رام الله - دنيا الوطن
أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ غارات جوية على مطار في العاصمة الإيرانية طهران، أسفرت عن تدمير طائرتين إيرانيتين من طراز F-14، يُشتبه في أنهما كانتا في طور التحضير لاعتراض طائرات إسرائيلية. ونشر الجيش تسجيلاً مصوراً يوثق لحظة الاستهداف.

وتُعد طائرة F-14، التي طورتها شركة غرومان الأمريكية، واحدة من أسرع وأقوى المقاتلات التي شهدتها حقبة الحرب الباردة، حيث تصل سرعتها القصوى إلى أكثر من 2400 كيلومتر في الساعة، وتعتمد على أجنحة متغيرة الزاوية تسمح لها بالمناورة العالية في مختلف ظروف القتال. وتتميز الطائرة برادار بعيد المدى قادر على تتبع 24 هدفاً في وقت واحد واستهداف ستة منها بصواريخ موجهة، ما يجعلها منصة هجومية ودفاعية معقدة وفعالة في آنٍ واحد.

كما تتمتع الطائرة بتسليح بعيد المدى، أبرزها صواريخ AIM-54 Phoenix التي يصل مداها إلى نحو 190 كيلومتراً، بالإضافة إلى صواريخ قصيرة المدى من طراز Sidewinder وSparrow، وتضم مقعدين أحدهما للطيار والآخر لمشغل الرادار، وهو ما يمنحها تفوقاً في التنسيق خلال الاشتباكات الجوية بعيدة المدى.

وكانت إيران قد حصلت على 79 طائرة من هذا الطراز في عهد الشاه قبل عام 1979، إلا أن اندلاع الثورة الإسلامية وقطع العلاقات مع الولايات المتحدة أوقف تزويد طهران بقطع الغيار، ما أجبر الإيرانيين على الاعتماد على الهندسة العكسية لإبقائها في الخدمة رغم قدمها وتراجع جاهزيتها.

ورغم ذلك، لا تزال F-14 تحتفظ بمكانة استراتيجية في عقيدة الدفاع الإيرانية نظراً لما تمثله من قدرة رادارية وصاروخية متقدمة. وتدمير طائرتين من هذا الطراز في قلب العاصمة طهران يمثل ضربة مزدوجة لإيران من الناحية الرمزية والعملياتية، إذ يصعب تعويضها أو استبدالها في ظل العقوبات والعزلة التقنية المفروضة على البلاد.

الضربة التي أعلنت عنها إسرائيل لا تقتصر على التكتيك العسكري، بل تحمل في طياتها رسالة استراتيجية تمس أحد الرموز العسكرية البارزة التي ما زالت إيران تتمسك بها رغم مرور أكثر من أربعة عقود على شرائها.