أكد قائد الجيش الباكستاني استعداد بلاده للرد «السريع والحاسم» على أي مغامرة عسكرية هندية، في حين شددت إسلام آباد على التزامها بالسلام الإقليمي مع حماية مصالحها الوطنية. وفي خطوة احترازية، قررت السلطات الباكستانية إغلاق جميع المدارس الدينية لمدة عشرة أيام، بينما تطالب الهند بمحاسبة منفّذي الهجوم وتحقيق العدالة.
وقال قائد الجيش الباكستاني في تصريح رسمي: إن إسلام آباد لا تزال حريصة على الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، لكنها لن تتهاون في حماية مصالحها الوطنية، مشيراً إلى أن القوات المسلحة «في أعلى درجات الجاهزية». وأضاف: «باكستان تسعى للسلام، لكننا نحتفظ بحق الدفاع عن أنفسنا وسنواجه أي اعتداء أو استفزاز برد فوري وحازم».
وفي خطوة احترازية، أعلنت السلطات الباكستانية إغلاق جميع المدارس الدينية لمدة عشرة أيام، وسط مخاوف من احتمال تعرضها لضربات عسكرية هندية وأفاد مسؤولون بأن قرار الإغلاق جاء بعد ورود معلومات استخباراتية من إسلام آباد تشير إلى أن الهند تعتزم شنّ عمل عسكري وشيك، متهمة جماعات دينية مقرها كشمير الباكستانية بالضلوع في الهجوم.
وقال مدير دائرة الشؤون الدينية المحلية، حافظ نظير أحمد: «لقد قررنا عطلة من عشرة أيام لكل المدارس (القرآنية) في كشمير، أي 1100 مدرسة تستقبل آلاف الأطفال»، مضيفاً: إن المخاوف تتركز على احتمال أن تعتبر الهند المدارس الدينية مراكز تدريب وتقوم باستهدافها عسكرياً وأشار إلى أن الإخطار الرسمي الصادر بتاريخ 30 أبريل علّل القرار ب«موجة حر»، إلا أنه أضاف: «الحر الحقيقي مصدره رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي»، موضحاً أن السلطات تجنبت ذكر التهديد الأمني علناً تفادياً لإثارة الذعر.
وفي إطار الجهود الدولية لاحتواء الأزمة، أجرى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو اتصالات هاتفية مع نظيره الهندي سوبراهمانيام جايشانكار ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، دعا خلالها إلى «احتواء التوترات والحفاظ على السلم والأمن في جنوب آسيا»، بحسب ما أفادت الخارجية الأمريكية. ونفت إسلام آباد ضلوعها في الهجوم، فيما حضّ روبيو المسؤولين الباكستانيين على التعاون في إجراء تحقيق حول «هذا الهجوم العبثي» وفق ما قالت المتحدثة باسمه، تامي بروس.
من جانبه، قال وزير الخارجية الهندي جايشانكار، في بيان أعقب مكالمته مع روبيو: «إن المنفذين والداعمين والمخططين يجب أن يُقدَّموا إلى العدالة» كما شدد روبيو، في حديثه مع شهباز شريف، على ضرورة «إدانة الهجوم الإرهابي» في كشمير.
ميدانياً، أفادت القوات الهندية بوقوع تبادل لإطلاق النار ليلاً على طول خط المراقبة الذي يشكل الحدود الفعلية في كشمير، مشيرة إلى أنها الليلة السابعة على التوالي التي تُبلَّغ فيها عن إطلاق نار وقال الجيش الهندي في بيان: «خلال الليل.. بدأت مواقع الجيش الباكستاني بإطلاق نار غير مبرر بأسلحة خفيفة عبر خط المراقبة قبالة كوبوارا وأوري وأخنور.. وجرى الرد بشكل متناسب».
ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات، كما لم يصدر تأكيد فوري من الجانب الباكستاني.
وفيما تواصل التحقيقات في الهجوم الذي أسفر عن مقتل 26 شخصاً، أصدرت الشرطة الهندية مذكرات بحث عن ثلاثة رجال يُشتبه بضلوعهم في التنفيذ، اثنان منهم باكستانيان والثالث هندي وتقول: إنهم ينتمون إلى جماعة «عسكر طيبة» المصنفة منظمة إرهابية من قبل الأمم المتحدة وتتخذ من باكستان مقراً لها. (وكالات)
0 تعليق