وضع الذكاء الاصطناعي في بحث جوجل يثير أزمة مع المؤسسات الإعلامية

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أثار التوسع الأخير لوضع الذكاء الاصطناعي في محرك بحث جوجل جدلاً حاداً بين عملاق التكنولوجيا والناشرين في مجال الأخبار.

فقد اتهم التحالف الإخباري/الإعلامي، وهو جمعية تجارية تمثل مؤسسات إخبارية كبرى في الولايات المتحدة وكندا، شركة جوجل بالسرقة لاستخدامها محتوى الناشرين في نتائج البحث التي يتم إنشاؤها عبر الذكاء الاصطناعي.

ميزة جديدة تحرم الناشرين من العائدات

أطلقت جوجل ميزة أدت إلى دمج محركات البحث لملخصات الذكاء الاصطناعي في نتائج البحث نفسها، بحيث يحصل المستخدمون على إجابات مباشرة دون الحاجة للنقر على روابط المواقع الأصلية، إلى خفض عدد الزيارات للمواقع.

وقد أسهمت هذه الميزة بالفعل في تقليل حركة المرور على المواقع الإخبارية وبالتالي خسارة العائدات من الإعلانات.

كيف تؤثر ميزة ملخصات الذكاء الاصطناعي في نتائج البحث على الناشرين؟

هناك عدة مشاكل يواجهها الناشرون نتيجة تفعيل هذه الميزة الجديدة ومنها بحسب موقع The Out Post:

1-تقليل عدد النقرات (Traffic):

عندما يقدم محرك البحث مثل جوجل إجابات مباشرة باستخدام الذكاء الاصطناعي، لا يحتاج المستخدم للنقر على الرابط الأصلي للمقال أو الموقع الإخباري.

ذلك يعني أن عدد زيارات المستخدمين للمواقع ينخفض.

2-خسارة العائدات الإعلانية:

مع انخفاض عدد الزوار، تقل مرات مشاهدة الإعلانات التي تعتمد عليها المواقع الإخبارية كمصدر رئيسي للدخل، بالتالي، تنخفض إيرادات هذه المواقع.

3- فقدان التحكم في المحتوى:

يستخدم محرك البحث المحتوى المنشور دون الرجوع أو طلب إذن من الناشرين، ما يجعلهم يفقدون السيطرة على كيفية عرض محتواهم واستخدامه.

4- مخاطر معلومات غير دقيقة:

ملخصات الذكاء الاصطناعي قد تحتوي أحياناً على معلومات خاطئة أو مغلوطة (هلوسة الذكاء الاصطناعي)، ما يضر بالمصداقية ويؤثر سلباً في سمعة الناشرين.

تحالف إعلامي يصف الميزة بالسرقة العلنية

قالت دانييل كوفي، الرئيسة التنفيذية ورئيسة تحالف الأخبار/الإعلام: «كانت الروابط هي آخر ميزة إنقاذ في البحث التي تمنح الناشرين زيارات وإيرادات، الآن جوجل يأخذ المحتوى بالقوة ويستخدمه دون أي عائد، وهذا هو تعريف السرقة».

أكدت هذه التصريحات القلق المتزايد بين الناشرين حول الخسارة المحتملة في حركة المرور على الويب والإيرادات، مع تزايد اعتماد المستخدمين على الملخصات التي يولدها الذكاء الاصطناعي بدلاً من الضغط على الروابط للوصول إلى المصادر الأصلية.

التحالف الذي يصف ميزة الذكاء الاصطناعي في جوجل بأنها سرقة علنية هو تحالف الناشرين الإعلاميين المعروف باسم News/Media Alliance.

وهو جمعية تجارية تمثل كبار ناشري الأخبار والإعلام في الولايات المتحدة وكندا، ويعمل على الدفاع عن مصالح الناشرين الإعلاميين في مواجهة تحديات التكنولوجيا وتغيرات السوق، خصوصاً في موضوع حقوق استخدام المحتوى والتعويضات المالية من شركات التكنولوجيا الكبرى مثل جوجل.

جوجل تستخدم المحتوى دون إذن أو مقابل

كشف مستند داخلي خلال محاكمة مكافحة الاحتكار لجوجل أن الشركة قررت عدم طلب إذن من الناشرين لاستخدام أعمالهم في ميزات البحث المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.

وقد دافعت رئيسة قسم بحث جوجل، ليز ريد، عن هذا القرار مشيرة إلى التعقيد الهائل الذي سينشأ إذا سمح للناشرين بالانسحاب من ميزات فردية.

ويواجه الناشرون حالياً خياراً صعباً، إما السماح باستخدام محتواهم في ميزات الذكاء الاصطناعي أو الانسحاب بالكامل من نتائج البحث.

هذا النهج الشامل أو لا شيء زاد من الجدل، حيث يجادل الناشرون بأنه يحد بشكل غير عادل من سيطرتهم على كيفية استخدام محتواهم.

كما تسلط هذه النزاعات الضوء على التوتر المستمر بين شركات التكنولوجيا ومبدعي المحتوى في عصر الذكاء الاصطناعي.

وقد أطلق تحالف الأخبار/الإعلام في وقت سابق حملات إعلانية ضد سرقة الذكاء الاصطناعي ودعا إلى تدخل حكومي لضمان تعويض عادل عن استخدام المحتوى.

مستقبل محرك البحث مهدد.. هل ينتهي عصر روابط المواقع؟

طالب تحالف الأخبار/الإعلام وزارة العدل الأمريكية بالتدخل في هذه القضية ضمن محاكمة مكافحة الاحتكار المستمرة ضد جوجل.

ويرون أنه يجب وضع حلول لمنع استمرار هيمنة شركة واحدة على الإنترنت.

ومع استمرار الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل مشهد البحث، تواجه الصناعة تساؤلات حاسمة حول التوازن بين الابتكار والتعويض العادل لمبدعي المحتوى.

قد يكون لذلك النزاع تداعيات بعيدة المدى على مستقبل النشر الرقمي وعلى العلاقة بين منصات التكنولوجيا والمؤسسات الإخبارية.

ومع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في محركات البحث، بدأت ميزة تلخيص المحتوى داخل صفحة نتائج البحث نفسها تحل محل الروابط التقليدية التي تقود المستخدمين إلى المواقع الأصلية.

وقد تتغير طرق الوصول إلى المعلومات بشكل جذري، حيث تصبح الإجابات المختصرة والمباشرة هي السائدة.

وربما يستدعي ذلك ضرورة ابتكار نماذج جديدة للنشر الإلكتروني لمواجهة ملخصات الذكاء الاصطناعي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق