يسرّ متحف اللوفر أبوظبي أن يكشف عن تحفة فنية جديدة مُعارة إليه من قسم الفنون الإسلامية في متحف اللوفر تحمل اسم «علبة الأمير المغيرة».
تتجلى في هذه العلبة العاجية المصنوعة بإتقان، والتي جرى تصميمها في القرن العاشر في ورش الخلافة في مدينة الزهراء، في قرطبة، إسبانيا، أعلى درجات البراعة الفنية ومهارة الصنعة الأندلسية.
يُذكر أن هذه العلبة، التي كانت قد عُرضت سابقاً في قاعات العرض الدائمة في متحف اللوفر منذ أوائل القرن العشرين، تغادر موقعها لأول مرة لتُعرض في متحف اللوفر أبوظبي حتى إبريل/ نيسان2027.
تُعرض العلبة التي تحمل اسم الأمير المغيرة في قاعة العرض رقم 9 المجددة بشكل خاص لتستضيف هذه القطعة الفنية، ما يمنح الزوار الذين يأتون لمشاهدتها تجربة غامرة وآسرة.
ويتميز المكان المُعد بصورة خاصة لعرض هذه التحفة الفنية بأجواء عرض مسرحية، حيث وضعت العلبة في وسط عرض ضوئي جذاب موجه بزاوية 180 درجة. كما يمنح التصميم الداخلي لقاعة العرض فرصة مميزة للزوار ليستكشفوا عن قرب المهارة الحرفية المتميزة التي تجسدت في هذه العلبة، بينما تعزز الموسيقى المستوحاة من الفترة التاريخية مع نصير شمه التي شهدت صناعة علبة المجوهرات أجواء العرض الغامرة، وهو ما يستحضر فخامة البيئة التي كانت العلبة تنتمي إليها في الأصل.
يمكن للزوار التفاعل بشكل أكبر في المعرض من خلال العروض المرئية، والمواد الإرشادية المتوفرة في المتحف، ومن خلال تطبيق المتحف، وهو ما يتيح للزوار التعرف بشكل أعمق إلى الأهمية التاريخية لهذه التحفة الفنية.
تُعد العلبة التي تحمل اسم الأمير المغيرة تحفة فنية حقيقية تتجلى فيها المهارة الحرفية المتميزة في صناعة العاج في العصر الإسلامي، ما يبرز مكانة المتلقّي، ومستوى التقدم الفني الذي شهدته تلك الفترة.
وأهديت هذه العلبة إلى الأمير المغيرة، الأخ غير الشقيق للخليفة الحكم الثاني، كما يتضح من النقوش المحفورة عليها وتاريخها (967-968 م).
وقد عكف عدد من العلماء على تفسير الزخارف المنقوشة بإتقان على العلبة ودراسة دلالتها الرمزية بطرق مختلفة، بداية من استنباط المعاني الأدبية والسياسية منها وصولاً إلى استكشاف الروابط الفلكية فيها، بما يشمل التفسيرات المتعلقة بأبراج التقويم.
ويُثْري عرض العلبة وجود أربعة تيجان أعمدة تنتمي إلى مدينة الزهراء، ثلاثة منها مُعارة من متحف اللوفر وواحد من مجموعة مقتنيات متحف اللوفر أبوظبي، ما يُضفي على أجواء عرضها واقعية أكثر عمقاً، ويجسّد البيئة التي جرى تصنيعها واستخدامها فيها.
من المتوقّع أن يُثري هذا العرض فهم الزوار للفن الأندلسي والحرفية الإسلامية، حيث يقدم لهم لمحة فريدة عن التاريخ والفن في تلك الفترة الاستثنائية.
0 تعليق