دبي-«الخليج»:
أعلن مركز دبي للأمن الإلكتروني، إطلاق حزمة من المبادرات والمشاريع الجديدة المبتكرة لتعزيز الأمن الرقمي والبنية التحتيّة السيبرانية في إمارة دبي إلى جانب تطوير الكفاءات المتخصصة في هذا المجال، وذلك خلال مشاركته في فعاليات معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات «جيسيك جلوبال 2025»، والذي يقام في مركز دبي التجاري العالمي خلال الفترة 6-8 مايو الجاري، ويشارك فيه المركز بصفته الشريك الحكومي الرسمي للأمن السيبراني.
مشروع «الثقة الصفرية (Zero Trust)»
وتتضمن المشاريع الجديدة، مشروع «الثقة الصفرية (Zero Trust)» الذي يعد بمثابة نقلة نوعيّة في تأمين الشبكات الحكومية بالإمارة، وهو عبارة عن دليل إرشادي متكامل لتقييم الثقة الصفرية، فيما يساعد المؤسسات والجهات المحلية على التحوّل إلى نموذج «الثقة الصفرية» (Zero Trust)، والذي يرتكز على مبدأ التحقق المستمر من الهوية والصلاحيات. ويُعتبر هذا الدليل أداة عملية لتقييم تطبيق هذا النموذج الأمني، بما يضمن حماية الأنظمة والبيانات الحيوية حتى في البيئات التقنية المعقدة والديناميكية، ما يقلل من احتمالية الاختراقات والتهديدات الداخلية.
وسيجري تطبيق المشروع في عدد من الجهات الحكومية على مستوى دبي، من خلال تقنيات مُتقدّمة تشمل التحقّق مُتعدّد العوامل، وتقسيم الشبكات، والرصد المستمر للحركة الرقمية، وتصنيف البيانات وفق مستويات الحساسية، ما يسمح بتقليل مساحة التعرض للهجمات السيبرانية والاستجابة السريعة لأي محاولات اختراق، رغم التحديات المُتمثلة في تكامل هذه المنظومة مع البنية التحتية القائمة وضمان سلاسة التجربة للمستخدمين النهائيين.
مبادرة «إيثاق بلس»
من جانب آخر، أطلق مركز دبي للأمن الإلكتروني مبادرة «إيثاق بلس (Ethaq Plus)» المتقدمة، والتي تهدف إلى الارتقاء بمستوى الموثوقية الرقمية وتمكين الجهات من إجراء معاملات آمنة وموثوقة. كما توفر الخدمة شهادات رقمية معتمدة تضمن حماية البيانات والاتصالات والتحقق من صحتها، وتدعم تبنّي هويات رقمية موثوقة وتطبيق نماذج أمنية متقدمة تقلّل من المخاطر السيبرانية على مستوى البنية المؤسسية.
برنامج ضباط نظام أمن المعلومات
وفي إطار جهود المركز لتأهيل الكوادر الوطنية، أطلق المركز برنامج تصريح ضباط أمن المعلومات (ISR Officer Certification Program)، الهادف إلى تزويد الأفراد في مختلف القطاعات الحكومية بالمعرفة والمهارات المطلوبة لتطبيق معايير الأمن السيبراني وإدارتها بكفاءة. ويسهم هذا البرنامج في تمكين جيل جديد من ضباط الأمن السيبراني، ما يعزز مرونة واستدامة منظومة العمل الحكومي بأكملها.
الجاهزية الأمنية للتقنيات الكمية
واستعداداً لمواجهة التهديدات المستقبلية الناتجة عن تطور تقنيات الحوسبة الكمومية، أطلق المركز الدليل الإرشادي للتشفير ما بعد الكم (Post-Quantum Cryptography Guideline)، الذي يهدف إلى تهيئة البنية التحتية الرقمية في دبي للتصدي للتهديدات المستقبلية الناتجة عن تطورات الحوسبة الكمومية. وتُعد هذه المبادرة خطوة استراتيجية لضمان بقاء دفاعات دبي الرقمية في موقع متقدم لحماية بيانات المدينة الذكية وخدماتها ومستقبلها الرقمي المزدهر.
وفي هذا الصدد، قال يوسف حمد الشيباني، الرئيس التنفيذي لمركز دبي للأمن الإلكتروني: «في ظل التوسع المستمر في المنظومات الرقمية على مستوى الإمارة، نواصل في مركز دبي للأمن الإلكتروني ترسيخ دعائم بيئة سيبرانية مرنة وآمنة، تقوم على الابتكار وتُعزز القدرة الاستباقية على التصدي للتحديات المتغيرة. إن المشاريع الجديدة التي أطلقناها في «جيسيك جلوبال 2025» تجسّد توجهاتنا نحو بناء بنية تحتية رقمية موثوقة ومستدامة، تواكب مستهدفات دبي المستقبلية في أن تكون المدينة الأذكى والأكثر أماناً في العالم».
وتابع: «من خلال تبني نماذج مثل «الثقة الصفرية» وتطوير منصات وطنية متقدمة، نؤكد التزامنا بتقديم حلول استراتيجية تدعم الجهات الحكومية والخاصة في حماية بياناتها وخدماتها الحيوية، وتمكينها من تسريع التحول الرقمي بثقة وكفاءة. كما نؤمن بأن الاستثمار في الكفاءات الوطنية هو حجر الأساس لبناء جيل جديد من قادة الأمن السيبراني القادرين على ضمان استدامة الأمن الرقمي للإمارة».
من جهة أخرى، شهدت مشاركة المركز في المعرض إطلاق النسخة الجديدة من «تحدّي دبي السيبراني» المُخصّص للجهات الحكومية، الذي يهدف إلى تقييم وتحسين مهارات الأمن السيبراني لدى المشاركين، وتعزيز الامتثال للوائح أمن المعلومات (ISR) الخاصة بالمركز. ويتضمن التحدي أكثر من 30 مهمة وتحدياً مُصمّمة بدقّة لمحاكاة التطبيقات والخدمات الحكومية الشائعة الاستخدام في دبي، بمستويات متفاوتة الصعوبة تُتيح للمشاركين اختبار قدراتهم السيبرانية عبر مجموعة متنوعة من السيناريوهات.
وعلى هامش المعرض، يستضيف مركز دبي للأمن الإلكتروني بالتعاون مع شركة «تيك فيرم» «بطولة مدرسة الدفاع السيبراني»، والتي شهدت هذا العام استقبال أكثر من 300 طلب مشاركة من طلبة الجامعات في الدولة. ويتنافس المُشاركون في البطولة ضمن بيئة مُتطورة تحاكي التحديات الحقيقية التي يُواجهها خبراء الأمن السيبراني، حيث يعملون على التصدّي للهجمات السيبرانية واكتشاف الثغرات الأمنية ضمن منصّة مُتطوّرة لمحاكاة بيئة الأمن السيبراني، ليحصل الفائزون على جوائز قيمة تصل قيمتها إلى 130 ألف درهم إماراتي، والتي من شأنها أن تمكنهم من تطوير مهاراتهم ومسيرتهم المهنيّة في مجال الأمن السيبراني.
0 تعليق