كثفت إيران وإسرائيل، أمس السبت، القصف المتبادل، وشنت طهران موجة جديدة من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة شملت مناطق واسعة من شمال إسرائيل حتى جنوبها مروراً بتل أبيب، فيما أفادت وكالات أنباء إيرانية بأن إسرائيل استهدفت منشأة أصفهان النووية، دون تسجيل تسرب لمواد خطرة جراء ذلك. كما هاجمت إسرائيل مواقع عسكرية أفضت إلى مقتل عدد من قيادات الحرس الثوري. وأعلن وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن جيشه قتل سعيد إيزداي القائد المخضرم في «فيلق القدس»، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، في قصف استهدف شقة بمدينة قم، فيما دارت معركة جوية فوق الأحواز بين مقاتلات إسرائيلية والدفاعات الجوية الإيرانية.
في اليوم التاسع من المواجهة المفتوحة، ضربت صواريخ إيرانية ومسيرات أهدافاً عدة في داخل إسرائيل، وشملت مواقع عسكرية واستخبارية، ووسط تكتم على الخسائر، أقر الجيش الإسرائيلي بسقوط مسيرة إيرانية في منطقة بيسان شمال شرق إسرائيل بعد فشل محاولات لاعتراضها. كما أصابت مسيرة أخرى أحد المباني في منطقة بيسان، وألحقت به أضراراً كبيرة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت نحو 1000 مسيرة منذ بداية الحرب، وأنه تم اعتراض أكثر من 470 مسيرة، في مؤشر على صعوبات تواجه منظومات الدفاع الجوي، التي هرعت لمؤازرتها منظومات أمريكية وغربية على ظهر سفن ترسو في مياه شرق المتوسط.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال ثلاثة قادة في الحرس الثوري الإيراني، اثنان منهم قائدان في قوة القدس، وذلك في غارات ليلية استهدفت غرب ووسط إيران.
وأفادت وسائل إعلام، مساء أمس، بمقتل أبوعلي خليل المرافق الشخصي للأمين العام السابق لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، بهجوم إسرائيلي في إيران. كما أفادت وسائل إعلام عراقية بأن حيدر الموسوي القيادي في «كتائب سيد الشهداء» العراقية قتل وكان برفقة أبوعلي.
وقبل ذلك، أعلن يسرائيل كاتس أنه تم اغتيال سعيد إيزادي قائد الوحدة الفلسطينية في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وكان من المطلعين على التخطيط لهجوم 7 أكتوبر من غزة، حسب قوله. وفي وقت لاحق، قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل قائداً ثانياً بفيلق القدس اسمه بنهام شهرياري في ضربة على سيارته خلال الليل في غرب طهران. وبحسب الجيش الإسرائيلي فإن شهرياري زود «حزب الله» اللبناني وحركة «حماس» في غزة والحوثيين في اليمن بالصواريخ والقذائف التي تطلق على إسرائيل. ولم يصدر على الفور، تأكيد من الحرس الثوري الإيراني بشأن مقتل القائدين.
وصباح أمس السبت، دوت انفجارات في طهران جراء هجمات إسرائيلية، في حين أكدت محافظة أصفهان وسط إيران تعرض موقع نووي بالمدينة لقصف إسرائيلي، في ظل سماع أصوات انفجارات بالأرجاء. ونقلت وكالة فارس عن نائب محافظ أصفهان تأكيده أن الهجمات على منشأة أصفهان النووية لم تسفر عن تسرب مواد خطرة في المنطقة، قائلاً للإيرانيين «لا داعي للقلق».
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، أن لا «عواقب إشعاعية» بعد استهداف إسرائيل منشأة لتصنيع أجهزة الطرد المركزي في أصفهان بإيران، وهو الهجوم الثاني الذي يستهدف هذه المنشأة منذ بدء النزاع.
وأضافت الوكالة، في بيان لمديرها رافاييل غروسي، أنه تم استهداف ورشة تصنيع أجهزة الطرد المركزي في أصفهان، وهي ثالث منشأة من هذا النوع تُستهدف في هجمات إسرائيلية على مواقع مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني. وقال غروسي في البيان «نحن نعرف هذه المنشأة جيداً، لم يكن هناك أي مواد نووية في هذا الموقع، وبالتالي فإن الهجوم عليه لن يترتب عليه أية عواقب إشعاعية». وفي إيران أكد أكبر صالحي معاون الشؤون الأمنية في محافظة أصفهان، أن الهجمات الإسرائيلية ألحقت أضراراً بالمنشأة دون أن تسفر عن خسائر بشرية.
وأعلن نائب وزير الصحة الإيراني عبدالرحمن رستميان، أمس السبت، أن حصيلة الضحايا المدنيين جراء الهجمات الإسرائيلية، ارتفع إلى 430 شخصاً. وأضاف في تصريحات أدلى بها في طهران، أن عدد الجرحى جراء الهجمات الإسرائيلية تجاوز 3500 مصاب.
وكانت آخر إحصائية لوزارة الصحة الإيرانية تشير إلى مقتل 224 مدنياً جراء الهجمات الإسرائيلية، وفق بيان للوزارة في 15 يونيو الجاري.
وفي الجانب الإسرائيلي، لم تعلن السلطات معطيات جديدة في الأيام الأربعة الماضية، وقالت وسط هذا الأسبوع إن الضربات الإيرانية أوقعت 24 قتيلاً، وأكثر من 647 جريحاً، من بينهم 10 في حالة خطرة، و37 في حالة متوسطة، وأكثر من 600 إصابة طفيفة. (وكالات)
0 تعليق