نستعرض في هذه المقالة أداء أكبر الشركات في هذا القطاع، حيث تنوعت المشاهد بين شركات حققت نموا ملحوظا وأخرى واجهت صعوبات تحت وطأة التحديات المتغيرة.

سنلقي الضوء على كيفية تطور قيم هذه الشركات وما تعكسه الأرقام حول مستقبل القطاع.

إلى تاريخ كتابة هذا المقال في الربع الثالث من 2024، برزت عدة شركات أدوية في هذا العام بفضل نجاحاتها الكبيرة في إطلاق منتجات جديدة، وتنفيذ استحواذات استراتيجية، والاستفادة من الطلب المتزايد على علاجات متقدمة مثل الأدوية المضادة للسمنة.

تصدرت شركة إيلي ليلي (Eli Lilly) المشهد بزيادة قدرها 62% في قيمتها السوقية خلال هذا العام، مستفيدة من نجاحها الكبير في تطوير أدوية السمنة، ما جعلها رائدة في هذا السوق سريع النمو. بفضل أدائها المالي القوي واستراتيجيتها الواضحة، رسخت الشركة مكانتها في طليعة هذا القطاع.

أيضا تميزت شركة نوفو نورديسك (Novo Nordisk) الرائدة في علاجات السمنة والسكري، بارتفاع بنسبة 39% في قيمتها المؤسسية في هذا العام، مما عزز مكانتها كواحدة من الشركات الرائدة في هذا المجال بفضل الابتكار المستمر واستجابة السوق القوية.

وأيضا حققت شركة بوسطن ساينتيفيك (Boston Scientific) نموا بنسبة 32%، مدعومة بالطلب القوي على أجهزتها الطبية المتقدمة في الأسواق العالمية.

وبالمثل سجلت شركة إنتيوتف سيرجيكال (Intuitive Surgical)، المعروفة بأنظمتها الروبوتية "دا فينشي"، ارتفاعا بنسبة 36% بعد النجاح الكبير لنظام "دا فينشي 5". كما حققت شركة أمجن (Amgen) نموا ملفتا بنسبة 29% بفضل تركيزها على الابتكارات الدوائية والبدائل الحيوية.

على الجانب الآخر عانت بعض الشركات الدوائية من صعوبات خلال هذا العام 2024.

مثل شركة جونسون آند جونسون (Johnson & Johnson) شهدت انخفاضا بنسبة طفيفة نتيجة التحديات في قطاع علاجات السرطان والمشكلات القانونية، مما أثر سلبا على أدائها العام.

كما تعرضت شركة بريستول مايرز سكويب (Bristol-Myers Squibb) لانخفاض بنسبة 4.6% بسبب التنافس الشديد في سوق علاجات السرطان.

أيضا شركة أبوت (Abbott) عانت من انخفاض بنسبة 5%، متأثرة بالأداء المتباين في قطاعات التشخيص والأجهزة الطبية.

في حين واجهت ميدترونيك (Medtronic) تحديات كبيرة في الحفاظ على نموها وسط منافسة شديدة، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 7% في قيمتها السوقية.

أما جلياد ساينسز (Gilead Sciences) فقد كانت الأكثر تأثرا، حيث انخفضت قيمتها بنسبة 9% نتيجة التحديات الكبيرة في قطاع علاجات السرطان.

في المقابل تمكنت بعض الشركات من الحفاظ على استقرارها بالرغم من التحديات.

حققت سانوفي (Sanofi) زيادة طفيفة بنسبة 0.3% بفضل تركيزها على الرعاية المتخصصة واللقاحات.

كما شهدت روش (Roche) انخفاضا طفيفا بنسبة 1% نتيجة الضغوط في قطاع علاجات السرطان، لكن محفظتها المتنوعة وخطها القوي في البحث والتطوير ساعدا في الحد من الخسائر.

أما شركة داناهر (Danaher) فقد ارتفعت قيمتها بنسبة 7% بفضل أدائها المستقر في قطاعات التشخيص والتقنية الحيوية.

تميز عام 2024 بعدة اتجاهات رئيسية، أبرزها التركيز المتزايد على علاجات السمنة، والذي ساهم في نجاح شركات مثل إيلي ليلي ونوفو نورديسك، حيث تعتبر السمنة واحدة من أكبر التحديات الصحية العالمية التي تجذب اهتماما كبيرا من مقدمي الرعاية الصحية والمستثمرين.

كذلك شهد الابتكار في تقنيات الجراحة تطورا كبيرا، حيث ساهمت إنتيوتف سيرجيكال في تعزيز الطلب على الإجراءات الجراحية الأقل توغلا.

لكن رغم هذا التقدم لا يزال قطاع علاجات السرطان يمثل تحديا كبيرا للعديد من الشركات مثل جونسون آند جونسون وبريستول مايرز سكويب وجلياد ساينسز.

تعقيد تطوير علاجات فعالة للسرطان، جنبا إلى جنب مع المنافسة الحادة، جعل من الصعب على هذه الشركات الحفاظ على ريادتها في السوق.

مع تطور قطاع الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية، ستظل الشركات التي تركز على الابتكار والتكيف مع المتغيرات السوقية قادرة على تحقيق النجاح، في حين قد تواجه الشركات التي تكافح لمواكبة التطورات تحديات أكبر.

من المتوقع أن يكون النجاح في المستقبل معتمدا على التوجهات نحو علاجات السمنة، الابتكارات الجراحية، وإيجاد حلول فعالة لعلاج السرطان.

من هنا، فإن قدرة الشركات على تنفيذ استراتيجيات استحواذ ناجحة وتقديم حلول مبتكرة سيكون لها الدور الأكبر في تحقيق النمو خلال 2025 وما بعده.

ومع استمرار تطور هذا القطاع الديناميكي، سيبقى الابتكار والتكيف هما مفتاحا النجاح والريادة في هذا المجال المتغير بسرعة.

nabilalhakamy@