صعّدت إيران لهجتها تجاه إسرائيل، أمس الجمعة، وأكدت أن حلفاءها لن يتراجعوا في المواجهة مع إسرائيل، وشددت على أن وقف إطلاق النار في لبنان يجب أن يكون متزامناً مع غزة، بينما هدد قائد في الحرس الثوري باستهداف منشآت طاقة وغاز إسرائيلية إذا تعرضت بلاده لهجوم، في وقت تتواصل المشاورات الأمريكية الإسرائيلية بشأن الرد على الهجوم الإيراني الأخير دون أن يؤدي ذلك إلى اندلاع حرب شاملة، في وقت اتخذ مجلس الوزراء الأمني قراراً بالرد على هجوم إيران، وفق وسائل الإعلام الإسرائيلية، بينما أكدت لندن أنها تبذل ما في وسعها لخفض التصعيد في الشرق الأوسط، في حين أكد مجلس الأمن دعمه «الكامل» للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بعد قرار إسرائيل اعتباره «شخصاً غير مرغوب فيه».
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء الخميس إنّه «بوسعنا تجنّب» اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط، وذلك في الوقت الذي تقصف فيه إسرائيل معاقل حزب الله في لبنان وتدرس الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدفها مؤخراً. وقال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض رداً على سؤال عن مدى ثقته بإمكانية تجنّب اندلاع حرب شاملة في المنطقة «لا أعتقد أنّه ستكون هناك حرب شاملة. أعتقد أنّ بإمكاننا تجنّبها». لكنّ الرئيس الأمريكي استدرك قائلاً «لكن ما زال هناك الكثير الذي يتعيّن علينا القيام به، الكثير الذي يتعيّن علينا القيام به حتى الآن».
ومن جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اليوم إنه يبذل كل ما في وسعه للمساعدة على تهدئة الوضع في الشرق الأوسط. وأضاف في مؤتمر صحفي في ليفربول في شمال غرب إنجلترا «أنا مهتم بفعل كل ما في وسعنا لتهدئة الوضع».
من جهة أخرى، قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الذي أم الجمعة، في خطوة نادرة، أن حلفاءه في «حزب الله» وحركة «حماس» لن يتراجعوا عن مواجهة إسرائيل. واعتبر خامنئي أن الرد الإيراني على إسرائيل الثلاثاء خطوة قانونية وتحظى بالشرعية الكاملة، مشدّداً على أنها «عقاب الحدّ الأدنى» على ما ترتكبه إسرائيل. كما اعتبر أن هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته «حماس» «مشروع وطبيعي». وقال خامنئي إن إيران «لن تماطل أو تتعجل في أداء ما عليها» في مواجهة إسرائيل.
ومن جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في أول زيارة له إلى بيروت، بعد اغتيال أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله، دعم بلاده للبنان. وقال إنه «يدعم» مساعي وقف إطلاق النار في لبنان وغزة بشكل «متزامن». وقال عراقجي في مؤتمر صحفي عقب لقائه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري «ندعم جهود وقف إطلاق النار بشرط أولاً احترام حقوق الشعب اللبناني وموافقة حزب الله»، مضيفاً «ثانياً أنّ يأتي ذلك بالتزامن مع وقف إطلاق النار في غزة».
وفي السياق، نقلت شبكة أخبار الطلبة الإيرانية «إس إن إن» أمس الجمعة عن علي فدوي نائب قائد الحرس الثوري الإيراني قوله «إن إيران ستستهدف منشآت الطاقة والغاز الإسرائيلية إذا شنت إسرائيل هجوماً على الجمهورية الإسلامية». وقال فدوي «إذا ارتكب الإسرائيليون مثل هذا الخطأ فإننا سنستهدف كل مصادر الطاقة والمنشآت وكل المصافي وحقول الغاز».
من جهتها، نقلت وكالة مهر عن نائب قائد الحرس الثوري الإيراني قوله إن أي خطأ لإسرائيل سيقابل بضرب محطات الطاقة ومصافي النفط، مضيفاً أن «لدى إسرائيل 3 محطات للطاقة ومصافي نفط ويمكننا ضربها مباشرة».
إلى ذلك، أكّد مجلس الأمن الدولي مساء الخميس دعمه «الكامل» للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بعدما اعتبرته إسرائيل «شخصاً غير مرغوب فيه» لأنه لم يدن في الحال الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدفها الثلاثاء. وفي بيان لم يأت بتاتاً على ذكر إسرائيل، قال أعضاء مجلس الأمن ال15 إنّهم «يؤكّدون ضرورة أن تكون لدى كل الدول الأعضاء (في الأمم المتحدة) علاقة مثمرة وفعّالة مع الأمين العام وأن تمتنع عن أيّ إجراء من شأنه أن يقوّض عمله وعمل أجهزته».(وكالات)
0 تعليق