عشاق الفلك، والظواهر الفلكية اليوم على موعد، مع ظاهرة لامعة تضيء السماء، حتى فجر الغد، السبت، إذ تصل ذروة زخة شهب الجوزاء «التوأميات» الملقبة بـ«ملكة الزخات الشهابية»، لذروتها إلى معدل 120 شهابا في الساعة مع تعدد ألوانها.

زخة شهب الجوزاء تزين السماء الليلة

وتعود زخات شهب الجوزاء في شهر ديسمبر، بعرض مذهل للشهب اللامعة سريعة الحركة، التي تبلغ ذروة زخات الجوزاء ليلة 13-14 ديسمبر 2024، وتُعتبر على نطاق واسع واحدة من أكثر زخات الشهب السنوية إثارة للإعجاب.

وتتميز زخة شهب الجوزاء، التي تبلغ ذروتها يومي 13 و14 ديسمبر 2024، بوجود شهب لامعة وسريعة مصدرها الكويكب 3200 Phaethon.

ما الذي يجعل زخة شهب الجوزاء فريدة من نوعها؟

بحسب الموقع العلمي «scitechdaily» فعلى عكس معظم زخات الشهب التي تأتي من المذنبات، تنشأ شهب الجوزاء من كويكب يسمى 3200 فايثون، والذي تم اكتشافه في عام 1983، وسرعان ما لاحظ علماء الفلك أن مدار فايثون يتطابق بشكل وثيق مع مسار شهب الجوزاء، مما يؤكد أنه مصدر زخات المطر، وعلى الرغم من تصنيف فايثون على أنه كويكب قريب من الأرض، فإنه يتصرف إلى حد ما مثل المذنب، مما يجعل الجوزاء زخة نيزكية غير عادية ومثيرة للاهتمام من الناحية العلمية.

في بعض الأحيان، تم تحدي هذا التصنيف، لأن مدار فايثون يشبه مدار المذنب، واكتشفت مركبة الفضاء ستيريو التابعة لناسا في عامي 2009 و2012 ذيلًا خافتًا وسطوعًا سريعًا حول أقرب نهج للكويكب من الشمس، ونتيجة لذلك، يشير بعض علماء الفلك إلى فايثون على أنه «مذنب صخري»، على الرغم من أن مصطلح «كويكب نشط» قد يكون أفضل، حيث تم اكتشاف أجسام مماثلة في حزام الكويكبات الرئيسي بين المريخ والمشتري. 

حواف القمر خارج الشهب الخافتة

يواجه زخات شهب الجوزاء منافسة هذا العام، من القمر الأحدب اللامع الذي سيضيء سماء الليل أيضًا، فتحدث مرحلة الأحدب الشمعية عندما يكون القمر مضاء بنسبة تزيد عن 50% ولكن ليس البدر بعد.

كم نيزك يمكن رؤيته؟

عادةً خلال فترة الجوزاء، يمكنك غالبًا التقاط 50 نيزك أو أكثر في الساعة، ولكن مع سماء مقمرة في عام 2024، قد تتمكن فقط من التقاط النيازك الأكثر سطوعًا، مما يقلل المعدلات إلى حوالي 15 نيزك في الساعة.

وعلى الرغم من أنها تهطل سنويا من 7 إلى 17 ديسمبر، لكن تبلغ ذروتها هذا العام في ليلة 13 وفجر 14 ديسمبر.

أفضل وقت لرؤية زخة شهب التؤاميات

وفقًا للموقع العلمي، من الأفضل رؤية زخة شهب التوأميات بعد الساعة 9 مساءً وقبل الفجر، تحديدًا الساعة 2 صباحًا، وبحسب ما ذكر الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، عبر حسابه الرسمي، فإن أفضل مكان  لمشاهدة الشهب، هو اختيار مظلم بعيدا عن أضواء المدينة حيث تسقط الشهب كما لو كانت آتية من كوكبة الجوزاء «التوأم» وهو سبب تسميتها. 

الجدير بالذكر أن مكتب بيئة النيازك التابع لناسا  التقط صورة للمركبة التي تم التقاطها خلال ذروة تساقط شهب الجوزاء في عام 2014 وسجلت أكثر من 100 نيزك حينها.