أفلت الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، أمس السبت من محاولة عزله في البرلمان، بينما قدم «اعتذاره الصادق» عن فرض الأحكام العرفية دون أن يعلن استقالته.
في المقابل، تصاعدت حدة الانتقادات من داخل حزبه الحاكم، حيث أكد رئيس الحزب أن استقالة الرئيس باتت «أمراً لا مفر منه»، في حين قاطع نواب الحزب التصويت على قرار العزل، مما زاد من تعقيد المشهد السياسي وأثار تساؤلات حول مستقبل القيادة في البلاد.
وأفلت يون من مذكرة عزل تقدمت بها المعارضة، بعد محاولته الفاشلة فرض الأحكام العرفية، في غياب النصاب اللازم في الجمعية الوطنية بعدما انسحب نواب الحزب الحاكم من القاعة.
وأظهرت لقطات من الجلسة تم بثها مباشرة مغادرة نواب حزب سلطة الشعب القاعة قبل التصويت وسط صيحات الاستهجان، لتعطيل عملية العزل. ولا بد من الحصول على غالبية 200 نائب من أصل 300 لإقالة الرئيس، لكن لم يشارك سوى 195 نائباً في التصويت.
وقال رئيس الجمعية الوطنية وو وون شيك «بالتالي، أعلن أن التصويت على هذه القضية باطل». وأضاف وو «أن فشل التصويت على هذه القضية يدل على فشل العملية الديمقراطية في قضية وطنية حاسمة. ونيابة عن الجمعية الوطنية، أعتذر للشعب». وكانت المعارضة التي لها 192 نائباً، تحتاج إلى أصوات ثمانية نواب على الأقل من المعسكر الرئاسي لتحقيق مرادها.
لكن لم يُدلِ سوى ثلاثة أعضاء من الحزب الحاكم بأصواتهم، على الرغم من مناشدة رئيس الجمعية الوطنية وو ون-شيك لنواب الحزب الحاكم بالعودة والإدلاء بأصواتهم «من أجل حماية الجمهورية الكورية وديمقراطيتها».
إلى ذلك، نقلت وكالة «يونهاب» الإخبارية عن الشرطة أن ما يناهز 150 ألف متظاهر مناهض للرئيس تجمعوا أمس السبت حول مبنى البرلمان وسط البرد القارس، يتابعون أمام شاشات عملاقة عملية التصويت، رافعين لافتات تطالب بإقالة الرئيس، ورددوا هتافات مؤيدة للديمقراطية. فيما تحدث المنظمون عن مليون متظاهر. في حين تظاهر الآلاف من أنصار يون في وسط العاصمة.
الرئيس المحافظ الذي لا يحظى بشعبية، متهم من المعارضة، وجزء من معسكره بأنه هز الديمقراطية الفتية في كوريا الجنوبية بفرضه الأحكام العرفية فجأة، قبل أن يتراجع عن موقفه بعد ست ساعات تحت ضغط النواب والشارع.
وفي خطاب تلفزيوني مقتضب وجّهه إلى الأمة أمس السبت، أعلن يون (63 عاماً) أنه سيعهد إلى حزبه، حزب سلطة الشعب، مهمة اتخاذ «تدابير لتحقيق استقرار الوضع السياسي، بما في ذلك ما يتعلق بفترة ولايتي».
وقال «لن أتنصل من مسؤولياتي القانونية والسياسية في ما يتعلق بإعلان الأحكام العرفية». وعزا الأمر إلى «يأسه كرئيس»، في حين أن البرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة إلى حد كبير نسف جميع مبادراته تقريباً.
وقبل أن ينحني أمام المشاهدين، اختتم كلامه بالقول «لقد تسببت في قلق وإزعاج الناس. أتقدم باعتذاري الصادق». لكن كلمته لم تلقَ صدى، ولم تهدأ من حدة العداء العام.
من جهته، أعلن رئيس الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية هان دونغ-هون أمس السبت أن استقالة رئيس البلاد أمر «حتمي». وبعد اجتماع ليل الجمعة السبت، جدّدت غالبية نواب الحزب التأكيد على الموقف الرسمي المتمثل برفض إجراءات العزل، في حين طلب هان «التعليق السريع» لمهام الرئيس.
وقال تشاي جين وون، الباحث في كلية هيومانيتاس في جامعة هيونغ هي، «الحزب الحاكم قرر معارضة العزل لأنّهم ببساطة لا يريدون منح السلطة ل«لي جاي ميونغ» زعيم الحزب الديمقراطي قوة المعارضة الرئيسية.
من جانبه، قال لي جاي-ميونغ، أمس السبت «حالياً، الخطر الأكبر في كوريا الجنوبية هو وجود الرئيس نفسه. والحلول الوحيدة هي الاستقالة الفورية، أو الرحيل المبكر عن طريق العزل». (وكالات)
0 تعليق