نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السعودية نموذج عالمي في إدارة الحشود الدينية, اليوم الاثنين 2 يونيو 2025 12:34 صباحاً
في كل عام في موسم الحج تُسطِّر المملكة قصة نجاح يكسوها الإتقان والإخلاص، حيث إنها تبدأ في تنفيذ خطة التنظيم منذ وطوء قدم أول حاج على أرض المملكة، وذلك عن طريق انتشار الفرق الميدانية في المطارات والموانئ التي تعمل على حسن استقبال الحجاج وتيسير إجراءات الدخول إلى أرض المملكة، وهي اللحظة التي يبدأ فيها الحجاج رحلة التمتع بخدمات المملكة المميزة التي لا تُخيِّب آمالهم، ولا تقل عن سقف تطلعاتهم من حيث الاهتمام بهم ومراعاة احتياجاتهم.
وفي الحقيقة، يقف العالم منبهرا أمام قدرة المملكة العربية السعودية الاستثنائية في إدارة الحشود المتمثلة في الملايين الذين أتوا من شتى بقاع الأرض، ويتمثل هذا الانبهار في قدرة المملكة على تسيير هذه الحشود المليونية الضخمة في نطاق مكاني وزمني محدد، مع الحفاظ - في الوقت نفسه - على سلاسة الأداء وسلامة الأرواح. وإذا نظرنا إلى هذا الأمر بتمعن، نجد أنه في الحقيقة يمثل إنجازا هندسيا وتنظيميا عظيما، يتخلله استخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والكاميرات الذكية؛ مما يعمل على تسيير عملية تنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة في انسيابية وارتياح فريدين من نوعهما.
تحرص قيادة المملكة العربية السعودية كل الحرص على رفع جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وذلك ضمن رؤية المملكة 2030، ومن صور هذا الحرص الاهتمام بالقطاع الصحي المتمثل في انتشار المستشفيات والمراكز الصحية المجهزة بأحدث التجهيزات الطبية وأعلى الكفاءات البشرية ذوي الخبرة الطبية في كل بقاع مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وتعمل هذه المستشفيات والمراكز الصحية على مدار الساعة دون توقف أو انقطاع، وذلك حرصا على سلامة صحة الحجاج.
وإلى جانب ذلك، فمن الناحية الأمنية تقوم وزارة الداخلية ومنظومة الأمن العام بمجهودات عظيمة لتأمين سلامة الحجاج وحفظ أمنهم وحمايتهم، وهذه المجهودات يكسوها رداء الانضباط والحزم والإنسانية.
لما ذُكِرَ الحج بَدَرَ في أذهان أفراد الأمة الإسلامية - ممن تعلق قلبهم بهذه الشعيرة العظيمة - أسماء لمشاعر مقدسة، مثل: عرفات، ومزدلفة، ومنى، ورمي الجمرات، ولذلك نجد أن هذه المشاعر من أولى اهتمامات القيادة السعودية، حيث أولت لها رعاية خاصة، فطورت بنيتها التحتية، وعملت على توسيع مساراتها، وجهزت مرافقها حتى تكون قادرة على استيعاب ملايين الحجاج بسهولة وراحة، ومن أبرز مظاهر هذا الاهتمام مشروع منشأة الجمرات، الذي ساهم كثيرا في تخفيف الازدحام وضمان سلامة الحجاج أثناء تأديتهم لهذا النسك العظيم؛ ولذلك يعد هذا المشروع - بحق - تحفة هندسية أبهرت العالم.
تطبق المملكة العربية السعودية مبادئ الإسلام المتعلقة بحسن الاستقبال وكرم الضيافة، من خلال ما تقوم به من مجهودات عظيمة في كل موسم حج، فلا يمكن اعتبار هذه المجهودات مجرد خدمة تنظيمية فحسب، بل هي تعبير صادق عن فخر المواطن السعودي بخدمة ضيوف الرحمن، مما يؤكد على أن قيادة هذه البلاد المباركة تستحق شرف خدمة الحرمين، وأنها ستظل ماضية في أداء رسالتها العظيمة.
وفي الختام، نجد في نهاية موسم الحج أن الحجاج يعودون كلٌ إلى بلده وهم شاكرون ما لقوه من رعاية واهتمام، وشاهدون على الجهود العظيمة التي بذلتها المملكة خلال الموسم من أجل توفير راحة الحجاج. نسأل الله تعالى أن تظل هذه البلاد المباركة – تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - واحة أمن ومنارة هدى وموئلا لخدمة الإسلام والمسلمين.
0 تعليق