* أي عمل مسرحي يحمل بصمته الثقافية ويعبر عن مدرسة أداء
الفجيرة: «الخليج»
أشاد د.عادل سعيد أستاذ الدراما الكرواتي من أصل مصري بمهرجان الفجيرة للمونودراما، معتبراً أنه يتفوق على المهرجانات المسرحية العالمية في كثير من الجوانب، وأنه يسهم في مزيد من التعريف بالإمارات ومقوماتها الثقافية والسياحية.
وقال سعيد لـ«الخليج» على هامش المهرجان إن هذا الحدث يمثل فرصة للتقارب بين المتخصصين وتبادل الخبرات، مشيراً إلى اهتمامه بالعمل مع المواهب الجديدة والطلاب المبتدئين وفق منهج أوروبي مشترك يختصر مراحل متعددة في تأسيس كوادر المسرح.
وإلى نص الحوار..
-أنت كرواتي ومشترك في مهرجان الفجيرة بعرض إسباني هو «رثاء ميديا»، كيف ذلك ؟
* هذا مشروع أوروبي أعده أساتذة الدراما والمسرح المتقاعدون ذوو الخبرة الكبيرة والمعرفة بالتجربة الحديثة في أوروبا. المشروع يقوم على اكتشاف المواهب الفنية من المخرجين والممثلين والعروض المميزة من الهواة والمحترفين في المناطق النائية ثم إعدادهم أكاديمياً وتدريبهم علي المدارس الحديثة في الأداء لرفع المستوي الفني الى درجة الاحتراف بالتركيز على موضوعات مثل التطوير الدرامي والأداء ثم نقل أعمالهم المتميزة الى دول العالم لتسهيل انتشارهم دولياً واكتسابهم الخبرات والثقافات المختلفة. هذا العام رشحنا أكثر من عرض من بولندا وكرواتيا واليونان وإسبانيا لمهرجان الفجيرة واختارت لجنته عرضي اليونان وإسبانيا للاشتراك في المسابقة الرسمية. وهنا أود اختيار عرض مشترك في الموضوع وهو «أسطورة ميديا»، لأنه يدل علي اهتمام ووعي اللجنة لأن العرضين مختلفان تماماً رغم الاشتراك في الفكرة. وبهذا يتحقق هدف المهرجانات الدولية، وهو اكتساب الخبرات و التجارب الحديثة العالمية.
- إلى أي حد يحقق مهرجان الفجيرة هذا الهدف؟
* أي عمل مسرحي يحمل بصمته الثقافية القومية وكذلك يعبر عن مدرسته في الأداء، ومهرجان الفجيرة للمونودراما من أكبر المهرجانات المسرحية في المنطقه العربية وعروضه كلها تحمل بصمة الثقافة العربية ومدارسها القومية. وكذلك العروض الأجنيبة، كل منها يحمل ثقافة بلده ومنطقته، وهنا يتعرف المتلقون من الجمهور والفنانين والأدباء وكل المتخصصين العرب الى الثقافات الأجنبية والحالة المسرحية وطرق الأداء والتجربة وطريقة التناول وهذا يثري الموهبة و الإبداع وخيال الفنان، وبهذا يساير ركب التطور والانتشار.
- كيف ترشحون العروض في أوروبا للمهرجانات ؟
* الشرط الوحيد أن تكون الحالة المسرحية عميقة والأداء راقياً وسلساً ومعبراً والمعالجة الدرامية تحمل فكراً جديداً..
هل هناك شروط أخرى مثل السن أو الموضوع ؟
*لا توجد أي شروط من هذا القبيل، ولكن أراعي بصفتي مسلماً ومن أصل عربي ألا يتعارض الموضوع والتناول والمعالجة مع قيمنا القومية والدينية والأخلاقية في حالة الترشيح لمهرجانات في منطقتنا العربية.
- أنت أستاذ في أكاديميات أوروبية عدة، ما هو منهجك الدراسي وإلى أي مدرسة تنتمي ؟
* دراستي للدراما في إيطاليا فرضت علي معرفة الفروق بين الإخراج الأوبرالي والمسرحي والسينمائي، فالدراما أساس كل عمل فني. وبعد انتهاء الدراسة حصلت علي الماجستير في الدراما الحركية، أو كما يقولون عنها الآن Physical Twitter أو «مسرح الجسد» وذلك كان في مطلع التسعينات من القرن الماضي مع انتشارالشكل الجديد للأداء بفضل ييجي غروتوفسكي المؤسس للمسرح التعبيري الفقير.
يركز أسلوبي في العمل مع الطلاب دائماً عليهم أنفسهم وتطوير المهارات التي أعتقد أنهم يمتلكونها فطرياً، ولكن هناك بعض العوائق النفسية أمام تطويرهم لتلك المهارات.
لذلك، أعمل مع الطلاب على ثلاث مراحل.
الأولى: التغلب على العوائق النفسية، تنمية الخيال (تعلم الحلم).
الثانية: تدريس المهارات العملية وفقاً للمدارس التالية: كوميديا ديل آرتي. باوهاوس. مسرح غروتوفسكي. تحليل الحركة: لابان.
الثالثة: الدراما (اكتشافها في الصمت والصوت والحركة):
الرابعة: مشاهد عملية. وتتضمن تسجيل بعض الدروس وورش العمل لتوفير مواد لتحليل المهارات والأداء. يهدف التحليل إلى مساعدة الطلاب على تطوير مهاراتهم وفي الوقت نفسه إجراء تدريب على العروض السينمائية والإذاعية.
- ما انطباعك عن مهرجان الفجيرة ؟
* انتابني إحساس بالفخر والاعتزاز؛ لأن المهرجان في مصاف المهرجانات العالمية، بل يتفوق عليها من حيث الإبهار في العروض، وأعداد المشاركين وتنوعهم، وفلسفة المكان والتعرف الى الفجيرة وتشجيع السياحة بها. وبالفعل زوجة أحد الزملاء طلبت منه قضاء أقرب عطلة هنا.
وأشاد كل الآتين معي بمستوي المهرجان فنياً وتنظيمياً وإعلامياً ووصوله إلى المتخصصين في الغرب.
وأنتهز هذه الفرصة لأحيي وأشكر كل العاملين والمسؤولين والفنيين الذين سهروا الليالي في إعداد وتحضير المسارح وأعضاء اللجان، وقبلهم قيادة الإمارات التي توفر كل وسائل الراحة والتطور والمعرفة لشعبها.
0 تعليق