عاد ثلاثة رواد فضاء صينيين إلى الأرض، الأربعاء، بعدما أمضوا ستة أشهر في محطة تيانغونغ المدارية، ما يمثل خطوة جديدة في سعي بكين إلى أن تكون قوة فضائية.
وحملت الكبسولة كلاّ من كاي شيو تشي، وسونغ لينغ دونغ، ووانغ هاوزي، ثالث امرأة صينية تشارك في مهمة فضائية مأهولة، وهبطت في منغوليا الداخلية (شمال الصين)، على ما أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا). وأكدت الوكالة أن الكبسولة هبطت من دون مشكلات وأن رواد الفضاء الثلاثة العائدين بصحة جيدة. واعتبرت الوكالة أن مهمة «شنتشو-19 المأهولة كانت ناجحة تماماً».
وبوصول الثلاثي، تكون انتهت مهمة «شنتشو-19». وكانت الصين أرجأت عودة الطاقم التي كان من المقرر في الأصل أن تحصل، الثلاثاء، بسبب سوء الأحوال الجوية على الأرض.
وأعطى الرئيس الصيني شي جين بينغ دفعاً قوياً لـ«الحلم الفضائي» الصيني، الذي يهدف إلى إرسال طاقم صيني إلى القمر بحلول عام 2030 ثم بناء قاعدة قمرية هناك. وضخت الصين مليارات الدولارات في برنامجها الفضائي محاولة مواكبة الولايات المتحدة وروسيا، ما أدى إلى تعزيز هدفها بأن تصبح القوة التكنولوجية الأعظم في العالم.
وكان رواد الفضاء الثلاثة الأعضاء في مهمة «شنتشو-19» موجودين في محطة الفضاء الدولية منذ أكتوبر الماضي. وأجروا في المحطة عدداً من التجارب العلمية، وأسهموا في صيانة محطة تيانغونغ، وسجلوا رقماً قياسياً جديداً لأطول عملية سير في الفضاء في التاريخ (أكثر من تسع ساعات).
وكان من بين رواد الفضاء الثلاثة في «شنتشو-19» وانغ هاوزي البالغة 35 عاماً، وهي كانت المهندسة الوحيدة المتخصصة في الرحلات الفضائية في الصين في وقت إطلاق المهمة، وأصبحت ثالث امرأة صينية تشارك في مهمة فضائية مأهولة بعد ليو يانغ (2012) ووانغ يابينغ (2013).
وتولى قيادة المهمة رائد الفضاء المخضرم كاي شيو تشي (48 عاماً)، وهو طيار مقاتل سابق ذهب إلى محطة تيانغونغ الفضائية خلال مهمة «شنتشو-14» في عام 2022. وكان برفقتهما سونغ لينغ دونغ، وهو طيار سابق في القوات الجوية يبلغ 34 عاماً، شارك للمرة الأولى في رحلة فضائية.
وأرسلت الصين الأسبوع الماضي، طاقماً جديداً يضم ثلاثة رواد فضاء إلى محطة تيانغونغ، في مهمة «شنتشو-20». وأمضى أعضاء الفريق الجديد بضعة أيام مع زملائهم من «شنتشو-19» في المحطة.
ويقود الطاقم تشين دونغ، وهو عقيد في الجيش يبلغ 46 عاماً، ستكون هذه المهمة رحلته الثالثة إلى الفضاء بعدما أصبح أول شخص صيني يمضي أكثر من 200 يوم في المدار عام 2022. ويضم الطاقم أيضاً رائدي الفضاء تشين تشونغروي، وهو طيار سابق في القوات الجوية يبلغ 40 عاماً، ووانغ جيه (35 عاماً)، أول رائد فضاء من منغوليا الداخلية (شمال الصين). وستكون هذه أول مهمة فضائية لهما. وتستمر المهمة ستة أشهر سيجرون خلالها تجارب في الفيزياء وعلوم الحياة.
ويتولى الطاقم تثبيت أجهزة حماية من الحطام الفضائي، وإجراء مهمات في الفضاء الخارجي، ومناورات تحاكي تزويد المحطة بالوقود والصيانة.
وللمرة الأولى، ستحمل المركبة ديدانا مسطحة مائية معروفة بقدرتها على التجدد.
ومحطة تيانغونغ التي أُطلقت وحدتها المركزية عام 2021 هي أبرز جانب في البرنامج الفضائي الصيني، ومجهزة بفرق مؤلفة من ثلاثة رواد فضاء يتم استبدالهم كل ستة أشهر.
وجرى استبعاد الصين من محطة الفضاء الدولية منذ عام 2011، عندما منعت الولايات المتحدة وكالتها الفضائية ناسا من التعاون مع بكين. وتسعى بكين مُنذ ذلك الوقت إلى إشراك دول أخرى في برنامجها الفضائي.
0 تعليق