«سرديات المكان».. قصص فوتوغرافية في منارة السعديات

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

افتتحت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بمنارة السعديات معرض «سرديات المكان.. رؤى منقحة» الذي يسلط الضوء على أعمال فنية أبدعها المشاركون في أحدث نسخة من «برنامج المصور المُقيم» التابع لاستوديو التصوير الفوتوغرافي. وامتدت فعاليات البرنامج لمدة أربعة أشهر، واستضاف سبعة فنانين صاعدين محليين وإقليميين وعالميين.


ويضم المعرض الأعمال الفنية للمشاركين في البرنامج والذين عكفوا على تجريب الأساليب المتنوعة في فنون صناعة الصورة، وذلك من خلال فضولهم الفطري وتفاعلهم الحسي مع البيئة المحيطة.


تُعزز هذه المبادرة رسالة الدائرة في حماية الفنون والثقافة والحفاظ عليها والترويج لها من خلال رعاية ودعم المواهب الصاعدة والناشئة، والمساهمة في تطوير وتنمية مشهد التصوير الفوتوغرافي وتنظيم معارض فنية نابضة بالحياة في الإمارة.


ويُتيح البرنامج المستمر فرصة فريدة للفنانين في بداية مسيرتهم ومراحلهم الفنية المبكرة، ممن لم يحققوا بعد شهرة واسعة أو تمثيلاً تجارياً، للمشاركة في الأبحاث والنقاشات واستكشاف الفرص الفنية.


تضم الدفعة الثالثة من برنامج المصور المُقيم أمان علي، وآنّا يوب، ودانا الضاعن، وفارس الكعبي، وحصة الزعابي، وريم حميد، ويوسف البادي. وأشرفت على البرنامج وقدمته فنياً وأكاديمياً موزة المطروشي، وهي فنانة مفاهيمية وكاتبة وطاهية.


وعكف الفنانون المشاركون في برنامج «المصوّر المقيم» على تجريب الأساليب المتنوعة في فنون صناعة الصورة، وذلك من خلال فضولهم الفطري وتفاعلهم الحسي مع البيئة المحيطة. وبدأت تجربة الإقامة هذه بالتخلّي عن الاعتماد التقليدي الكبير على الأساليب التقنية والشكلية في إنتاج الصور، ثم بدأت تسحب مركز الثقل شيئاً فشيئاً لتتمحور حول اشتقاق الصور من تجارب حسية سردية. وكانت النتيجة أن كشفت الموضوعات الجماعية التي ظهرت في أعمالهم عن ملامح خرائط شخصية تتسم بالتجاذبات مع مساحات العيش والسكن المألوفة.


وتكشف الأعمال الفنية عن قصص تعكس ذواتهم وتعبر عن الآخرين في آن واحد معاً. ومن خلال الحركة والاستنطاق المكاني والتفاعل مع الشخصيات التي ظهرت في سردياتهم الفوتوغرافية، كشف الفنانون عن تحول تجاربهم الشخصية إلى طبقات جُمعت معاً لتشكل أعمالاً فنية نشأت وتطورت من خلال الحوارات المستمرة في الاستوديو ومداخلات ونصائح الأقران.


يُظهر المعرض عملية استكشاف مدروسة للأفكار التي توازِن بين ما هو استهلالي وما هو متواتر. وفي الوقت نفسه، يكشف المعرض النقاب عن مدى تفاني الفنانين في سكون وطمأنينة ليبدعوا أساليب متقنة لصياغة الصور باعتبارها حيِّزاً جميلاً للمعلومات الحسية. ومن خلال نسج العناصر والخامات والأصوات، إلى جانب الأعمال الفنية المتحركة والثابتة، والابتعاد عن النهج الاختزالي للعمل القائم على النتيجة الواحدة، أبدع الفنانون نغماتهم وإسقاطاتهم الخاصة، وذلك بانتهاج طرق عمل متجذّرة في التعبير عن العمق بدلاً عن الإبهار.


تتناول الأعمال المعروضة مجموعة من المواضيع المتنوعة، منها قصص الحب والرعاية في سياقات أسرية، وحياة النباتات كما تتشكل بفعل تدخل الإنسان في الفضاءات العامة، ولحظات تنبثق ضمن توازن العمليات الطبيعية، واستحضار الأماكن المهدّمة من خلال أبوابها ونوافذها، والارتباط العميق بين الإنسان ومحيطه، والتوتر القائم بين الحركة والسكون، بالإضافة إلى أعمال تتشكّل من الذاكرة والفراغات، ضمن سياقات محلية وشخصية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق