ستوكهولم ـ (أ ف ب)
تحاول جوائز نوبل التي تُمنح، اعتباراً من الاثنين، لأشخاص وجهات جعلوا العالم أفضل، بث جرعة تفاؤل في ظل الصراعات القائمة في أوكرانيا والشرق الأوسط وكوارث السيول والفيضانات، في الوقت الذي رجحت مصادر حجبها هذا العام.
وستُمنح الجوائز الشهيرة في فئات الطب والفيزياء والكيمياء والآداب والسلام والاقتصاد، في الفترة بين 7 و14 أكتوبر/تشرين الأول في ستوكهولم وأوسلو.
وتشكل جائزة نوبل للسلام التي تُمنح في 11 أكتوبر/تشرين الأول، أبرز محطات موسم نوبل، لكن التكهن بهوية الفائز المحتمل هذه السنة يرتدي صعوبة غير مسبوقة، مع تكاثر الكوارث في العالم.
ويرجح مدير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام دان سميث، أن نكون أمام «سنة بيضاء» يقرر فيها القائمون على الجائزة حجبها، كما حدث 19 مرة في تاريخها الممتد لأكثر من قرن، آخرها في عام 1972، في خضم حرب فيتنام.
ويقول سميث: «ربما حان الوقت للقول نعم، ثمة كثر يعملون بجد ولكن دون جدوى، وعلى المزيد من الناس وقادة العالم أن يستفيقوا ويدركوا أننا في وضع خطر للغاية».
ويضيف: «لدينا الآن أكثر من 50 صراعاً مسلحاً في جميع أنحاء العالم. وقد ازدادت هذه الصراعات المسلحة فتكاً بشكل كبير خلال العقدين الماضيين».
ولكن في أوسلو، يبدو هذا الاحتمال الذي يُنظر إليه باعتباره اعترافاً بالفشل، مستبعداً.
مرشح جدير بالجائزة
ويقول الأمين العام للجنة نوبل أولاف نيولستاد: «أنا على ثقة من أنه سيكون هناك مرة أخرى مرشح جدير بجائزة السلام هذا العام». وقد قُدّم 286 ترشيحاً للجائزة هذا العام، رغم أن الأسماء تبقى طيّ الكتمان لخمسين عاماً.
إذا كان الخبراء يواجهون صعوبة في التكهن بهوية الفائز هذا العام، فإن العديد من الترشيحات (القليلة) التي تم الإعلان عنها علناً تتعلق بالشرق الأوسط، في انعكاس للأحداث الجارية.
وبذلك، جرى اقتراح وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومنظمتي حقوق الإنسان، «الحق» الفلسطينية و«بتسيلم» الإسرائيلية، من دون أن يجعل ذلك بالضرورة هذه الجهات الأوفر حظاً للفوز.
في مواجهة الخطر الوجودي على البشرية الذي تمثله أنظمة الأسلحة القادرة على العمل بشكل مستقل من دون سيطرة بشرية، يشير عدد من الخبراء في جائزة نوبل أيضاً إلى تحالف المنظمات غير الحكومية «أوقفوا الروبوتات القاتلة» كفائز محتمل بالجائزة.
مفاجأة في الأدب؟
كما أن جائزة نوبل للآداب، التي تُمنح في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول، لها أيضاً أهمية كبرى، وتثير، مثل في كل عام، تكهناتٍ كثيرة.
ومن بين الأسماء الأكثر تداولاً في أوساط النقاد الأدبيين، الكاتبة الصينية الطليعية كان شيويه، والتي غالباً ما تُقارن بكافكا بسبب الجو غير الواقعي والمظلم الذي يتخلل رواياتها وقصصها القصيرة.
وتحتل الكاتبة الصينية موقعاً متقدماً على قائمة المرشحين المحتملين لدى المراهنين. ويتأرجح أسلوبها التجريبي بين اليوتوبيا (أدب المدينة الفاضلة) والواقع المرير، ويحوّل ما هو عادي إلى سريالي.
وقال رئيس القسم الثقافي في صحيفة «داغنز نيهيتر» السويدية بيورن فيمان «أعتقد أن (الفائزة) ستكون امرأة من منطقة لغوية غير أوروبية».
ويعود تاريخ فوز آخر صيني بالجائزة إلى عام 2012، عندما توجت الأكاديمية السويدية مو يان بالجائزة. وتميل اللجنة بانتظام إلى الخيارات المفاجئة.
ويقول بيورن ويمان: «هذا العام، اختيار الفائز سيكون مخالفاً لتوقعات النخبة الثقافية».
ومن الصعب معرفة كيف يختار أعضاء الأكاديمية الثمانية عشر الذين يؤدون مهامهم بسرية كبيرة، الكتّاب المؤهلين لجائزة نوبل.
ويجري التداول بأسماء معتادة أخرى في الأوساط الأدبية، مثل الروائي الأسترالي جيرالد مورنان، والكاتبة الأمريكية الأنتيغوية جامايكا كينكيد، ولكن أيضاً الشاعرة الكندية آن كارسون، والمجري لازلو كراسناهوركاي، أو حتى الياباني هاروكي موراكامي.
وفي العام الماضي، مُنحت الجائزة للكاتب المسرحي النروجي جون فوس.
وينطلق موسم نوبل الاثنين بجوائز العلوم، بدءاً بالطب، تليها الفيزياء الثلاثاء والكيمياء الأربعاء.
ويتحدث المراهنون عن مجالات محتملة قد تفوز بجائزة نوبل للطب، بينها الأبحاث حول وراثة استقلاب الدهون، والدراسات حول العقد القاعدية وهي أجزاء من الدماغ مرتبطة بالتحكم في المهارات الحركية والعواطف، واكتشاف البصمة الجينية التي قدمت فهماً أفضل لتطور الثدييات.
وتوجت نسخة 2023 عمل الباحثة المجرية كاتالين كاريكو وزميلها الأمريكي درو وايزمان في تطوير لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال الحاسمة في مكافحة كوفيد-19.
وبعد الأدب الخميس والسلام الجمعة، يُختتم موسم نوبل بجائزة الاقتصاد الاثنين في 14 الشهر الحالي، وهي الجائزة الوحيدة التي لم يبتكرها المخترع السويدي الشهير ألفريد نوبل (1833-1896).
سيحصل الفائزون على مكافأة مالية بقيمة 11 مليون كرونة (1,07 مليون دولار)، يتم تقاسمها في حالة تعدد الفائزين.
0 تعليق