رائعة من الفلبين.. «امرأة من بولاكان» في متحف اللوفر أبوظبي

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعرب ألفونسو فرديناند، سفير الفلبين لدى الإمارات، عن بالغ فخره وامتنانه لعرض اللوحة الزيتية «امرأة من بولاكان» للفنان الفلبيني خوان لونا في متحف اللوفر أبوظبي، ضمن احتفالات مرور خمسين عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وتوجّه السفير بالشكر إلى الإمارات، على إتاحة هذه الفرصة التاريخية، معتبراً عرض واحدٍ من أهم كنوزهم الوطنية في أحد أبرز المتاحف العالمية لحظة فخر كبيرة بالنسبة للفلبينيين.
وقال ألفونسو فرديناند، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام»، على هامش حفل إزالة الستار عن اللوحة: «هذه الأيقونة ليست مجرد لوحة، بل صورة لامرأة من مدينة بولاكان الفلبينية رسمها أحد رموز النضال الوطني الذي كان فناناً استخدم موهبته الفنية ليعبر عن كفاح شعبه في مواجهة الاستعمار».
حضر حفل رفع الستار عن اللوحة محمد خليفة المبارك، رئيس متحف اللوفر أبوظبي، وسفير الفلبين لدى الإمارات، وجوريل إم. ليجاسبي، نائب المدير العام للمتحف الوطني للفلبين. ويمثل هذا الحدث التاريخي ثمرة أول تعاون مباشر بين المتحفين، كما أنه يُسهم في تعزيز الحوار الثقافي الذي يشهد زخماً كبيراً بين البلدَين.
وقال المبارك: «يُشكل عرض هذه التحفة الفنية الاستثنائية في «اللوفر أبوظبي» تجسيداً حياً لرؤية المتحف القائمة على تبنّي نظرة عالمية، وتعزيز التبادل الثقافي الدولي؛ فالثقافة هي التي تربط بين الشعوب، وتُبرز قيمنا الإنسانية المشتركة، وتعمّق أواصر التفاهم بين مجتمعاتنا المتنوعة حول العالم. ومن خلال عرض لوحة «امرأة من بولاكان»، يحظى زوار المتحف بفرصة فريدة للغوص في أعماق السياق الثقافي لهذا العمل وتاريخه الفني، وهو ما يفتح نافذةً جديدةً لمعرفة الإرث الحضاري الثري والمدهش للفلبين».
وأشار ألفونسو فرديناند إلى أهمية العلاقات بين الفلبين والإمارات، التي تعكس عمق الصداقة وتمتد لأكثر من 50 عاماً، مؤكداً أن هناك آفاقاً جديدة من التعاون في مجالات متعددة تشمل الثقافة، الطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الرقمي.
ودعا ألفونسو فرديناند الجمهور لزيارة المعرض، والاطلاع على هذه التحفة المعروضة، إلى جانب روائع فنية من أنحاء العالم، ما يمثل فرصة لاكتشاف بُعد جديد عن الفلبين وثقافتها الغنية.
واختتم السفير بالقول: «نحن فخورون بوجودنا في دولة منفتحة ومتسامحة مثل الإمارات، ونتطلع نحو مزيد من الشراكات الملهمة بين البلدين».

اعتزاز


من جهته، أعرب جوريل إم. ليجاسبي عن اعتزازه بعرض لوحة «امرأة من بولاكان»، أو «أونا بالاكينيا» في متحف اللوفر أبوظبي.
واعتبر أن هذه اللحظة تمثل محطة تاريخية للفن الفلبيني، وفرصة لتعزيز الحوار الثقافي بين الفلبين والإمارات.
وقال إم. ليجاسبي: «عرض اللوحة في متحف اللوفر أبوظبي رسالة بأن الفلبين كانت دائماً جزءاً من الحوارات الثقافية العالمية، ولها إسهامات تستحق التقدير».
ولفت إلى أن هذا التعاون لم يكن ممكناً لولا الدعم المستمر من جهات فلبينية مجلس أمناء المتحف الوطني، واللجنة الوطنية للثقافة والفنون، ووزارة الخارجية، بالإضافة إلى موافقة فرديناند ماركوس جونيور، رئيس الجمهورية، ما يعكس الالتزام بتعزيز التبادل الثقافي الدولي.
ورأى أن متحف اللوفر أبوظبي المنصة المثالية لعرض هذه اللوحة أمام جمهور دولي، مشيراً إلى أن هذا التعاون يؤكد قدرة الفن على بناء جسور التفاهم والتبادل الثقافي بين الشعوب.

إحساس عميق بالهوية


لوحة «امرأة من بولاكان» تُجسّد قدرة خوان لونا الفريدة على المزج بين التقاليد الأكاديمية الأوروبية وإحساسه العميق بالهوية الفلبينية. وأنجزت هذه التحفة الفنية عام 1895 خلال الاحتلال الإسباني للفلبين، وتصوّر فلبينية شابة من مدينة بولاكان المعروفة بثرائها، ورقيّها الثقافي، ومشاعرها الوطنية الجياشة، في هيئة تعكس الوقار والأناقة.
تتزيّن الشخصية في اللوحة بالزي التقليدي الفلبيني المكوّن من: «الكاميسا» (القميص)، و«سايا» (التنورة الطويلة)، و«بانويلو» (غطاء العنق)، و«تابيس» (المئزر فوق التنورة)، وهي تحمل مروحةً ومنديلاً؛ وهي بمثابة رموز تشير إلى الكرامة وسمو المكانة الاجتماعية، وأما الشابة التأملية وهيئتها المُترفعة، فتُجسد ببلاغة مشاعر الكبرياء، والرّقي، والقوة التي تميّز الروح الفلبينية. ويُعدّ اختيار الفنان لونا تصوير امرأة فلبينية، بدلاً من سيدة من طبقة النبلاء الأوروبية، تحدياً جريئاً للمفاهيم التقليدية للتسلسل الهرمي الفني، وإعادةً لفرض الهوية المحلية في حقبة كانت تخضع فيها البلاد للحكم الاستعماري.
ويعزّز وجود هذه اللوحة في متحف اللوفر أبوظبي التزامه بتبني نظرة عالمية للثقافة؛ إذ تُعرض بين لوحتي «فنجان الشوكولاتة» لأوغست رينوار، التي تضمّ شخصية أنثوية أخرى غامضة، و«البوهيمي» لإدوارد مانيه. وتُوسّع لوحة «امرأة من بولاكان» آفاق المتحف في عرض الحداثة وفن البورتريه.
من ناحيته أكد مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي، أن عرض لوحة «امرأة من بولاكان» يشكل لحظة تاريخية في مسيرة المتحف، ويمثل تتويجاً لتعاون ثقافي مثمر مع المتحف الوطني للفلبين.
وقال: هذا التعاون يعكس التزام «اللوفر أبوظبي» بسرد قصة العالم من خلال الفنون والثقافات المتنوعة، مضيفاً: «نحن فخورون للغاية بما حققناه مع شركائنا مع المتحف الوطني للفلبين، وندعو الجميع لاكتشاف هذه التحفة المعرضة حتى يونيو/حزيران 2026».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق