د. منجي علي بدر يكتب: الذكرى 51 لنصر أكتوبر العظيم

الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
د. منجي علي بدر يكتب: الذكرى 51 لنصر أكتوبر العظيم, اليوم الأحد 6 أكتوبر 2024 06:05 صباحاً

انقضى واحد وخمسون عاماً على انتصار الجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973، وهى حرب العزة والكرامة التى استعادت فيها مصر أرضها وانتصرت على إسرائيل وقضت على أسطورة الجيش الذى لا يُقهر. وعلى الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على هذه الحرب، فإن ذكراها العطرة ستبقى عيداً لكل المصريين والعرب تخليداً لقوة إرادتهم وصلابتهم، ولكفاءة قواتهم المسلحة وقدرة المصريين القتالية المتميزة والتى سطرت ملحمةً وطنيةً خالدة فى حفظ تراب هذا الوطن، كما ستظل هذه الحرب تذكرنا دوماً بيوم رفع فيه المصريون رؤوسهم أمام العالم فى واحدة من أقوى وأشرس الحروب التى خاضتها مصر ضد العدو الإسرائيلى وتعد حرب أكتوبر أكبر حرب بعد الحرب العالمية الثانية، فقد قلبت موازين القوى وكيفية إدارة معارك الأسلحة المشتركة، وغيرت الكثير من العقائد والنظريات لدى العسكريين، وخبراء الاستراتيجيات فى العالم.إن حرب أكتوبر 1973 شملت 64 معركة، انتصرت القوات المصرية نصراً مطلقاً فى 51 معركة واستولت فيها على مساحة أرض كان الجيش الإسرائيلى يحتلها يوم 5 أكتوبر 73 بامتداد 168 كم وبعمق 15 كم وكان عليها 31 نقطة عسكرية إسرائيلية حصينة.وما لا شك فيه أن الأداء البطولى للقوات المسلحة فى حرب أكتوبر، وما برز للعالم كله من فعالية الجندى المصرى وجسارته، والتخطيط العلمى الدقيق الذى سبق الحرب، قد أدى إلى تغيير ملموس فى تقييم الشخصية المصرية لدى العديد من الكتاب والمفكرين وأدى ذلك إلى الحديث عن إيجابيات الشخصية المصرية بعد أن طالتها سهام النقد الجارحة.لقد كان نصر أكتوبر العظيم درساً وطنياً خالداً أثبت أن الأمة المصرية قادرة دوماً على استعادة حقوقها، وفرض احترامها على الآخرين، وأن الحق الذى يستند إلى قوة تعلو كلمته ولا بد أن ينتصر، وأن الشعب المصرى لا يفرط فى أرضه وقادر على حمايتها فى كل الأوقات والمواقف والظروف، فتحيةً إلى جيل أكتوبر العظيم الذى حقق النصر، وأعاد للعسكرية المصرية الكبرياء والشموخ، وتحية إلى كل أب مصرى وأم مصرية غرست فى أبنائها عقيدة راسخة وهى أن الأرض لا يمكن التنازل عنها مهما كان الثمن.

ونعرض بإيجاز أهم النتائج السياسية والاقتصادية لنصر أكتوبر العظيم:- النتائج السياسية للحرب: وضوح تأثير التضامن العربى حيث انعكس ذلك على المجال الاقتصادى والعسكرى بدرجات متفاوتة وكان أبرزها استخدام النفط العربى كسلاح فى تلك الحرب وإعادة العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الجانب الآخر فقد الاتحاد السوفيتى وضعه المميز فى مصر، مع زيادة وتنوع العلاقات مع الجانب الأمريكى، والانفتاح النسبى للحياة السياسية فى مصر.

أهم المكاسب الاقتصادية التى حققها نصر أكتوبر المجيد:

إن نصر أكتوبر هو نتيجة عمل إبداعى بين الإدارة العبقرية والعمل العسكرى العظيم وعلم تم تطبيقه لخدمة أهداف المعركة واقتصاد وطنى كافح بأقل الإمكانيات، وتتمثل أهم المكاسب الاقتصادية فى عودة عائدات البترول الموجودة فى البحر الأحمر وسيناء وحصول مصر على إيراداتها مرة أخرى منذ الانسحاب الإسرائيلى من سيناء، وزيادة عائدات السياحة بالإضافة إلى الاستقرار السياسى واهتمام الدولة بالسياحة، خصوصاً فى جنوب سيناء، واسترداد الموانئ البحرية وانتعاش حركة التجارة الداخلية والخارجية إلى جانب انتعاش حركة الصيد نتيجة استرداد السواحل المصرية، وتطبيق سياسة الانفتاح الاقتصادى عام 1974، وإعادة افتتاح قناة السويس عام 1975 للملاحة الدولية وعودة عائدات قناة السويس للدولة المصرية إذ سجلت عائدات قناة السويس حوالى 10 مليارات دولار عام 2023 وفتح الأبواب أمام مشروعات استثمارية جديدة فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتنوع الاقتصاد المصرى وثباته أمام الضغوط الدولية.كما تمت إعادة توطين وتنمية مدن القناة وسيناء بجانب تشجيع الاستثمارات الأجنبية والصناعات الوطنية وفتح فرص أمام بناء مدن جديدة، وبانتهاء حرب أكتوبر حافظت مصر على الموارد البشرية.

وتمثل حرب أكتوبر 1973 ملحمة شعب تراكمت لديه قيم خالدة مكّنته من إطلاق قدرات بلا حدود، أبهرت العالم، وأثبتت أن الشخصية المصرية صلبة وقتما يتوقع الجميع لها الانكسار، كما تمثل الشخصية المصرية جوهر التحول والعودة بمصر لمكانتها الريادية بين الأمم، وأن التحولات التى أفرزتها حرب أكتوبر فى سياسة مصر الخارجية قد تحولت مع الوقت إلى ثوابت ومتغيرات رئيسية لا تحيد عنها مؤسسات الدولة بهدف تحقيق المصالح المصرية، ومراعية للقوانين والقواعد التى صاغتها الشرعية الدولية، ما يمكّن متخذ القرار من صناعة القرار الرشيد فى التوقيت المناسب وبما يعلى من المصلحة الوطنية للدولة المصرية.وتستمر مسيرة عطاء الشعب المصرى بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتزداد معها الطموحات والآمال والتحديات، وأصبحت ثورة 30 يونيو علامة فارقة فى تاريخ مصر الحديث، وعنصراً من عناصر بعث الهوية المصرية وتطورها، وباقة أكسجين أسعفت الأمة المصرية فى القضاء على مسلسل الفوضى بنشر المشاعر الوطنية، وإيماناً بمجد ماضيهم وعراقة تاريخهم وحضارتهم وأمل كبير فى مستقبلهم اعتماداً على أسس ثابتة اقتصادياً ومجتمعياً.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق