تُحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي للأسرة في 15 مايو/أيار سنوياً ويُحتفل به عالمياً لرفع مستوى الوعي بقيمة الأسرة وإبراز دور المجتمع الدولي في تنميتها. يحتفي هذا اليوم بأهمية الأسرة والقيم المرتبطة بها وتهدف فكرة هذا اليوم إلى التركيز على بعض المواضيع الرئيسية التي تؤثر في الناس في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الصحة والتعليم وحقوق الطفل والمساواة بين الجنسين والتوازن والإدماج الاجتماعي.
ومنذ جائحة كوفيد-19، فقدت العديد من العائلات أحباءها، جلبت الجائحة الألم والخوف من فقدان الأحبة. وبينما كان الناس يعيشون في ظل مرض مميت ومعدٍ، ساعدت الجائحة الجميع على إدراك أهمية العائلة، سواء أكانت تربطهم صلة دم أم لا.
كما أدى الوباء إلى فقدان الوظائف وصعوبات اقتصادية في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى حالة من عدم اليقين والإحباط وقد أدى ذلك إلى زيادة العنف ضد النساء والأطفال وقد ازداد عدد حالات العنف المنزلي خلال الجائحة، مما سلط الضوء على ضرورة دعم الأسر الضعيفة.
وأُقرّ هذا اليوم بموجب القرار 44/82 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 9 ديسمبر/كانون الأول 1989 وفي عام 1993، اعتمدت الجمعية العامة قراراً (A/RES/47/237)، مُحدّدةً بذلك يوم 15 مايو/أيار يوماً دولياً للأسرة والهدف الأساسي من ذلك هو إظهار رغبة الأمم المتحدة في تشجيع الناس في جميع أنحاء العالم، بهدف تحسين مستويات معيشتهم وتعزيز التقدم الاجتماعي.
وينظم عالمياً العديد من ورش العمل والندوات والمعارض، تُجمع على المستويات المحلية والوطنية والعالمية، تُطرح خلال هذه الورش العديد من المبادرات التعليمية وتُنظم للجمهور بهدف تعزيز الروابط الأسرية.
ووجدت دراسة جديدة أن الأطفال الذين تربطهم روابط قوية بأسرتهم غالباً ما يكونون أكثر نجاحاً في حياتهم مقارنة بغيرهم.
وسبق أن أظهرت العديد من الدراسات أن الروابط الأسرية القوية تقلل من فرص إقبال الأطفال على الأفعال الخاطئة والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر، لكن هذه الدراسة كشفت أن هذه الروابط قد تأتي بنتائج إيجابية أيضاً، فيما يخص حياة الأطفال العملية وقدرتهم على التعلم والابتكار وفقاً لما ذكرته شبكة «سي إن إن» الأمريكية.
وأجريت الدراسة بواسطة علماء من جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك ونشرت في مجلة Pediatrics العلمية وشملت حوالي 37 ألف طفل في 26 دولة، تتراوح أعمارهم بين 11 و13 عاماً وخضعوا لاستطلاعات رأي منتظمة في الفترة ما بين عامي 2016 و2019.
وتم تحديد الارتباط الأسري لدى المشاركين من خلال سؤالهم عدة أسئلة عن 5 نقاط أساسية، هي: الرعاية والدعم والأمان والاحترام والمشاركة، فيما تم تحديد النجاح والازدهار في الحياة من خلال عدة أسئلة تتعلق بـ6 نقاط هي: قبول الذات والهدف في الحياة والعلاقات الإيجابية مع الآخرين والنمو الشخصي وإتقان المهام والاستقلالية.
وأكد الباحثون أن النجاح والازدهار في الحياة مرتبطان بشكل كبير بقبول الأطفال لنقاط القوة والضعف لديهم واستخدام نقاط القوة لتحقيق أهدافهم في الحياة.
وكان الأطفال الذين يتمتعون بأعلى مستوى من الترابط الأسري أكثر عرضة للازدهار والتطور والنجاح بنسبة تزيد عن 49% مقارنة بأولئك الذين لديهم أدنى مستوى من هذا الترابط.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة د. روبرت ويتاكر: «تختلف هذه الدراسة عن الدراسات السابقة في تركيزها على تأثير الترابط الأسري على تطور الأطفال ونموهم وليس فقط تأثيره على حمايتهم من الأذى ومنعهم من ممارسة السلوكيات المحفوفة بالمخاطر».
وأشار ويتاكر إلى ضرورة تكوين أجواء منزلية يشعر فيها الأطفال بأن هناك من يسمعهم ويراهم وأن بإمكانهم التحدث بحرية.
وأشار ويتاكر إلى أنه أثناء حديثهم، يجب على الآباء إظهار أن لديهم اهتماماً حقيقياً بما يقوله أطفالهم وأن يتجنبوا انتقادهم.
0 تعليق