روسيا والصين ترفضان استخدام القوة ضد إيران وتدينان إسرائيل

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تكثف الحراك الدولي، أمس الخميس، الهادف إلى خفض التصعيد والتوصل إلى تسوية سياسية للصراع بين إيران وإسرائيل، فيما دان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بنغ خلال اتصال هاتفي الضربات الإسرائيلية على إيران ودَعَوَا إلى حل دبلوماسي، فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيتخذ قراراً في شأن إيران «خلال الأسبوعين المقبلين»، بينما أكد دبلوماسيون أن محادثات جرت بين طهران وواشنطن منذ بدء النزاع، في وقت حذرت إيران من أن «كل الخيارات مطروحة» في حال حصول تدخل أمريكي، في حين حذرت مصر من تداعيات خطرة للتصعيد بين إيران وإسرائيل، ودعت سلطنة عُمان إلى وقف الحرب وتكثيف الضغط الدبلوماسي.
وقال المستشار الدبلوماسي للرئيس الروسي يوري أوشاكوف في مؤتمر صحفي إثر المكالمة التي استمرت نحو ساعة، «ترى كل من موسكو وبكين أنه لا يمكن حل الوضع الحالي بالقوة، وأن هذا الحل يمكن ويجب أن يتحقق حصراً من خلال السبل السياسية والدبلوماسية». وأكد شي خلال المكالمة أن «تشجيع وقف إطلاق النار ووقف الأعمال القتالية هو الأولوية القصوى. القوة المسلحة ليست الطريقة الصحيحة لحل النزاعات الدولية»، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا). وحث الرئيس الصيني أيضاً أطراف النزاع «وخصوصاً إسرائيل» على «وقف الأعمال القتالية في أقرب وقت ممكن لمنع دوامة التصعيد وتجنب توسع الحرب»، بحسب المصدر نفسه. وشدد أوشاكوف على أن «كلا الجانبين يتبنّيان مقاربات متطابقة». وقال «أكد رئيسنا استعداد روسيا للقيام بجهود وساطة إذا تطلب الأمر. وأعرب الزعيم الصيني عن تأييده لمثل هذه الوساطة، معتبراً أنها قد تُسهم في تهدئة الوضع الراهن». لكن هذا الاقتراح الذي تكرر عدة مرات منذ الضربات الإسرائيلية الأولى على إيران قبل نحو أسبوع، لا يحظى بالإجماع.
وأوضح بوتين، خلال اجتماع مع مديري وممثلي وكالات الأنباء الدولية على هامش منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، أن إيران لم تطلب دعماً عسكرياً من موسكو، مشيراً إلى استمرار الاتصالات بين البلدين.
من جانب آخر، أعلن ترامب أنه سيتخذ قراراً في شأن ضرب إيران خلال أسبوعين، مع استمرار الحرب بين إيران وإسرائيل. وقال ترامب في بيان تلته المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت «بالنظر إلى وجود فرصة حيوية لإجراء مفاوضات قد تحصل وقد لا تحصل مع إيران في المستقبل القريب، سأتخذ قراري في شأن المضي قدماً أو لا، خلال الأسبوعين المقبلين».
من جهة أخرى، حذّر مجلس صيانة الدستور الإيراني أمس الخميس الولايات المتحدة من أن أي تدخل عسكري إلى جانب حليفتها إسرائيل، سيقابل «بردٍّ قاسٍ».
في غضون ذلك، قال ثلاثة دبلوماسيين لرويترز إن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تحدّثا هاتفياً عدة مرات منذ بدء الحرب. وبحسب الدبلوماسيين، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لحساسية الموضوع، صرّح عراقجي بأن طهران لن تعود إلى المفاوضات ما لم توقف إسرائيل هجماتها على البلاد. وتُعدّ المكالمات الهاتفية هذا الأسبوع أبرز المحادثات المباشرة منذ بدء البلدين المفاوضات في إبريل.  
وفي الإثناء، أكد بدر بن حمد البوسعيدي، وزير الخارجية العماني، ضرورة وقف الحرب المأساوية التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها، داعياً إلى تكثيف الضغط الدبلوماسي لاستعادة المسار السياسي، في ظل التصعيد المستمر إثر الهجمات الإسرائيلية الاستباقية على إيران والرد الإيراني عليها منذ فجر الجمعة. وذكرت وكالة الأنباء العمانية أن وزير الخارجية يواصل محادثاته مع نظرائه في الدول الشقيقة والصديقة، ضمن جهود سلطنة عُمان الدبلوماسية المكثفة لاحتواء التوترات الإقليمية ووقف التصعيد.
ومن جانبها، حذّرت مصر من التداعيات الخطرة التي قد تنجم عن استمرار التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل على أمن واستقرار المنطقة، وفق بيان للخارجية المصرية. وأكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية المصري، خلال اتصالين هاتفيين مع كل من جان نويل بارو، وزير خارجية فرنسا، وجاناثان باول، مستشار الأمن القومي البريطاني، أهمية التعاون الإقليمي والدولي لاحتواء الوضع ومنع توسع رقعة الصراع. تناولت المكالمات وفق البيان تبادل الرؤى حول التطورات الراهنة في المنطقة، وفي مقدمتها التوتر المتزايد بين إيران وإسرائيل. وشدد الوزير عبد العاطي خلال مباحثاته مع المسؤول الفرنسي على ضرورة اللجوء إلى الحلول السياسية والدبلوماسية لوقف إطلاق النار واستعادة مسار المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني. (وكالات)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق