دبي- محمد إبراهيم
أكد عدد من خبراء التعليم والذكاء الاصطناعي، أن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل مستقبل التعليم بتطبيقاته النوعية المتطورة القادرة على سد فجوات التعلم والتدريس.
وقالوا ل «الخليج»: إن ظهور الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي يؤدي إلى تحول في الأدوات والمؤسسات التعليمية، وتصنيف المهام واكتشاف حالات عدم النزاهة الطلابية، ودعم عملية التعليم، إذ إن هناك تطبيقات كثيرة متخصصة في التعليم.
وأفادوا بأنه من المتوقع أن يواصل سوق تكنولوجيا التعليم العالمي نموه، إذ إن الذكاء الاصطناعي سيلعب دوراً مهماً في دفع هذا النمو، ولا شك أن دور المعلمين لا غنى عنه، إلا أن المجتمع التعليمي سيشهد تغييرات كبيرة في وظائف التدريس والممارسات التعليمية.
في مداخلة له مع «الخليج» أكد الرئيس الأكاديمي لكلية الرياضيات وعلوم الكمبيوتر، جامعة هيريوت وات دبي ستيفين جيل، أن التعليم بدأ بالفعل في تطبيق الذكاء الاصطناعي، بشكل أساسي من خلال توظيف أدواته التي تساعد في تطوير المهارات واختبارها، ومع نضوج الحلول التعليمية القائمة على الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من سد الفجوات في التعلم والتدريس، وتمكين المدارس والمعلمين من تحقيق إنجازات بشكل كبير.
تحسين الكفاءة
وأفاد بأن تحسين الكفاءة والتخصيص وتبسيط المهام الإدارية، تستدعي الذكاء الاصطناعي لتمكين المعلمين من تكريس وقتهم ومهاراتهم للقدرات البشرية الفريدة، مثل الفهم والقدرة على التكيف، مشدداً على المؤسسات التعليمية بضرورة دمج التكنولوجيا في مناهجها وعملياتها، لاسيما أن طلاب اليوم سيتعلمون في مستقبل يهيمن عليه الذكاء الاصطناعي.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي يمكن المعلمين من إدارة مجموعات البيانات الكبيرة لتلبية احتياجات الطلاب وتحديد أنماط أدائهم، عبر أتمتة المهام الإدارية.
وقال، إنه على الرغم من أن الآلات يمكنها بالفعل تقييم اختبارات الطلاب «الاختيار من متعدد»، فالتوقعات تأخذنا إلى قدرتها على تقييم الإجابات المكتوبة أيضاً في المستقبل القريب.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يسمح بتعزيز التعلم المتمايز الذي لا يمكن تحقيقه في الفصول الدراسية الكبيرة التقليدية، بناءً على احتياجات الطالب الفردية التي تمثل أولوية للمعلمين.
وقال: إن التعلم الشخصي «الذاتي»، سيكون أداة قيمة للمساعدة في تحديد مستوى الصعوبة وحتى وتيرة التدريس، ويمكن أن يكون التعلم المصمم ذا قيمة خاصة للطلاب أصحاب الهمم.
وأكد أهمية منصات التعلم عبر الإنترنت التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، إذ توفر للطلاب إمكانية الوصول إلى موارد تعليمية عالية الجودة من أي مكان وفي أي وقت، ما يفيد بشكل خاص الطلاب الذين يعيشون في مناطق ريفية أو نائية.
سهولة وخصوصية
من جانبه أكد الخبير الدكتور وافي الحاج، أن الذكاء الاصطناعي يجعل تجربة التعلم أكثر سهولة وخصوصية، ويزيد من إمكانية وصول الطلاب للتعليم في جميع أنحاء العالم، كما يتم حالياً تطوير العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي للتعليم، مثل موجهي الذكاء الاصطناعي للمتعلمين، وتطوير المحتوى الذكي، والمؤتمرات العالمية الافتراضية التي تقدم نهجاً جديداً للتطوير المهني للمعلمين.
وشدد الحاج على أهمية التعامل مع اعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي المتطورة في قطاع التعليم بعناية وحذر ومسؤولية، إذ تثير أسئلة أخلاقية عن دور التكنولوجيا في التعليم، مثل من يجب أن يكون مسؤولاً عن اتخاذ القرار وكيفية ضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بما يحقق العدالة للطلاب.
وقال: إن الذكاء الاصطناعي يواجه مقاومة من أعضاء هيئة التدريس الذين ليسوا على دراية كافية لاستخدام التكنولوجيا أو الذين يشعرون بالقلق إزاء تأثيرها في أدوارهم ومسؤولياتهم.
وأفاد بأن هذا يتطلب الاستثمار في تدريب الموظفين وأعضاء هيئة التدريس حول استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم وكيف سيؤثر ذلك في أدوارهم ومسؤولياتهم.
وأوضح أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تعكس تحيزات وأحكام مبتكريها، أو البيانات المستخدمة لتدريبهم، وهذا يمكن أن يؤدي إلى معاملة غير عادلة لمجموعات معينة من الطلاب، ما يؤدي إلى إدامة عدم المساواة القائمة.
0 تعليق