رفع العقوبات وإغلاق «الباب المفتوح»..هذه أهم شروط روسيا لإنهاء حرب أوكرانيا

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

موسكو- رويترز
كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء، عن شروطه لإنهاء الحرب في أوكرانيا، تتضمن الحصول على تعهد كتابي من قادة الغرب بوقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً، أي إنهاء الغرب ما يسمي بسياسة «الباب المفتوح»، وإلغاء جانب كبير من العقوبات المفروضة على موسكو، وفق ما ذكرت مصادر مطلعة.
وبمطالبته بتعهد كتابي، يستعيد بوتين وعداً شفهياً قديماً كان تلقاه الزعيم السوفييتي السابق ميخائيل غورباتشوف من الولايات المتحدة بعدم توسع حلف شمال الأطلسي بوصة واحدة باتجاه الشرق، وذلك خلال مفاوضات بشأن توحيد ألمانيا عام 1990.
وبعد حديثه مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب لأكثر من ساعتين الأسبوع الماضي، قال بوتين إنه وافق على صياغة مذكرة تفاهم مع أوكرانيا من شأنها أن تحدد معالم اتفاق سلام، بما في ذلك توقيت لوقف إطلاق النار. وتقول روسيا، إنها تعمل على صياغة نسختها من المذكرة، ولا يمكنها تقدير المدة التي سيستغرقها الأمر.وتتهم كييف والحكومات الأوروبية موسكو بالمماطلة بينما تحقق قواتها تقدماً في شرق أوكرانيا.
وقال مصدر روسي كبير مطلع على طريقة تفكير كبار مسؤولي الكرملين، وطلب عدم الكشف عن هويته: «بوتين مستعد لصنع السلام ولكن ليس بأي ثمن».
وذكرت مصادر روسية، أن بوتين يريد تعهداً «كتابياً» من القوى الغربية الكبرى بعدم توسع حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة شرقاً، بما يعني رسمياً استبعاد قبول عضوية أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا وغيرها من الجمهوريات السوفيتية السابقة.
السلام المؤلم
وأضافت المصادر أن روسيا تريد أيضاً أن تلتزم أوكرانيا بالحياد، وأن يتم رفع بعض العقوبات الغربية المفروضة عليها، والتوصل لحل في ما يتعلق بقضية الأصول السيادية الروسية المجمدة في الغرب، وتوفير حماية للمتحدثين بالروسية في أوكرانيا.
وقال مصدر روسي، إنه إذا أدرك بوتين أنه غير قادر على التوصل إلى اتفاق سلام بشروطه الخاصة، فسوف يسعى إلى أن يُظهر للأوكرانيين والأوروبيين من خلال الانتصارات العسكرية أن «السلام غداً سيكون أكثر إيلاماً».
ورغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر مراراً عن رغبته في إنهاء أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، فقد أبدى إحباطاً متزايداً خلال الأيام الماضية حيال بوتين. وحذر الثلاثاء من أن الرئيس الروسي «يلعب بالنار» برفضه الانخراط في محادثات لوقف إطلاق النار مع كييف في وقت تحقق فيه قواته مكاسب في ساحة المعركة.
أسباب الصراع
وقال بوتين ومسؤولون روس مراراً إن أي اتفاق سلام يجب أن يعالج «الأسباب الجذرية» للصراع، وهو الاختصار الذي تستخدمه روسيا للإشارة إلى قضية توسع حلف شمال الأطلسي والدعم الغربي لأوكرانيا.
وقالت كييف مراراً، إنه لا ينبغي منح روسيا الحق في رفض تطلعاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وتقول أوكرانيا إنها بحاجة إلى أن يمنحها الغرب ضمانة أمنية قوية ذات صلاحيات لردع أي هجوم روسي في المستقبل.
وقال حلف شمال الأطلسي في الماضي، إنه لن يغير سياسة «الباب المفتوح» لمجرد أن موسكو تطالب بذلك.
وذكرت تقارير إعلامية في يناير/ كانون الثاني الماضي، أن بوتين يشعر بقلق متزايد من التشوهات الاقتصادية في الاقتصاد الروسي في زمن الحرب في ظل نقص العمالة، وارتفاع أسعار الفائدة المفروضة للحد من التضخم. وانخفض سعر النفط، وهو حجر الأساس للاقتصاد الروسي، على نحو مطرد هذا العام.
هجوم ترامب
وحذر ترامب، الذي يفتخر بعلاقاته الودية مع بوتين، ويعبر عن اعتقاده أن الزعيم الروسي يريد السلام، من أن واشنطن قد تفرض مزيداً من العقوبات إذا تأخرت موسكو في جهود التوصل إلى تسوية.
وألمح ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد إلى أن بوتين «أصابه الجنون»، بعد أن شن هجوماً جوياً واسع النطاق على أوكرانيا الأسبوع الماضي.
وذكر مصدر روسي، أنه إذا رأى بوتين فرصة تكتيكية سانحة في ساحة المعركة، فسيتوغل أكثر في أوكرانيا، وأن الكرملين يعتقد أن البلاد قادرة على مواصلة القتال، لسنوات مهما فرض الغرب من عقوبات وضغوط اقتصادية.
وقال مصدر ثان، إن بوتين صار أقل ميلاً للتنازل عن الأراضي، وإنه متمسك بموقفه العلني بأنه يريد المناطق الأربع بالكامل التي تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق