«تنقيب الدفاتر القديمة».. معركة تكسير عظام بين الديمقراطيين وإيلون ماسك

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الخليج: متابعات
في إطار حرب تكسير العظام قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حاول المعسكر الديمقراطي استغلال تقارير زعمت أن وجود الملياردير إيلون ماسك في الولايات المتحدة عام 1995 لم يكن قانونياً، حيث شن الرئيس جون بايدن هجوماً قوياً على ماسك الداعم القوي للمرشح الجمهوري دونالد ترامب.
بدأ تراشق التصريحات بعد أن ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن ماسك عندما وصل بغرض الدراسة في جامعة ستانفورد عام 1995 لم يلتحق بالصفوف الدراسية إطلاقاً وأنه عوضاً عن ذلك باشر العمل في شركته الناشئة في ذلك الوقت، مشيرةً إلى أنه بذلك لم يكن لديه أي أساس قانوني للإقامة في الولايات المتحدة.
والتقط بايدن الخيط للتعليق على هذا الوضع خلال فعالية له في ولاية بنسلفانيا وقال: «اتضح أن أثرى رجل في العالم عامل غير قانوني». ولم يتأخر ماسك في الرد، حيث كتب عبر منصته «إكس» رداً على بايدن: «الآن يهتم بالمهاجرين».
يأتي الهجوم على ماسك، رداً على دعمه القوى لانتقادات دونالد ترامب والذي كثيراً ما يكرر أن الحدود الأمريكية مفتوحة أمام المهاجرين غير الشرعيين، وبث تلك الآراء إلى أكثر من 200 مليون متابع على منصة إكس.
وينقل تقرير واشنطن بوسط عن شركاء عمل سابقين لماسك المولود في جنوب إفريقيا، إلى أنه عمل بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة مع بداية حضوره إليها، حيث بدأ حياته المهنية في مجال ريادة الأعمال بعد أن تخلى عن برنامج الدراسات العليا في كاليفورنيا.
ويرود التقرير أن ما لم يكشفه ماسك علناً هو أنه لم يكن لديه الحق القانوني في العمل أثناء بناء الشركة التي أصبحت Zip2، والتي بيعت بنحو 300 مليون دولار في عام 1999، واعتبر أنها نقطة انطلاق ماسك لشركة تيسلا والمشاريع الأخرى التي جعلت منه أغنى شخص في العالم ويمكن القول، إنه أنجح مهاجر في أمريكا.
 طريق الهجرة 
وغالباً ما وصف ماسك وشقيقه كيمبال رحلة هجرتهما بمصطلحات رومانسية، على أنها فترة من التقشف الشخصي، والطموح غير المقيَّد، حيث وصل إلى بالو ألتو في عام 1995 للحصول على درجة الدراسات العليا في جامعة ستانفورد، لكنه لم يلتحق أبداً بأي دورات، وعمل بدلاً من ذلك في شركته الناشئة، فيما قال خبراء قانونيون: إن ماسك ترك الدراسة دون أساس قانوني للبقاء في الولايات المتحدة.
ويقول ليون فريسكو، وهو محام سابق في وزارة العدل لشؤون الهجرة، إنه لا يمكن للطلاب الأجانب ترك المدرسة لبناء شركة، حتى لو لم يحصلوا على رواتبهم على الفور. وأضاف: «إذا قمت بأي شيء يساعد على تسهيل توليد الإيرادات، مثل تصميم كود أو محاولة تحقيق مبيعات لتعزيز توليد الإيرادات، فأنت في مشكلة».
 تعليق ماسك
وفي رواية إيلون ماسك العلنية لقصة هجرته، لم يقر قط بأنه عمل دون وضع قانوني مناسب. ففي عام 2013، قال مازحاً عن وجوده في «منطقة رمادية» في بداية حياته المهنية، ثم في عام 2020، قال، إنه حصل على «تأشيرة عمل طالب» بعد تأجيل دراسته في جامعة ستانفورد.
وأضاف في بث صوتي عام 2020: «كنت هناك بشكل قانوني، ولكن كان من المفترض أن أقوم بعمل طلابي.. لقد سُمح لي بالقيام بعمل يدعم أي شيء كان».
وفي حين تعتبر سجلات الهجرة الأمريكية بشكل عام ليست مفتوحة للجمهور، فإنه من الصعب التأكد بشكل مستقل من الوضع القانوني لأي شخص.
وفي عام 2005، اعترف ماسك بأنه لم يكن لديه تصريح بالوجود في الولايات المتحدة عندما أسس شركة Zip2، وقد تم تقديم تصريحه كدليل في دعوى تشهير في كاليفورنيا تم إغلاقها منذ فترة طويلة، وقال، إنه تقدم بطلب إلى جامعة ستانفورد حتى يتمكن من البقاء في الولايات المتحدة بشكل قانوني.
وذكر ماسك في رسالته كتب: «في الواقع، لم أهتم كثيراً بالدرجة العلمية، لكن لم يكن لدي المال اللازم للمختبر، ولم يكن لدي أي حق قانوني في البقاء في البلاد، لذلك بدا الأمر وكأنه طريقة جيدة لحل كلتا المشكلتين.. ثم جاء الإنترنت، والذي بدا وكأنه رهان أكثر ضماناً».
ولم يلتحق «ماسك» أبداً بجامعة ستانفورد. وفي شهادته في مايو 2009، قال، إنه اتصل برئيس القسم بعد يومين من بدء الفصل الدراسي ليخبره بأنه لن يحضر. وفي نفس الإفادة، قال، إنه بدأ العمل في شركة Zip2 في أغسطس أو سبتمبر 1995.
وفي حين أن تجاوز مدة تأشيرة الطالب أمر شائع إلى حد ما في الولايات المتحدة، فقد غض المسؤولون الطرف عنه في بعض الأحيان، إلا أنه لا يزال غير قانوني.
وكانت لوائح الهجرة الأمريكية للطلاب الأجانب أكثر تراخياً في التسعينيات، قبل أن تؤدي هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 إلى إجراء إصلاح شامل، وفقاً لخبراء قانون الهجرة. ولم يكن ماسك، الذي حصل على الجنسية الكندية عن طريق والدته، بحاجة إلى تأشيرة من وزارة الخارجية للدراسة في إحدى الجامعات الأمريكية. وقال خبراء قانونيون، إنه يمكنه ببساطة أن يعرض وثائق الالتحاق بالجامعات الأمريكية على ضباط الحدود الأمريكيين ويدخل الولايات المتحدة بوضع الطالب.
وقد يُسمح للطلاب الأجانب المسجلين في برامج الشهادات الأمريكية بالعمل بدوام جزئي ولفترات محدودة لإكمال متطلبات شهاداتهم، حيث قال آدم كوهين، مؤلف كتاب «دليل الهجرة الأكاديمي» والمحامي المتخصص في تأشيرات العمل: إن «ماسك» يمكنه الحصول على تصريح عمل كطالب، لكن ذلك كان سيتطلب منه المشاركة في دورة دراسية كاملة في جامعة ستانفورد. ويتفق مع هذا الرأي إيرا كورزبان، خبير قانون الهجرة ومؤلف كتاب مرجعي قانوني يستخدمه المحامون والقضاة على نطاق واسع.

شقيق ماسك
واعترف كيمبال ماسك مراراً وتكراراً بالعمل في الولايات المتحدة دون وضع قانوني، واصفاً تجربته بأنها دليل على وجود نظام أمريكي مختل يمنع الأجانب الموهوبين. وفي مقابلة على خشبة المسرح عام 2013 مع شقيقه، قال، إنهما كانا نائمين في المكتب ويستحمان في جمعية عندما انضما إلى «حمى الذهب» عبر الإنترنت. وأضاف أنه بعد ذلك بدأ المستثمرون يعرضون عليهما مبالغ ضخمة ويشترون لهما سيارات، ليكتشفوا أن الأخوين ليس لديهما تصريح قانوني للعمل في الولايات المتحدة. وقال كيمبال في مقابلة عام 2013: «في الواقع، عندما قاموا بتمويلنا، أدركوا أننا مهاجرين غير شرعيين».
وقال كيمبال أيضاً، إنه ضلل العملاء الفيدراليين الأمريكيين لإعادة دخول الولايات المتحدة لحضور اجتماع مهم للمستثمرين بعد زيارة والدته في كندا. وعندما اكتشف الضباط الأمريكيون الذين قاموا بتفتيش أمتعته في المطار بطاقات عمله وعنوانه في كاليفورنيا، أدركوا أنه كان مسافراً للعمل دون تصريح. وقال، إنه بعد أن أبعدوه، استعان بصديق ليقوده عبر الحدود، وأخبر الضباط أنهما كانا متجهين لمشاهدة عرض فني، ولوح لهما الضباط بالمرور، ووصل كيمبال إلى الاجتماع.
في الشهر الماضي، وصف إيلون ماسك نفسه بأنه «مؤيد للغاية للمهاجرين». ثم أضاف: «مع ذلك، تماماً كما هو الحال عند التوظيف في شركة، يجب أن نؤكد أن أي شخص يُسمح له بدخول البلاد هو موهوب ومجتهد وأخلاقي». لكن يبدو أن «ماسك» قد استفاد من عدم اهتمام مؤيديه في البداية بوضعه الخاص، وذلك وفقاً لشركائه التجاريين السابقين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق