نيويورك ـ (أ ف ب)
في واشنطن تواجه المرشحان لمنصب نائب الرئيس الأمريكي الجمهوري جي دي فانس، والديموقراطي تيم والز في مناظرة جاءت مفاجئة بهدوئها ولباقتها الثلاثاء، رغم التوتر الذي ساد خصوصاً لدى طرح قضايا جدلية على غرار الهجرة والإجهاض وخطر اندلاع حرب واسعة في الشرق الأوسط.
وناقش المرشحان السياسة وتجنّبا توجيه انتقادات شخصية لبعضهما ،كما فعل المرشحان لمنصب الرئاسة دونالد ترامب وكامالا هاريس في مناظرتهما التي اتّسمت بالحديّة في سبتمبر/ أيلول.
لكن مناظرة الثلاثاء التي أدارتها شبكة «سي بي إس» تركّزت على مرشحي الرئاسة إذ هاجم والز ترامب على اعتبار أنه مصدر تهديد للديموقراطية وغير مؤهل لقيادة الولايات المتحدة في الساحة الدولية، بينما ندد فانس بسجل هاريس فيما يتعلق بالاقتصاد والهجرة غير النظامية في ظل إدارة الرئيس جو بايدن.
وفي لحظة مهمة مع قرب انتهاء المناظرة، رفض فانس القول إن كان يدعم مزاعم ترامب بأنه فاز في انتخابات 2020 على الرئيس جو بايدن.
واتّهمه والز، حاكم مينيسوتا، بالامتناع عن الإجابة بشكل «يدينه»، وندد بترامب على خلفية هجمات السادس من يناير/كانون الثاني 2021 على الكابيتول من قبل أنصار الرئيس السابق.
وقد قطع مايكروفون فانس الذي اكتفى خصوصاً بالدفاع عن ترامب، عندما حاول المشرفون على المناظرة التحقق من صحة معلومات طرحها بشأن الهجرة.
وقال والز إن الروايات الزائفة التي يروّج لها فانس وترامب عن المهاجرين في بلدة سبرينغفيلد في أوهايو «تجرّد بشراً آخرين من إنسانيتهم وتشيطنهم».
- «متطرف جداً» -
وانخرط الطرفان في سجال آخر بشأن الإجهاض، وهي قضية أساسية منذ ألغت المحكمة العليا حيث الغالبية لقضاة اختارهم ترامب، الحق الوطني في الإجهاض عام 2022.
واتّهم فانس الديموقراطيين باتّخاذ موقف «مؤيّد للإجهاض بشكل متطرّف جداً» وبدعم ما وصفها بالقوانين «الهمجية». وردّ والز بالقول إنه «داعم للنساء» فحسب.
لكن طغت نبرة قائمة على الاحترام المتبادل على المناظرة التي يرجح بأن تكون الأخيرة قبل انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، رغم الخلافات الفكرية العميقة بين المرشحين.
وأكد فانس (40 عاماً) ووالز (60 عاماً) مرّات عدة بأنهما يتفقان مع بعضهما، وتصافحا في بداية المناظرة ونهايتها، علماً بأن كليهما يشيران إلى أنهما يتحدران من أصول شعبية من وسط الولايات المتحدة الغربي.
وبدا والز متوتراً في البداية وتعثر مرّات عدة، لكنه أظهر ثقة أكبر بنفسه لاحقاً، بينما كان أداء فانس سلساً على مدى المواجهة. وفضّل كل منهما مهاجمة المرشحين للرئاسة.
ـ أزمة الشرق الأوسط ـ
ولدى طرح الأزمة في الشرق الأوسط بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، ندد والز بسجل ترامب في السياسة الخارجية منتقداً ما اعتبره «تقارب الرئيس السابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين» وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران الذي أبرم عام 2015.
وردّ فانس بالقول: «بقدر ما اتّهم الحاكم والز للتو دونالد ترامب بأنه وكيل للفوضى، إلا أن دونالد ترامب جلب في الواقع الاستقرار إلى العالم».
وواجه والز بعض الأسئلة المحرجة لا سيما عندما أُجبر على الإقرار بأنه «أخطأ في التعبير» لدى سؤاله عمّا إذا كان في هونغ كونغ خلال احتجاجات ساحة تيان أنمين في الصين عام 1989.
- «أداء رائع» -
وأشاد ترامب بمرشّحه لمنصب نائب الرئيس بعد المناظرة، قائلاً على شبكته «تروث سوشال» «أداء رائع جي دي - سنعيد لأمريكا عظمتها!».
تثبت التجربة أن المناظرات بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس نادراً ما تحدث تغييراً، لكن في حملة انتخابات دخلت فيها هاريس على الخط للحلول مكان الرئيس بايدن في وقت متأخر، كان لمناظرة الثلاثاء أهمية أكبر.
وشكّلت أيضاً فرصة للأمريكيين للتعرّف إلى الرجلين اللذين سيتوليان الرئاسة حال تنحي الرئيس لسبب أو آخر.
ويشدد كل من والز وفانس على أنهما الصوت الحقيقي للولايات المتأرجحة (التي تصوّت مرة للجمهوريين وأخرى للديموقراطيين) والقادرة على حسم نتيجة الانتخابات.
وسبق لكل منهما أن خدم في الجيش ولهما شعبية في أوساط الطبقة العاملة، إذ إن فانس معروف كمؤلّف مذكرات Hillbilly Elegy عن حزام الصدأ، بينما يعد والز شخصية تقليدية إذ سبق أن عمل كأستاذ ومدرّب كرة قدم.
يُعرف فانس بإثارته الجدل، على غرار ترامب، سواء عبر وصف الديموقراطيين بأنهم «يربّون القطط بدلاً من الأطفال»، أو الترويج لمزاعم كاذبة بأن المهاجرين الهايتيين في بلدة في أوهايو أكلوا حيوانات أليفة للسكان.
وأما والز، فبات معروفاً في أوساط الديموقراطيين لوصفه فانس وترامب بـ«غريبي الأطوار» وبسبب سياساته التقدمية.
0 تعليق