غزو النمل.. مستعمرات مرعبة تجتاح أوروبا تدمر مصادر الطاقة وتأكل الطرق

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

متابعات-«الخليج»:

بدأ نوع عملاق من النمل المعروف باسم Tapinoma magnum والذي ينحدر من منطقة البحر المتوسط وشمال إفريقيا بالزحف شمالاً نحو دول أوروبية.


وينتشر هذا النمل بسرعة ويؤسس مستعمرات عملاقة تضم ما يصل إلى 20 مليون نملة تمتد على مساحة 60 فداناً، ويُعد التخلص منها شبه مستحيل.


وأي شخص يجرؤ على سحق نملة من نوع T. magnum يُقابل برائحة كريهة تُشبه الزبدة الفاسدة.


وقد تصدّر هؤلاء الغزاة العناوين في سويسرا الأسبوع الماضي، بينما يحاول المسؤولون في المناطق المحيطة بالعاصمة زيوريخ التخلص من هذه الآفة، بحسب صحيفة The Sun.

سويسرا في مواجهة حرب زاحفة

في سويسرا، عانت المناطق الريفية المحيطة بمدينة زيوريخ، هذا النمل منذ عام 2018. ورغم الجهود الهائلة للقضاء عليه، لا يزال النمل راسخاً بقوة في أربع مناطق.


وأوقف النمل مشروع إنشاء ضخم بقيمة مليار جنيه إسترليني بعدما استقر تماماً في الموقع المقرر لحفر نفق سكك حديدية متعدد المسارات. وفي منطقة أوتفيل آن دير ليمات القريبة، اجتاحت مستعمرة خارقة حقل بطاطس بمساحة خمسة هكتارات، أي ما يعادل نحو سبعة ملاعب كرة قدم.


وقال السكان المحليون لموقع SRF السويسري: «كان هناك الكثير من النمل، لدرجة أنك لم تعد ترى الأرض».


لكن هذا يتضاءل أمام المستعمرة الموجودة في فولكتسفيل، على الجانب الآخر من زيوريخ، حيث تنتشر الحشرات في مساحة تعادل 35 ملعب كرة قدم. وقد بلغ حجم الغزو حدا أجبر السلطات المحلية قانونياً على التدخل.


وقالت كاثارينا ويبر من دائرة البناء في زيوريخ: «في المناطق التي تشهد تفشياً واسعاً، هناك حاجة إلى تدخل منسق من قبل متخصصين». ويعني ذلك أنه من الضروري وضع خطة، ويجب الاستعانة بمكافحي آفات متخصصين يمكنهم استهداف الأعشاش مباشرة بالمبيدات الحشرية.


وتَكمن القوة التدميرية لنوع T. magnum في ضخامة متاهاته تحت الأرض وإصراره الذي لا يلين على التوسع.


فعلى عكس معظم أنواع النمل التي تنظّم بضعة آلاف من العاملات حول ملكة واحدة، تضم عشائر T. magnum ما يصل إلى 20 مليون نملة ومئات الملكات.


وبدلاً من مهاجمة بعضها بعضاً، تقوم المستعمرات الصغيرة بالاندماج في تحالفات لتشكيل مستعمرات عملاقة موحدة. فهو يشكّل مستعمرات عملاقة، ويُزيح الأنواع المحلية، وقد يتسبب حتى في مشكلات إنشائية نتيجة حفر الأرض أسفل الأرصفة.

فوضى على الطرق في ألمانيا

وقد امتدّت مستعمرات النمل أيضاً إلى فرنسا، لكن ألمانيا كانت الأكثر تضرراً. ففي بلدة كيل الهادئة بجنوب غرب ألمانيا، اجتاح النمل المنطقة بالكامل. وأفاد السكان المحليون بأنهم شاهدوا الأرصفة والحواف وهي تغوص، بينما كانت الحشرات تنقل التربة بعيداً، ما تسبب في فوضى على الطرق. كما اضطر أحد ملاعب الأطفال إلى الإغلاق بعد أن استولى النمل على المنطقة بالكامل وحوّلها إلى عشّ عملاق.

تحذير من السلطات البريطانية

ورغم أن هذا النوع لم يصل بعد إلى المملكة المتحدة، فقد صرّح متحدث باسم وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية (Defra) أن الوكالة تظل يقظة تجاه هذا التهديد. أوصت الوزارة أي شخص يلاحظ نوعاً من الحشرات غير المحلية أن يقوم بتصويرها والإبلاغ عنها.


وقال مايك فوكس، مدير سجلات جمعية توثيق النحل والدبابير والنمل: «على حد علمي، لا توجد حتى الآن أي سجلات تُشير إلى أن Tapinoma magnum قد استقر في المملكة المتحدة، لكن بالطبع هذا قد يحدث في المستقبل».

وقال لصحيفة The Sun: «أظهرت الدراسات التي أُجريت على مستعمرات Tapinoma magnum في سويسرا أن هذا النمل يعيش في الهواء الطلق، ويمكنه مواصلة البحث عن الطعام حتى في درجات حرارة منخفضة تصل إلى 6 درجات مئوية خلال أشهر الشتاء».


وحذّرت جمعية مكافحة الآفات البريطانية لصحيفة The Sun من أن المملكة المتحدة مهددة من هذه «الحملة الزاحفة». وأوضحت الجمعية أن هذا النوع من النمل ينتشر بشكل رئيسي من خلال واردات البستنة، وخاصة النباتات والأشجار المزروعة في أوعية قادمة من منطقة البحر المتوسط.


وأضافت: «إذا تمكّن T. magnum من الاستقرار في المملكة المتحدة، فقد يتحوّل إلى مصدر إزعاج كبير».


كما أوصت بأن أي شخص يشعر بالقلق من وجود إصابة بالنمل يجب أن يتواصل مع خبير محترف في مكافحة الآفات للحصول على المساعدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق