نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
محمد مغربي يكتب: «ماسك» يشعل حرب الروبوتات!, اليوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2024 05:43 صباحاً
من كاليفورنيا فى عام 1995، وصل شقيقان إلى وادى السيلكون بعد أن فشلا فى إيجاد وظيفة لهما، فاختارا أن يضعا كل أموالهما، واستدانا بمبلغ 100 ألف دولار من أجل تأسيس شركة حملت اسم «زيب 2»، ولم يكن أمامهما سوى النجاح، خاصة أن «كيمب» كان يثق فى شقيقه «إيلون»، الذى خطط ودبّر، ولم يهمّه حينها أن ينام فى مقر العمل ويغتسل فى حمام نادٍ رياضى.
لكن منذ تلك اللحظة، لم يخطط «إيلون» لشىء إلا وحقّقه؛ حلم بتأسيس مواقع إلكترونية لجميع القطاعات ونجح فى ذلك، ثم حلم بالسيارة الكهربائية وصارت حقيقة ومبيعاتها تتضاعف عاماً بعد آخر، كما حلم بأن يُطلق إلى الفضاء رحلات تجارية فيها بشر عاديون، ومن خلال شركته سبيس إكس نجح أيضاً فى ذلك، قبل أن يدخل بكل قوته فى مجال الذكاء الاصطناعى ليمنحه دفعة قوية باستثمارات خرافية لثانى أثرياء العالم، بحسب تصنيف «فوربس»، سبتمبر الماضى.
لذلك، لم يكن مؤتمر شركة «WE، ROBOT»، الذى أقامه إيلون ماسك فى كاليفورنيا منذ أيام، بالأمر العادى للمستثمرين فى مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى، فالرجل الملقب بـ«رائد الأحلام» أعلن فى بداية العام الجارى أنه سيقدم روبوت «Optimus» الذى سيكون مستعدّاً لأداء مهام مفيدة، وسيكون جاهزاً للوصول إلى الأسواق بحلول 2025، وسيكون هذا الروبوت هو بطاقة تسلا الرئيسية فى سوق الروبوتات التى تقدم المهام البشرية.
ويتراوح ثمن روبوت Optimus الجديد ما بين 20 ألفاً إلى 30 ألف دولار، ويساعد فى المهام المنزلية وحمل الأشياء والتفاعل معها من خلال اللمس والحمل، كما يستطيع تقديم الأطباق للضيوف أو فى المطاعم والمقاهى، كذلك العناية بالأطفال والكلاب والنباتات، رغم ذلك، لم تظهر تلك المهارات فى المؤتمر الترويجى لروبوت «ماسك» الجديد، إذ اكتفى بالوجود وسط الحاضرين وتقديم المشروبات إليهم وبعض الهدايا، فيما وجدت روبوتات أخرى أدت رقصات متنوعة على أنغام الموسيقى فى غرفة زجاجية.
لكن ثقة المستثمرين فى إيلون ماسك جعلتهم لم يتأثروا بما قدمه الروبوت الجديد، منتظرين أن يكون الروبوت منافساً شرساً فى سوق تتسع باستمرار، إذ تقدم شركة «XI» الناشئة «روبوت» يحمل اسم «NEW BETA» للاستخدام المنزلى ويتشابه كثيراً مع «Optimus»، كذلك طرحت شركة «بوسطن دينامس»، فى مايو الماضى، إصداراً جديداً من روبوتها البشرى «Atlas»، الذى يؤدى حركات استعراضية وبه تحكّم غير مسبوق فى الحركات وفى اتجاهات مختلفة، ناهيك عن شركة «Figure AI»، التى كشفت هى الأخرى عن روبوتها الجديد «Figure 02»، الذى دخل حيز الاستخدام الفعلى داخل أحد المصانع الألمانية العملاقة فى صناعة السيارات.
هذا التنافس الشرس، أكد عليه أكثر كارول هاوسمان، أحد مؤسسى شركة Physical Intelligence، بقوله إن الشركات الناشئة الجديدة تهتم أكثر بتطبيقات الذكاء الاصطناعى لتجعل من الروبوتات فى المستقبل القريب أدوات قادرة على فعل أشياء كثيرة، بل إن الهدف البعيد هو بناء عقل اصطناعى يضاهى قدرات العقل البشرى فى صورة نماذج ذكاء اصطناعى عالية التطور، ومن أجل ذلك حصدت الشركات الناشئة استثمارات بنحو 70 مليون دولار خلال العام الأخير من أجل تلك الخطوة بالتحديد.
مؤتمر «ماسك» وإعلانه دخوله عالم الروبوتات بهذه القوة، مع تصريحات كارول هاوسمان، جاءت بالتزامن مع إعلان شركة الاستشارات العالمية «بين آند كو» أن السوق العالمية للمنتجات المرتبطة بالذكاء الاصطناعى، خاصة الروبوتات، تنمو نمواً مرتقعاً، ومن المتوقع أن تصل قيمتها إلى 990 مليار دولار فى 2027، فيما بلغت نسب النمو نحو 40% خلال العامين الماضيين.
كل تلك الأرقام والتصريحات تعنى أن مؤتمر «كاليفورنيا» لـ«ماسك» لم يكن سوى حلقة من حلقات ثورة تكنولوجية أخرى خلال السنوات القليلة المقبلة، والسؤال: هل تم الاستعداد لتقبل هذه الثورة بمميزاتها وعيوبها؟ وهل تم الاستعداد الكافى لأن نتقبل فى مصر الروبوتات التى باتت فى مختلف دول العالم؟ والأهم: ماذا لدينا لنقتحم هذه السوق ونحقق مكاسبنا منها فى المستقبل؟
0 تعليق