من الشهرة إلى القبر.. بين التنمر والقتل سلسلة صادمة من وفيات البلوغرز العرب

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في السنوات الأخيرة، شهد العالم العربي سلسلة حوادث صادمة راح ضحيتها عدد من المشاهير والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي.

هؤلاء الأشخاص، الذين كانوا يتمتعون بشهرة واسعة، وتأثير كبير بين المتابعين، سقطوا ضحايا لجرائم أثارت تساؤلات كثيرة حول حرية التعبير، والأمان الرقمي، وخطورة الشهرة في بيئة قد تكون غير آمنة للبعض.

في هذا التقرير، نستعرض أبرز تلك الحوادث التي هزّت المجتمعات العربية.

تارا فارس.. أيقونة الجمال والموضة في العراق

صُدمت الساحة الإعلامية العربية في سبتمبر 2018 بخبر اغتيال عارضة الأزياء والمؤثرة تارا فارس، حين كانت تقود سيارتها في بغداد.

أثار الحادث موجة استنكار وغضب، خاصة أن القاتل المجهول تمكن من الاقتراب منها، وأطلق ثلاث طلقات عليها في وضح النهار.

وكشفت مديرية صحة الرصافة أن تارة فارس وصلت إلى المستشفى في بغداد، مفارقة للحياة، متأثرة بثلاث طلقات نارية، اثنتان في الرأس وواحدة في الصدر، بعد تعرضها لإطلاق نار مباشر وسط العاصمة.

وكانت تارة، من أب عراقي وأم لبنانية، واحدة من أبرز الشخصيات المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وسبق أن تُوجت بلقب ملكة جمال بغداد عام 2015.

اغتيال «أم فهد» يهز العراق: رصاصة تفتح أبواب التساؤلات

في جريمة صادمة هزت وسائل التواصل الاجتماعي، لقيت المؤثرة المعروفة باسم «أم فهد» مصرعها برصاص مجهولين شرق بغداد.

وقُتلت غفران سوادي، المعروفة على منصات التواصل باسم «أم فهد» في 2024، بعد أن أطلق عليها النار مسلّح مجهول يستقل دراجة نارية في حي زين شرقي بغداد.

وفقاً لمصدر أمني، تظاهر القاتل بأنه عامل توصيل طعام، واقترب من سيارتها، وأطلق عليها رصاصة قاتلة، أصابتها في الرأس.

أكدت وزارة الداخلية العراقية في بيان رسمي مقتل امرأة معروفة على مواقع التواصل الاجتماعي على يد مهاجمين مجهولين، مشيرة إلى تشكيل فريق عمل متخصص للتحقيق في ملابسات الجريمة.

وجاء الحادث بعد وفاة خبيرتي التجميل رفيف الياسري، ورشا الحسن في ظروف غامضة، ما أثار الشكوك حول استهداف نجمات السوشيال ميديا في العراق.

مقتل البلوغر نور الدليمي خنقاً وحرقاً على يد شاب سوري

في واحدة من الجرائم التي صدمت الرأي العام العراقي والعربي، أقدَم شاب سوري على قتل البلوغر العراقية نور الدليمي، البالغة من العمر 18 عاماً، مطلع العام الجاري، في جريمة بشعة وقعت داخل فندق بمدينة أربيل، قبل أن يُقدم الجاني على حرق جثتها، لإخفاء معالم الجريمة.

كشفت مديرية شرطة أربيل أن الجريمة وقعت، بعد شجار بين القاتل والضحية داخل غرفة بفندق، إثر خلاف مالي. وبحسب المتحدث باسم الشرطة كارزان صالح، فإن المتهم خنق نور بسلك كهربائي، وسرق منها مبلغاً من المال ومصوغاتها الذهبية، ثم نقل الجثة إلى منطقة نائية، حيث أشعل فيها النار، بعد شراء البنزين من إحدى المحطات.

وقالت الشرطة إن المتهم قبض عليه، بعد ساعتين فقط من الجريمة، واعترف تفصيلاً بفعلته، وتمت إحالته إلى المحكمة المختصة.

ندى خالد.. تيك توكر مصرية ألقت بنفسها من الدور السابع حفاظاً على كرامتها

في حادثة مأساوية في 2024 هزت الضمير الإنساني، لقيت التيك توكر المصرية ندى خالد، وهي في أواخر العشرينات من عمرها، حتفها بعد أن ألقي بها من الطابق السابع بأحد عقارات منطقة بولاق أبو العلا، على يد صاحب شقة حاول الاعتداء عليها بالقوة، بحسب رواية أسرتها.

اضطرت ندى للعمل في المنازل لتعول أسرتها في ظل ظروف اقتصادية قاسية. وفي يوم الواقعة، وبحسب رواية والدتها، تلقت ندى اتصالاً من زميلة تُدعى مروة، تطلب منها الذهاب إلى شقة في بولاق، بدلاً من عاملة نظافة أخرى، مقابل أجر يومي قدره 300 جنيه.

وافقت ندى، وذهبت على أمل إنهاء العمل سريعاً، والعودة إلى بيتها. ووفقاً لأقوال شهود عيان من الجيران، فور دخولها الشقة، حاول صاحب المكان الاعتداء عليها، مقابل المال، لكن ندى رفضت.

وتصاعدت التهديدات بصوت عال حين قال إنه سيحضر أصدقاءه إن لم تذعن لرغباته، ما دفع ندى للهرب إلى البلكونة في محاولة يائسة لإنقاذ نفسها، لكنها لم تتمكن من النجاة.

وفي مشهد صادم، ألقت نفسها من شرفة الشقة في الطابق السابع، لتلفظ أنفاسها الأخيرة على الفور.

مأساة سلمى تيبو.. بلوغر مغربية تفارق الحياة بجراحة إنقاص وزن

في حادثة مؤلمة أعادت الجدل حول مخاطر عمليات إنقاص الوزن، توفت قبل أيام البلوغر المغربية سلمى تيبو، عن عمر ناهز 29 عاماً، بعد أيام قليلة من خضوعها لعملية تحويل مسار المعدة، داخل إحدى العيادات الخاصة بتركيا، لتفارق الحياة قبل أن تحقق حلمها.

خلال الفترة الماضية، كانت سلمى تواجه تعليقات سلبية، وتنمراً قاسياً على مظهرها ووزنها الزائد عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة تيك توك وإنستغرام، حيث يتابعها الآلاف.

وبحسب أصدقائها، كانت تسعى جدياً إلى تحسين صورتها، بعد معاناة طويلة مع الوزن والتنمر، ما دفعها للسفر إلى تركيا، لإجراء جراحة سريعة لإنقاص الوزن، دون تقييم دقيق لمدى ملاءمتها الطبية.

وفاة شريف نصار تهز منصات التواصل..هل قتلته الكلمات؟

وفي حادثة أثارت مشاعر الغضب والحزن، توفي قبل شهور، المدون المصري الشاب شريف نصار، المعروف بمحتواه الهادئ على منصة تيك توك، بعد أيام قليلة من تعرضه لموجة تنمر وسخرية قاسية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ورغم عدم صدور بيان رسمي يربط الوفاة بموجة التنمر، فإن كلمات نصار الأخيرة في فيديو مؤثر أثارت تساؤلات مؤلمة، أهمها: «هل يمكن أن تكون الكلمة القاتلة أكثر فتكاً من أي سلاح؟»

وقبل وفاته بأيام، كان نصار يتعرض لهجوم إلكتروني واسع بسبب مقاطع فيديو نشرها على تيك توك تتناول مواضيع نفسية ودينية واجتماعية، بأسلوب مميز يتحدث فيه بالفصحى أحياناً، وبصوت هادئ ولباس أنيق.

لكن هذا الأسلوب لم يشفع له، إذ تحول محتواه إلى مادة للسخرية والتنمر، وسط تعليقات جارحة وصلت إلى حد الإهانة والتشكيك في نواياه وشخصيته.

وفي مقطع مؤثر نشره نصار قبل وفاته، وجه رسالة للمتنمرين قال فيها: «إلى من تعمدوا إحزاني ومضايقتي أنا وأهلي بالتنمر.. حسبي الله ونعم الوكيل، وأفوض أمري إلى الله». وتابع قائلاً: «لا تتعمد إحزان أحد.. قاتل بشرف، ولا تمت مقهوراً، لا تمت إلا محارباً شامخ الرأس».

حملت كلماته الكثير من الألم وكأنها كانت نبوءة الوداع

وأعلن زوج شقيقته وفاته دون ربطها مباشرة بالتنمر، وقال في منشور عبر فيسبوك: «توفي إلى رحمة الله شقيق زوجتي وصديقي محمد نصار، لله الأمر من قبل ومن بعد، ولا أراكم الله مكروهاً في عزيز لديكم».

لكن متابعي وسائل التواصل الاجتماعي ربطوا الوفاة مباشرة بحالته النفسية، وتداولوا مقاطع من محتواه مشيدين بثقافته واحترامه، ومتسائلين: «هل نحن من قتلنا شريف نصار بكلماتنا؟»

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق