صعدت إسرائيل، أمس الخميس، حربها على قطاع غزة وكثفت استهداف النازحين والمدنيين في مختلف أنحاء القطاع، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى، فيما اندلعت اشتباكات ضارية بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي شمالي القطاع، أدت إلى مقتل وجرح جنود إسرائيليين، ما دفع الجيش الإسرائيلي لإصدار أوامر لإخلاء منطقتين في شمال القطاع تمهيداً لتوسيع عملياته الحربية، بينما هدد رئيس الأركان الإسرائيلي ب«توسيع» الهجوم على غزة إذا لم يتم إحراز تقدم بشأن الرهائن وسط تصاعد التحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية، في حين أقر تحقيق للجيش الإسرائيلي بمقتل موظف أممي بنيرانه الشهر الماضي في غزة. وبموازاة ذلك رفضت المحكمة الجنائية الدولية تعليق مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت.
وواصل الجيش الإسرائيلي، لليوم ال38 على التوالي منذ استئناف عدوانه على قطاع غزة، هجماته الوحشية التي تستهدف النازحين والمدنيين في مختلف أنحاء القطاع، وسط تصاعد التحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية.
وشملت الاعتداءات قصف أحياء سكنية ونسف منازل فوق رؤوس قاطنيها، خصوصاً في حي التفاح بمدينة غزة، حيث أكد الدفاع المدني عجز طواقمه عن الوصول إلى عدد من الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض، مطالباً الصليب الأحمر الدولي بتكثيف جهود التنسيق مع القوات الإسرائيلية للسماح بإنقاذ المدنيين العالقين. واستمرت آلة الحرب الإسرائيلية في قصفها لمناطق متفرقة، حيث نُفذت عمليات نسف لمنازل سكنية شمال مدينة رفح وأخرى في المناطق الشرقية من مدينة غزة، فيما استهدفت طائرات إسرائيلية مباني في مواصي خان يونس وشمال رفح، موقعة دماراً هائلاً.
وجددت الطائرات الإسرائيلية قصفها مساء أمس الخميس لمناطق مختلفة من قطاع غزة ما أسفر عن عدد من القتلى والجرحى وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل جندي وإصابة 7 آخرين على الأقل في «حدث أمني صعب» في قطاع غزة، مع سماع دوي انفجارات كبيرة ومتتالية، مشيرة إلى أن الحدث الأمني يتعلق بلواء المدفعية والفرقة ال36 وهدد رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية إيال زامير ب«توسيع» الهجوم على قطاع غزة في حال لم يتم إحراز تقدم بشأن الرهائن وقال زامير خلال جولة قام بها لتقييم الوضع داخل قطاع غزة: «في حال لم نرَ تقدماً في إعادة المحتجزين في الفترة المقبلة، سنوسع نشاطاتنا إلى خطوة أوسع وأكثر أهمية».
كما أفادت المواقع الإسرائيلية بدء المروحيات بنقل المصابين من غزة بعد التبليغ عن حدث أمني صعب وكان الجيش الإسرائيلي أصدر مساء أمس الخميس أمر إخلاء لسكان منطقتي بيت حانون والشيخ زايد شمال غزة استعداداً لهجوم واسع، وحذر الجيش الإسرائيلي من نية «حماس» تصعيد الوضع من خلال شن هجمات مماثلة للهجوم الذي وقع يوم السبت الماضي والذي قُتل خلاله جندي. وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أمس الخميس، أن «المستشفيات استقبلت في الساعات الماضية 50 قتيلاً، بينهم قتيلان جرى انتشالهما من تحت الأنقاض، إضافة إلى 152 مصاباً نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل» وبذلك ارتفعت حصيلة الضحايا في قطاع غزة منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023 إلى 51355 قتيلاً و117248 مصاباً». ومنذ 18 مارس 2025 وحتى مساء أمس بلغت الحصيلة 1978 قتيلاً و5207 مصابين، في ظل استمرار الانتهاكات وغياب أفق لوقف الحرب، ما ينذر بكارثة إنسانية وصحية متفاقمة في القطاع المحاصر.
من جهة أخرى، يتفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة يوماً بعد يوم، وسط صمت دولي وعجز المنظمات الإنسانية عن الوصول الكامل للمتضررين، بينما يستمر الجيش الإسرائيلي في ارتكاب انتهاكات بحق المدنيين العزل.
في غضون ذلك، أفرجت إسرائيل أمس الخميس عن 12 أسيراً فلسطينياً من قطاع غزة بينهم سيدتان، تم نقلهم عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع.
رفضت المحكمة الجنائية الدولية طلب إسرائيل تعليق تنفيذ مذكرتي الاعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، وذلك في إطار التحقيقات المتعلقة بتهم ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة. وبحسب صحيفة “إسرائيل هيوم”، اعتبرت المحكمة أن الطلب الإسرائيلي لا يستدعي التعليق على مذكرات الاعتقال أو أي خطوات قضائية لاحقة. وفي تعليق له على القرار، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بأن “أوامر الاعتقال من المحكمة الجنائية الدولية غير قانونية وباطلة”. وأضاف: “إسرائيل ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية ولم تكن أبدا طرفا في ميثاق روما”. إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، أن النتائج الأولية لتحقيق أجراه بشأن مقتل موظف في الأمم المتحدة في وسط قطاع غزة الشهر الماضي خلصت إلى مقتله بنيران إحدى دباباته وقال الجيش في بيان بشأن الحادثة التي وقعت في 19 آذار/مارس وفقاً للتحقيق: «حتى الآن، تشير المراجعة التي أجريت إلى أن الموت ناتج عن نيران دبابة لقوات من الجيش الإسرائيلي كانت تعمل في المنطقة».
(وكالات)
0 تعليق