نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المدرسة.. هل هي البيت الثاني حقا؟, اليوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024 01:27 صباحاً
هذا الواقع يجعل من المدرسة امتدادا طبيعيا للبيت، حيث يُفترض أن تُكمل دور الأسرة في التربية، إلى جانب دورها الأساسي في التعليم.
لكن هل تقوم المدرسة فعلا بهذا الدور؟
على الرغم من النقاشات المستفيضة التي تناولها التربويون والمشرفون حول دور المدرسة كمكمّل للبيت والأسرة، إلا أنني أرى من زاويتي الشخصية أن هناك قصورا واضحا في هذا الدور؟! لا سيما في الجانب التربوي والإنساني.
في كثير من الحالات تُطرح تحديات مثل الأعباء الإدارية، أو صعوبة التعامل مع أولياء الأمور، أو كثافة أعداد الطلاب كمبررات لهذا القصور.
لكن هذه التبريرات، على أهميتها، لا تعفي المدارس من مسؤوليتها الأساسية في توفير بيئة حاضنة وداعمة تعكس روح التربية الحقيقية، التي يحتاجها الطلاب ليشعروا بأن المدرسة امتداد دافئ للبيت.
التحدي الحقيقي يكمن في تأهيل الكوادر المدرسية بأسلوب يركز على بناء الشخصية التربوية قبل المهارات الإدارية.
نحن بحاجة إلى لجان إشرافية تعتمد نهجا جديدا، لجان قادرة على اكتشاف الشخصيات التربوية التي تمتلك القدرة على بناء علاقة إنسانية حقيقية مع الطلاب، بعيدا عن الملفات والإجراءات الروتينية.
يجب أن يكون التركيز على تقييم الشخصيات القادرة على الاحتواء، لتكريس مفهوم "التربية قبل التعليم".
وزارة التعليم تمتلك المقومات كافة لتطوير هذه المنظومة، خاصة مع ما تزخر به بلادنا من طاقات تربوية مميزة.
المطلوب هو إطلاق برامج تدريبية تركّز على التربية الأخلاقية والتعامل الإنساني، إلى جانب ابتكار أساليب جديدة لاكتشاف مواهب الطلاب وتنميتها.
فالتعليم لا ينبغي أن يكون مجرد أرقام ونتائج، بل يجب أن يكون وسيلة لبناء إنسان متوازن نفسيا وأخلاقيا، قادر على مواجهة تحديات الحياة بثقة ومسؤولية.
المدرسة ليست مجرد مكان لتلقي الدروس وإجراء الاختبارات؛ إنها مجتمع صغير يتشكل فيه وعي الطالب بشخصيته ومجتمعه.
فإذا استطعنا إعادة الروح التربوية إلى هذا المجتمع، وجعلنا المدرسة امتدادا حقيقيا للبيت، سنسهم في بناء جيل أقوى وأكثر وعيا بدوره في الحياة.
0 تعليق