القاهرة - «الخليج»
تثير خدمة جديدة أطلقتها إحدى الشركات المصرية على منصة «تيك توك» توفر لمستخدميها ومعظمهم من الانطوائيين، أو مفتقدي التواصل الاجتماعي، «استعارة غرباء» للمشاركة في إحياء حفلات الزفاف، جدلاً واسعاً في أوساط متخصصين في علوم النفس والاجتماع، ينظرون إلى تلك الخدمة باعتبارها اصطناعاً زائفاً للسعادة، وتجسيد لأمراض حب المظاهر الكاذبة السائدة في العديد من المجتمعات العربية.
وأطلقت شركة مصرية تلك الخدمة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث توفر الخدمة الجديدة، أصدقاء مزيفين للمشاركة في إحياء حفلات الزفاف، بما فيها مشاركة العروسين فرحة العرس، واستقبال الضيوف وغيرها من الخدمات، وهو ما اعتبرته خبيرة الصحة النفسية د. علياء ممدوح، مجرد لحظة مؤقتة من مشاعر مزيفة سرعان ما تنتهي مع انتهاء الحفل، لتترك صاحب الحفل وحيداً وربما على نحو أكثر مما كان عليه من قبل، وتري ممدوح أن من يحبون المظاهر قد يجدون أنفسهم مضطرين لاتباع مثل هذه الأفكار الغريبة على المجتمع العربي، والتي يظل تأثيرها سطحياً وعابراً، مشيرة الى أن الأسباب التي تقف وراء ظهور مثل تلك الخدمات الغريبة، تتنوع بين فقدان الثقة بسبب الخذلان، والابتعاد عن الأهل والأصدقاء، والانشغال عن التواصل الاجتماعي مع الأهل والأصدقاء، والبحث في الوقت نفسه عن رضا الآخرين بأي ثمن، من خلال البحث المستمر عن السند والونس حتى لو كان مؤقتاً.
وترى خبيرة الصحة النفسية، أن السعادة الحقيقية لا تأتي إلا من خلال مشاركة اللحظات مع أشخاص حقيقيين، يحملون مشاعر دافئة وصادقة، حتى لو كان العدد قليلاً، فإن وجود شخص واحد صادق أفضل من مئات الأشخاص المزيفين، مشيرة إلى أن المجتمع أحياناً ما يفرض معايير غير واقعية، خاصة في المناسبات الكبرى مثل حفلات الزفاف، إذ تدفع الصور المثالية على وسائل التواصل الاجتماعي البعض إلى محاكاة هذه المظاهر، حتى لو كانت على حساب سعادتهم الحقيقية.
0 تعليق