هذه الاختبارات التي تجدد الأمل لديهم وتمكّنهم من المنافسة العلمية مجدداً. موضحين أن الدروس الخصوصية تؤدي دوراً محورياً في هذه المرحلة، إذ تقدم لهم دعماً كبيراً، خاصة في المواد العلمية. مشيرين إلى أن الدروس عن بُعد أصبحت الخيار الأول للكثير، لما توفره من مرونة وسرعة في التعلم.
مادتان متتاليتان
أولياء الأمور مهران صادق، وشيماء مراد، ومحيي الدين علي، وسميحة فؤاد، أكدوا أن الامتحانات التعويضية فرصة جديدة لمن واجهتهم معوّقات في الجولة الأولى لامتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول للعام الأكاديمي الجاري 2024-2025، موضحين أن الأبناء بحاجة إلى دروس التقوية في بعض المواد، لتهيئتهم للامتحانات، لاسيما أنها مكثفة ويؤدي فيها الطالب الامتحان على مرحلتين وفي مادتين متتاليتين.
وقالوا إن الدروس الخصوصية تسهم في رفع مستوى أبنائهم ومهاراتهم في المواد الأساسية، وتساعدهم على فهم عناصر الأسئلة، وكيفية الإجابة عنها في الامتحانات كافة، وفيما يخص أسعار الحصص، فإنها تتفاوت بحسب المادة والمعلم وطريقة تقديم الحصة، ولكن بشكل عام هناك تراجع في الأسعار منذ سنوات.
أكد عدد من المعلمين (مروان حسن، وفوزية عبدالله، وساجي محمد وعلياء ماهر) أن الاختبارات التعويضية لا تقل في أهميتها عن الامتحانات الرئيسية، إذ إنها تحدّد مستقبل الطالب واتجاهاته، وتساعده على تجاوز مرحلة الرسوب، لذلك نجد معظم الطلبة يحرصون على تأهيل أنفسهم والتعامل معها بجدية ومسؤولية.
وقالوا إن الدروس الخصوصية دائماً ما تكون في حالة نشاط وقبل انطلاقة الامتحانات، لكن لا شك في أن وجود الامتحانات التعويضية، أعاد نشاطها مجدداً وستظل كذلك إلى نهاية الاختبارات التعويضية في الفصل الأول للعام الجاري، والأمر في النهاية متروك للطالب الذي يستطيع تحديد احتياجاته وما يريد الارتقاء به، تعليمياً أو مهارياً. مؤكدين أن التطورات المشهودة في نظم التعليم أتاحت للطالب حق اختيار معلمه، ومكان تعليمه، وطرائق تدريسه.
الاختبارات التعويضية مهمة جداً للطلبة المستهدفين، إذ تعد نافذة أمل تمكّنهم من الاجتياز، هذا ما أكده عدد من مديري المدارس (وليد فؤاد لافي، وسلمى عيد، وخلود فهمي، ووفاء الباشا)، موضحين أن ارتباطها بالدروس الخصوصية أمر طبيعي، حيث يركز الأهالي والطلبة على الوسائل التي تمكّن أبناءهم من النجاح، وتحقيق معدلات مرضية في الفصل الأول للعام الجاري.
وقالوا إن برنامج «تمكين» أوجد خيارات متنوعة أمام الطلبة للارتقاء بمستوياتهم العلمية والمعرفية، وتمكينهم من التعامل مع الأسئلة الامتحانية بمرونة وسهولة، وجميعها وسائل تصب في مصلحة الطالب الذي يختار طريقة تأهيله لتلك الامتحانات، لا سيما مع التطورات المشهودة في صياغة الأسئلة الامتحانية.
وأفادوا بأن دروس التقوية سواء الخصوصية أو عبر برنامج «تمكين»، تركز على تحقيق الاستفادة القصوى للطلبة في مدة قصيرة جداً، وبسرعة مشهودة، تتناسب وجميع الفئات الطلابية، فضلاً عن جلساتها التي يرافقها التنظيم والمرونة والجودة، لا سيما في المواد العلمية والرياضيات التي تتصدر قائمة الرواج وإقبال الطلبة.
أكد عدد من مديري مراكز التقوية في مختلف إمارات الدولة، أن تلك المرحلة تشهد رواجاً كبيراً في حصص التقوية في مواد مثل اللغتين العربية والإنجليزية، والفيزياء والكيمياء والأحياء والرياضيات، وهناك حجوزات من طلبة الثاني عشر لنهاية مدة الامتحانات التعويضية. وأشاروا إلى أن مراكز التقوية المرخصة، تهتم باستخدام التكنولوجيا والمنصات الرقمية، والوسائل التعليمية الحديثة التي توفر الوقت والجهد، للمعلم أو الطالب، وتتناسب مع نوعية الامتحانات التعويضية التي تأتي في مرحلة مكثفة، يؤدي فيها الطالب الامتحان في مادتين أساسيتين يومياً.
إجراءات وضوابط
وزارة التربية والتعليم اعتمدت إجراءات الاختبارات التعويضية لنهاية الفصل الدراسي الأول من العام الأكاديمي الجاري 2024-2025، وضوابطها لطلبة الصفوف من الثالث إلى الثاني عشر في المدارس الحكومية والخاصة المطبقة للمنهاج الوزاري.
ومنعت الوزارة الهاتف للمراقبين والطلاب خلال الامتحانات، ومنعت استخدام الآلة الحاسبة لطلبة صفوف الحلقة الأولى والثانية، وسمحت باستخدامها لطلبة صفوف الحلقة الثالثة، وعلى طلبة الحلقة الثالثة (الصف 12) إحضار أجهزة الحاسوب الخاصة بهم طوال الامتحانات، وارتداء الزي المدرسي. وأفادت الوزارة، عبر الموجهات العامة للاختبارات، بأن الاختبارات تطبق ورقياً لطلبة الصفين الخامس والتاسع جميع المسارات في المدارس الحكومية حضورياً، في حين تطبق ورقياً وإلكترونياً للصفين الخامس، المسار العام والتاسع المسارين العام والمتقدم في المدارس الخاصة، بالحضور في المدرسة.
أما طلبة الصفين الحادي عشر والثاني عشر (المسار العام والمتقدم) في المدارس الخاصة، فتعقد لهم الامتحانات ورقياً وإلكترونياً في مدارسهم، بالحضور أيضاً. موضحة أن الاختبارات تجرى على مرحلتين، وفقرات الأسئلة غير مقيدة بمحددات زمنية، ويسمح للطلبة بالعودة لمراجعة إجاباتهم، ويسمح للطالب بالخروج من قاعة الامتحان بعد منتصف الوقت.
وأكدت ضرورة إحضار جميع الطلبة أجهزة الحاسوب الخاصة إلى المدرسة، خلال الامتحانات، في وقت يستهل طلبة الثاني عشر للمسارات العام والمتقدم والنخبة امتحاناتهم بمادتي الفيزياء والدراسات الاجتماعية، على مرحلتين للمادة الأولى، حيث تبدأ الأولى لمادة الفيزياء من 9 حتى 10:30 صباحاً للجزء الكتابي، والجزء الإلكتروني من 10:30 حتى 11:30 صباحاً، والثانية لامتحان الدراسات الاجتماعية من 12 حتى 2 ظهراً.
مسارات أخرى
وفي اليوم الثاني يمتحن الطلبة في مادتي اللغة الإنجليزية والكيمياء، فيما يؤدي طلبة المسار التطبيقي امتحان العلوم التطبيقية في اليوم الأول من الاختبارات، وباقي المواد في المواعيد ذاتها للمسارات الأخرى.
يتقدم طلبة المسار التطبيقي لاختبار الرياضيات التطبيقية 18 ديسمبر، أما مسارات «العام والمتقدم والنخبة» فيؤدون الامتحان في الرياضيات، وفي 19 من الشهر ذاته يتقدمون للامتحان في مادتي العربية والأحياء، ويختتمون في 20 ديسمبر بمادة التربية الإسلامية.
ممنوع قراءة الأسئلة
شددت وزارة التربية والتعليم ضمن الموجهات العام للاختبارات على عدم السماح بقراءة المعلمين الأسئلة للطلبة، ويستثنى من ذلك الاختبارات الموجهة لطلبة الصف الثالث وأصحاب الهمم، إذ يسمح للمعلم أو المعلمة بقراءة الأسئلة فقط، من دون التلميح إلى الإجابة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق