أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض الجمعة، في زيارة قال الرئيس الأوكراني إنها ستتناول ملفات الدفاع الجوي والطاقة. فيما رحب الكرملين أمس الثلاثاء برغبة ترامب في التركيز على البحث عن تسوية سلمية لإنهاء الصراع في أوكرانيا، في وقت، انخفضت فيه المساعدات العسكرية الأوروبية لكييف بشكل حاد خلال الصيف الأخير، في الأثناء، دانت الأمم المتحدة استهداف روسيا قافلة مساعدات إنسانية تابعة للمنظمة الدولية في منطقة خيرسون جنوبي البلاد.
وفي خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي، أمس، قال ترامب إنه سيركز على محاولة إنهاء الحرب في أوكرانيا أولاً، موجهاً حديثه لمبعوثه الخاص ستيف ويتكوف: «أولاً، علينا إنهاء الملف الروسي. علينا إنجاز هذا الملف. إذا لم يكن لديك مانع يا ستيف، فلنركز على روسيا أولاً».
من جانبه، أكد دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أن روسيا لا تزال منفتحة على المحادثات، مضيفاً: «نرحب بالتأكيد بهذه النوايا، ونرحب بتأكيد الإرادة السياسية لبذل كل ما في وسعنا لتعزيز البحث عن حلول سلمية». وأشار بيسكوف إلى خبرة ويتكوف في الشرق الأوسط، معرباً عن أمله في أن تسهم قدراته الدبلوماسية في العمل الجاري في أوكرانيا.
وتتهم روسيا أوكرانيا بتعطيل المفاوضات وعدم تنفيذ مقترح لتشكيل مجموعات عمل للنظر في الجوانب المحتملة لاتفاق، في حين تتهم أوكرانيا موسكو بعدم الجدية وفرض شروط تعادل مطالبتها بالاستسلام. وقال بيسكوف: «لا يزال الجانب الروسي منفتحاً ومستعداً للحوار السلمي، ونأمل أن يسهم نفوذ الولايات المتحدة ومهارات مبعوثي الرئيس ترامب في تشجيع الجانب الأوكراني على الانخراط الفاعل في عملية السلام».
وأشار بيسكوف إلى أن الحوار مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا قد يواجه عراقيل، بينما تحدث ترامب عن احتمال تزويد أوكرانيا بصواريخ كروز من طراز توماهوك، وهو ما تعتبره موسكو تصعيداً خطيراً. وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته من شرم الشيخ رداً على سؤال حول زيارة زيلينسكي المرتقبة لواشنطن. «أعتقد ذلك، نعم» وزيلينسكي أعلن في مؤتمر صحفي في كييف، بحضور مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أن اجتماعه مع ترامب سيركز على الدفاع الجوي وملفات الطاقة، مشيراً إلى أن الوفد المرافق يشمل رئيسة الوزراء يوليا سفيريدنكو، ومدير المكتب الرئاسي أندري يرماك، وسكرتير مجلس الأمن والدفاع القومي رستم عمروف، بالإضافة إلى اجتماعات مع ممثلي شركات عسكرية وأعضاء في الكونغرس. يأتي هذا اللقاء بعد يومين من اتصالين هاتفيين أجراهما زيلينسكي مع ترامب ناقشا خلالها قدرات أوكرانيا على تنفيذ ضربات بعيدة المدى، بينما لوّح ترامب بإمكانية تزويد كييف بصواريخ «توماهوك» إذا لم توقف موسكو الحرب المستمرة منذ شباط/فبراير 2022.
في الوقت نفسه، تراجع الدعم العسكري الأوروبي لأوكرانيا خلال شهري تموز وآب 2025 إلى 3,3 مليار يورو، بمعدل 1,65 مليار يورو شهرياً، بانخفاض 57% مقارنة بالنصف الأول من العام، وفق تقرير لمعهد «كيل» للاقتصاد العالمي، فيما بقيت المساعدات المالية والإنسانية مستقرة عند 7,5 مليار يورو. معظم المساعدات الصيفية تم إيصالها عبر آلية «قائمة أولويات أوكرانيا» التي تسمح بشراء أسلحة من المخزونات الأمريكية لتسريع التسليم.
ميدانياً، استهدفت طائرات مسيرة روسية قافلة أممية لتوصيل المساعدات في جنوب أوكرانيا، ما أدى إلى أضرار مادية دون إصابات، واعتبرت الأمم المتحدة الهجوم انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني قد يشكل جريمة حرب. وأوضح منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أوكرانيا ماتياس شمالي أن شاحنتين تابعتين لبرنامج الأغذية العالمي تضررتا، فيما احترقت إحدى الشاحنات بالكامل، وكانت القافلة تنقل 800 عبوة تحتوي على مواد أساسية لكبار السن والنساء والفتيات.
(وكالات)
0 تعليق