«وفد اليابان للفنون والثقافة» يضع مواهب الإمارات في المشهد العالمي

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف


اختتمت هيئة الثقافة والفنون في دبي برنامج «وفد اليابان للفنون والثقافة» الذي نظمته بدعم من منصة «سكة» بهدف تعزيز حضور أصحاب المواهب المحلية في المشهد الفني العالمي، وتمكينهم من الاطلاع على أبرز التجارب والممارسات الفنية اليابانية، وتبادل الأفكار مع نخبة من الفنانين المعروفين عالمياً.


ويأتي البرنامج ضمن «منحة دبي الثقافية»، المبادرة التي تندرج تحت مظلة استراتيجية جودة الحياة في دبي، في سياق التزامات «دبي للثقافة» وأولوياتها القطاعية الرامية إلى فتح الآفاق أمام المبدعين وتوفير بيئة قادرة على دعمهم وصقل مهاراتهم وإثراء خبراتهم.


وأكدت شيماء راشد السويدي، المديرة التنفيذية لقطاع الفنون والتصميم والآداب في «دبي للثقافة»، أن دبي نجحت في توظيف أدوات الدبلوماسية الثقافية في مد جسور التواصل مع الثقافات الأخرى، وترسيخ مكانتها على الساحة الدولية مركزاً عالمياً للثقافة.


ولفتت إلى أهمية برنامج «التبادل الإبداعي بين الإمارات واليابان» ودوره في توطيد علاقات التعاون الدولي والتبادل الفكري مع الجامعات والمعارض والمراكز الفنية من مختلف أنحاء العالم. وقالت: «يسهم البرنامج في فتح آفاق جديدة أمام المبدعين ويتيح لهم فرصاً عديدة للتفاعل مع التجارب الفنية العالمية، وخبرات الأكاديميين والمتخصصين والاستفادة منها في استكشاف توجهات القطاع الفني عالمياً، ما ينعكس إيجاباً على أساليبهم التعبيرية التي تبرز أصالة التراث والثقافة المحلية وتقديمهما بطريقة مبتكرة، ويعزز مساهماتهم في إثراء الحراك الفني ودعم قوة الصناعات الثقافية والإبداعية، وتحقيق تطلعات دبي ورؤاها الطموحة الهادفة إلى ترسيخ بصمتها الثقافية على الخريطة العالمية».


وأشادت شيماء السويدي بما قدمه البرنامج للفنانين من أفكار خلاقة تسهم في تنمية قدراتهم، مشيرة إلى أنه يعكس جهود الهيئة في رعاية أصحاب الكفاءات المميزة واحتضانهم، وتحفيزهم على مواصلة مسيرتهم المهنية.

مشاركون


شهد برنامج التبادل الإبداعي الذي امتد على مدار 10 أيام، مشاركة نخبة من الفنانين والقيمين من الإماراتيين والمقيمين، وهم الفنانان والقيمان الشيخ مكتوم بن مروان آل مكتوم، وكاملة العلماء، والباحثة الإماراتية آمنة الزعابي، مساعدة أمين أول في متحف اللوفر أبوظبي، ولطيفة سعيد، وفاطمة آل علي المهتمة بالذاكرة الجماعية والتاريخ الشفهي، والعنود بوخماس، أستاذة التصميم الغرافيكي في كلية الفنون والصناعات الإبداعية في جامعة زايد، وأسماء بالحمر، أستاذة جامعية مساعدة في الكلية، والفنان والقيّم اللبناني أحمد مكاري، مؤسس منصة (The Workshop Dxb)، والفنانة والقيّمة البحرينية يارا أيوب.


البرنامج أشرف عليه يوساكو إمامورا، نائب رئيس جامعة طوكيو للفنون، أستاذ برنامج الفنون العالمية، كلية الدراسات العليا للفنون الجميلة في الجامعة، بالتعاون مع المصمم والمدرس الجامعي مانابو أوزاوا، عضو الهيئة الاستشارية في معهد مارانغوني دبي، والمهندسة المعمارية والقيمة الفنية كايوكو إيمورا، مديرة مؤسسة الفنون والثقافة اليابانية، ومديرة شركة CARD للأبحاث والتطوير في الفن المعاصر، وميثاء الزعابي، مدير مشروع برنامج «وفد اليابان للفنون والثقافة».


وضمن البرنامج، قام المشاركون بجولة في معرض «إكسبو 2025 أوساكا»، زاروا خلالها الجناح الوطني للإمارات الذي يحمل شعار «من الأرض إلى الأثير»، واطلعوا على ما يقدمه من تجارب متنوعة تجمع بين الإبداع الهندسي والثراء الثقافي، وتجسد رحلة الدولة الملهمة في تطوير عمليات اكتشاف الفضاء، وإرساء مفاهيم مبتكرة لقطاع الرعاية الصحية، وتحقيق الريادة في التقنيات المستدامة ومختلف القطاعات الحيوية. وانضم المشاركون إلى جلسة حوارية مع المعماري سو فوجیموتو، صاحب الرؤية وراء تصميم «The Grand Ring»، الحلقة الكبرى الخشبية لـ «معرض إكسبو 2025 أوساكا».


وشمل البرنامج زيارة مجموعة من أهم المواقع الثقافية والفنية اليابانية في طوكيو وأوساكا والمناطق المجاورة لها، ومن بينها: متحف موري للفنون، ويعد من أبرز المؤسسات اليابانية في مجال الفن المعاصر، إلى جانب عدد من صالات العرض ومن بينها غاليري تومیو كویاما، وآرتس شوغو، وغالیري إیشي تاكا.


وخلال الجولة، التقى أعضاء الوفد مع یایُوي كوماتسو، مدير المتحف الوطني للفن الحديث بطوكيو، وزاروا «ملحق متحف بولا» واستكشفوا ما يتضمنه من معارض فردية لفنانين يابانيين مثل ھیراكو سوزوكي، وتجولوا في متحف الفنون (MOA) في مدينة أتامي بمحافظة شیزوكا ويضم نحو 3500 عمل فني. وتعرف المشاركون الى منصة «سايت ديزاين 21_21»، من تصميم المعماري الياباني الشهير تاداو أندو، واستكشفوا أبرز مبادرات مؤسسة أوداوارا للفنون التي أسسها هيروشي سوجيموتو، وتقع في موقع ساحلي خلاب ينسجم مع الطبيعة ويُبرز مرور الزمن وحركة الشمس.


وشمل برنامج الزيارة جامعة طوكيو للفنون، ومعرض الفن المعاصر (SCAI The Bathhouse) الواقع في حي یاناكا، واستوديو «تاكرام» المتخصص في دمج التصميم والتكنولوجيا والأعمال، ومقر شركة «كاريموكو» المتخصصة في صناعة الأثاث في اليابان. وزار الوفد مساحة الصُناع المتقدمة «ألترا فاكتوري»، واستوديو الأنيمي «A-1 Pictures»، واطلعوا على مجموعة من الأعمال الفنية والتركيبات الرقمية التفاعلية التي تمزج بين الفن والتكنولوجيا والطبيعة التي يعرضها «تيم لاب»، إلى جانب أبرز تصاميم علامة الأزياء اليابانية «CFCL». واختتمت الجولة بزيارة متحف یایوي كوساما حيث التقوا بأكيرا تاتيهاتا.

استكشاف المشهد


وصف الشيخ مكتوم بن مروان آل مكتوم البرنامج بتجربة ثرية. وقال: «أتاح لنا البرنامج إمكانية استكشاف المشهد الثقافي الياباني والتعرف الى تفاصيله، وهو ما أضاف بعداً مهماً للحوار الفكري مع اليابان». ولفتت أسماء بالحمر إلى أن البرنامج شكّل مصدر إلهام لها، بفضل ما حمله من فرص مكّنَتها وبقية أعضاء الوفد من اكتشاف جماليات الروابط الثقافية بين البلدين. وقالت: «تتميّز المدن التي زرناها بتاريخ عريق وتصاميم معمارية فريدة، مثّلت نافذة للاطلاع على المشهد الياباني واكتشاف رؤى جديدة في مجالات الفنون والتصميم».


وأوضحت كاملة العلماء أن البرنامج أتاح فرصة التعرّف إلى رؤى جديدة في مجالات الفنون والعمارة والتصميم، إضافة إلى التفاعل مع نخبة من الموهوبين والممارسين والأكاديميين وتبادل الأفكار معهم حول أحدث التوجّهات الفنية والممارسات الإبداعية. وأشار أحمد مكاري إلى أن البرنامج أتاح له لقاء فنانين يابانيين، والتأمّل في سُبل تحقيق التوازن بين الجماليات المعاصرة والموروث الثقافي، واستكشاف آليات دمج الهوية الإقليمية والمحلية ضمن أطر فنية حديثة.


ولفتت يارا أيوب إلى أن البرنامج أسهم في إثراء مخزونها المعرفي وفتح أمامها آفاقاً جديدة للتفكير في طُرق فريدة لتقديم أعمالها ومعارضها الفنية. وقالت: «كل حوار ولقاء وزيارة شكّل تجربة ثرية أضافت لي الكثير، بفضل ما حملته من نصائح وأفكار نوعية ومؤثرة». أما آمنة الزعابي، فقالت: «شكّل البرنامج رحلة تحوّلية تمزج بين الفن وبساطة التقاليد اليابانية وعمقها الجمالي، وساعدتني الجولات على اكتشاف حوار عميق بين الإرث الثقافي والتعبير المعاصر، ما أسهم في تعزيز فهمي للسرديات الإبداعية». وعبّرت فاطمة آل علي عن سعادتها بزيارة الاستوديوهات الفنية والاطلاع على ممارسات وتجارب مجموعة من الفنانين اليابانيين، مؤكدة أهمية اللقاءات التي جمعتها بعدد من مديري المؤسسات الثقافية في اليابان.


بدورها، أكدت العنود بوخماس أن البرنامج عزّز إيمانها بأهمية دور التصميم وسيلة للتواصل بين المجتمعات. وقالت: «شكّلت التجربة فرصة لبناء شبكات إبداعية مستدامة، قادرة على منحنا أفكاراً نوعية جديدة يمكن تطبيقها في قاعات الدراسة». وذكرت لطيفة سعيد أن «دبي للثقافة» نجحت عبر البرنامج في توفير بيئة محفّزة على اكتشاف تجارب ثقافية وفنية فريدة والاستفادة منها في إثراء المشهد الإبداعي المحلي. وقالت: «يمثّل البرنامج الثقافي فرصة حقيقية للتعلّم من تجارب الآخرين، وهو ما ينعكس إيجاباً على تطوّر قدراتنا ومهاراتنا وتشجيعنا على تنميتها والارتقاء بها».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق