الشارقة: أحمد صالح
في 14 أبريل عام 1912، بدأت أحداث غرق أكبر سفينة عرفها التاريخ والتي غرقت بالكامل في صباح اليوم التالي 15 من نفس الشهر.. تيتانيك.. وهي سفينة ركاب إنجليزية عملاقة عابرة محيطٍ منتظمة، كانت مملوكة لشركة وايت ستار لاين، تم بناؤها في حوض هارلاند آند وولف لبناء السفن في بلفاست عاصمة أيرلندا الشمالية، كانت تيتانيك أكبر باخرة نقل ركاب في العالم صنعت في ذلك الوقت.
كان أول إبحار لها في 10 أبريل 1912 من لندن إلى نيويورك عبر المحيط الأطلسي وبعد أربعة أيام من انطلاقها في 14 أبريل 1912 اصطدمت الباخرة بجبل جليدي قبل منتصف الليل بقليل، ما أدى إلى غرقها بالكامل بعد ساعتين وأربعين دقيقة من لحظة الاصطدام في الساعات الأولى ليوم 15 أبريل 1912، كان على متن الباخرة 2.223 راكباً، نجا منهم 706 أشخاص فيما لقي 1.517 شخصاً حتفهم.
والسبب الرئيسي لارتفاع عدد الضحايا يعود لعدم تزويد الباخرة بالعدد الكافي من قوارب النجاة للمسافرين الذين كانوا على متنها، حيث احتوت على قوارب للنجاة تكفي لـ1187 شخصاً على الرغم من أن حمولتها القصوى تبلغ 3547 شخصاً، غرق عدد كبير من الرجال الذين كانوا على ظهر تيتانيك بسبب سياسة إعطاء الأولوية للنساء والأطفال في عملية الإنقاذ.
وقد صُممت سفينة تيتانيك وصنعت على أيدي أمهر المهندسين وأكثرهم خبرة، واستخدم في بنائها أكثر أنواع التقنيات تقدماً حينذاك، وكان غرقها صدمة كبرى للجميع حيث إنها مزودة بأعلى معايير السلامة.
معايير التفوق
تفوقت تيتانيك على منافساتها من حيث الفخامة والترف، حيث كانت الدرجة الأولى منها تحتوي على حوض سباحة وصالة رياضية وملعب اسكواش وحمام تركي وحمام كهربائي ومقهى ذي شرفة. وكانت غرف الدرجة الأولى مزينة بتلابيس الخشب المزخرف والأثاث باهظ الثمن وزخارف أخرى. بالإضافة إلى ذلك وفر مقهى باريسي لركاب الدرجة الأولى مطبخاً مع شرفة مشمسة مزينة بالأزهار. بالإضافة إلى ذلك كان هناك مكتبات ومحال الحلاقة لركاب الدرجتين الأولى والثانية، أما غرف الدرجة الثالثة فقد كانت مزينة بخشب الصنوبر واحتوت على أثاث مصنع من خشب الساج الصلب.
واحتوت السفينة على أحدث التقنيات المتوفرة في ذلك الوقت، فقد كان هنالك ثلاثة مصاعد كهربائية في الدرجة الأولى وواحد في الدرجة الثانية واحتوت أيضاً على نظام كهربائي شامل مع مولدات كهربائية بخارية ومصابيح كهربائية في أرجاء السفينة وجهازين لاسلكيين قدرة كل منهما 1500 واط، يعمل على تشغيلهما شخصان بنظام التناوب، مما يضمن اتصالاً ثابتاً وإيصال الرسائل الصوتية للركاب في أي وقت، قام ركاب الدرجة الأولى بدفع مبلغ ضخم لأجل هذه المرافق، فتكاليف الرحلة لأفضل جناح على متن السفينة باتجاه واحد عبر المحيط الأطلسي كانت تصل إلى 4,350 دولاراً (أكثر من 95,860 دولاراً في عام 2008) أما تكاليف باقي الغرف فقد بلغت 150 دولاراً لغرف الدرجة الأولى و60 دولاراً لغرف الدرجة الثانية و40 دولاراً لغرف الدرجة الثالثة.
حمولة تيتانيك
تم تجهيز تيتانيك بالغذاء والتجهيزات بصورة جيدة.
على الرغم من أن سفينة تيتانيك كانت في المقام الأول على الخطوط المنتظمة لنقل الركاب، فقد حملت أيضاً كمية كبيرة من البضائع وأشارت تسمية لها باعتبارها سفينة البريد الملكية التي حملت البريد بموجب عقد مع البريد الملكي (وكذلك بالنسبة للولايات المتحدة إلى مكتب الوزارة) خصص حجم 26,800 قدم مكعب من المساحة في العنابر لتخزين الطرود والرسائل والسبائك والعملات وغيرها من الأشياء الثمينة وكان يشرف على مكتب البريد في الطابق G البحري خمسة كتّاب بريد (ثلاثة أمريكيون واثنان من البريطانيين) وكانوا يعملون 13 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع، يقومون بفرز ما يصل إلى 60000 وحدة يومياً وقد جلب ركاب السفينة معهم كمية كبيرة من الأمتعة، واتخذت آخر 19455 قدماً مكعباً من المساحة لخزن أمتعة الدرجة الأولى والدرجة الثانية وبالإضافة إلى ذلك، كان هناك كمية كبيرة من البضائع العادية، بدءاً من الأثاث والمواد الغذائية وحتى السيارات.
سفينة الأثرياء
ضمت سفينة تيتانيك على ظهرها نخبة من أثرياء إنجلترا وأمريكا وكان من ضمن هؤلاء الأثرياء بل أثراهم جميعاً الكونيل جون جاكوب آستور، البالغ من العمر 47 عاماً وهو حفيد عائلة آستور الألمانية الشهيرة بتجارة الفِراء وقد مثّل جون بنشاطه التجاري الضخم امتداداً لهذه التجارة إلى جانب امتلاكه لعدد من الفنادق العالمية وفي هذه الفترة من الزمان كان آستور هو موضع أحاديث كثيرة خاصة في المجتمع الإنجليزي بعد الفضيحة الكبيرة التي تعرض لها فقد طلقته زوجته وتزوج بعد ذلك من فتاة صغيرة من نيويورك في عمر أحفاده فكانت تبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً وخلال هذه الرحلة كان آستور وزوجته الحامل مادلين، في طريقهما إلى نيويورك بعد رحلة شتوية قاما بها في مصر وأوروبا لكنهما اختصرا جزءاً من زيارتهما لأوروبا وقررا العودة سريعاً للإقامة في أمريكا بعد حملة التشنيعات التي واجهها آستور خلال إقامته في أوروبا، كما ضمت نخبة الأثرياء بنجامين جاجنهيم سليل عائله جاجنهيم الأمريكية ذات النشاط التجاري الضخم في استخراج المعادن.
كما كان هناك الثري المعروف ازيدور ستروس وزوجته وازيدور، هو صاحب أكبر مجمع تجاري في العالم (ميكيز) وبجانب هذه المجموعة السابقة والتي تُمثّل أثرى أثرياء العالم كان هناك مجموعة أخرى من الأثرياء ولكن بدرجة أقل قليلاً مثل الوجيه الأمثل آرثر ريرسون وجون ثاير مساعد رئيس هيئة السكك الحديدية بولاية بنسلفانيا وتشارلز هايز رئيس مجموعة الشاحنات الكندية وهاري مولسن سليل إحدى العائلات الثرية بمونتريال والتي تعمل في مجال البنوك ومن أبرز طبقات المجتمع الإنجليزي كان هناك سيركوزمو وزوجته ليدي دوف جوردن وكوزمو هو أمير إنجليزي ينتمي للعائلة المالكة أما زوجته دوف فهي مصممة أزياء شهيرة وصاحبة أكبر مجلات للأزياء في فرنسا والولايات المتحدة.
وكان من الممكن أن تضم قائمة المسافرين على السفينة مجموعه أخرى من الأثرياء والشخصيات البارزة لولا تخلفهم عن السفر، فقد تخلف عن السفر الثري المعروف ج.ب مورجان لسوء حالته الصحية، كما تخلف عن السفر فانديربلت وزوجته ومن عجب أنهما تخلفا عن السفر في آخر لحظه قبل إبحار السفينة وبعد صعودهما بالفعل إلى السفينة هما وخادمهما الخاص.
وعلى متن سفينة «تيتانيك» كان العشرات من المسافرين العرب، جزء كبير منهم لبنانيون وكان هناك من يحمل الجنسية المصرية واسمه «حمد حسب» والذي تمكن من النجاة بحياته بعد أن ركب قارب النجاة رقم 3ن، حيث تم إخلاؤهم بالسفينة كارباثيا وأسماؤهم واردة في اللائحة الرسمية للركاب الذين لا يوجد إلى الآن تصنيف لهم بحسب الجنسيات.
اللبناني الوحيد الذي كان على متن «تيتانيك» من دون أن يكون من ركابها، كان في الحقيقة أحد أفراد طاقمها المكون من 899 شخصاً، واسمه إبراهام منصور مشعلاني وهو مولود في 1860 في لبنان وكان حاصلاً على الجنسية البريطانية ومسؤولاً في السفينة عن قسم الطباعة، حيث يشرف على طباعة لوائح الطعام والبطاقات الشخصية لمن يرغب، وعلى نشرة كانت صحيفة يومية تنشر أخبار السفينة ونشاطاتها يوماً بيوم، وقضى مشعلاني غريقاً مع 1516 غريقاً آخرين.
موكب السعادة
كما بدأت السفينة تيتانيك رحلتها بالفرح والأمنيات السعيدة، استمرت رحلتها عبر المحيط على هذا النحو لأربعة ليالٍ كاملة.
وصدرت إشارة مرسلة من قبل عامل التلغراف اللاسلكي في تيتانيك جاك فيليبس، في 15 أبريل 1912 يقول فيها: نحن نغرق وتم وضع الركاب في قوارب النجاة وفي هذا اليوم وهو اليوم الخامس من رحلة السفينة بدأت المخاطر تتربص بالسفينة العملاقة ومن عليها من سادة القوم فمنذ ظهيرة ذلك اليوم حتى آخره، تلقت حجرة اللاسلكي بالسفينة رسائل عديدة من بعض السفن المارة بالمحيط ومن وحدات الحرس البحري، تشير إلى اقتراب السفينة من الدخول في منطقة مياه جليدية مقابلة للساحل الشرقي لكندا وعلى الرغم من هذه الرسائل العديدة التي تلقتها السفينة، لم يبدِ أحد من طاقمها وعلى الأخص كابتن سميث، أي اهتمام، حتى إن عامل التلغراف اللاسلكي قد تلقى بعض الرسائل ولم يقم بإبلاغها إلى طاقم السفينة لعدم اكتراثهم بها.
لكنه بعد حلول الظلام وبالتحديد في الساعة التاسعة مساء من نفس هذا اليوم، بدأت درجة الحرارة في الانخفاض بشكل ملحوظ، مما جعل كابتن إدوارد جون سميث يدرك أن السفينة تقترب بالفعل، من منطقة جليدية، لكنه على الرغم من ذلك لم يبدِ اهتماماً كبيراً لهذا الأمر، فكل ما قام به هو إعطاء الأوامر بتفقد خزانات المياه، خوفاً من أن تكون المياه قد تجمدت بها، كما بلَّغ مراقب السفينة، فريدريك فليت، بتشديد الرقابة والإبلاغ عن أي كتل ثلجية ضخمة قد تتراءى له، ثم دخل كابتن سميث حجرته لينام وفي الحقيقة أن كابتن سميث رغم خبرته الطويلة، قد وقع في خطأ كبير بهذا التصرف، ربما لثقته البالغة بسفينته العملاقة وخبرته الطويلة، فهو لم يفكر إطلاقاً في إنقاص سرعة السفينة حيث كانت تنطلق في هذا اليوم بأقصى سرعتها، كذلك نسي كابتن سميث أن كتل الجليد الضخمة قد تفاجئ سفينته في لحظات، فقد كانت الرؤية في هذه الليلة غير قمرية، غاية في الصعوبة، حتى إن الأفق لم يكن واضحاً على الإطلاق.
جبل الجليد
في حوالي منتصف تلك الليلة وبينما كان فريدريك فليت وهو مراقب السفينة يتناول بعض المشروبات الدافئة لعلها تزيل عنه البرد القارص في هذا الوقت، فجأة رأى فليت خيالاً مظلماً يقع مباشرة في طريق السفينة وفي ثوانٍ معدودة، بدأ هذا الخيال يزداد بشكل ملحوظ حتى تمكن فليت من تحديده على أنه جبل جليدي، فقام فليت بسرعة بإطلاق جرس الإنذار عدة مرات لإيقاظ طاقم السفينة، كما قام بالاتصال بالضابط المناوب وأخبره بوجود جبل من الثلج يقع مباشرة في اتجاه السفينة، حيث قام بسرعة وأمر بتغير اتجاه السفينة ثم بإيقاف المحركات.
ولكن لم يكن هناك أي فرصة لتجنب الاصطدام، فارتطم جبل الثلج بجانب السفينة ومن الغريب أن هذا التصادم لم يكن ملحوظاً أو مسموعاً بدرجة واضحة، حتى إن باقي أفراد طاقم السفينة قد ظنوا أنهم نجحوا في تغيير المسار وتجنب الاصطدام ومع حدوث هذا التصادم، تساقطت كتل كبيرة من الثلج على ظهر السفينة وعلى الرغم من ذلك لم تهتز السفينة إلا هزة بسيطة كانت غير ملحوظة، لكنها انزلقت قليلاً من الخلف وبعد عدة دقائق توقفت السفينة تماماً عن الحركة.
ولم يشعر معظم ركاب السفينة بأن سفينتهم العملاقة قد اصطدمت بأي شيء، فإلى جانب أن التصادم كان غير مسموع بدرجة كافية، كان معظم المسافرين داخل حجراتهم، في هذه الليلة الباردة، بل إن الكثيرين منهم كانوا قد استغرقوا في النوم.
وبعد توقف السفينة عقب حدوث التصادم، اكتشف الفنيون حدوث شرخ بجانب السفينة تسللت منه المياه وغمرت خمسة أقسام من الستة عشر قسماً بأسفل السفينة، كما توقفت الغلايات عن العمل تماماً وامتلأت أيضاً حجرة البريد بالمياه، التي طفت فوقها عشرات الخطابات، مما يشير إلى كارثة وأن غرق السفينة تيتانيك أمر مُحَتَّم.
إخلاء السفينة
لم يحاول كابتن إدوارد جون سميث تفسيراً لما حدث، لكنه تصرف بطريقة عملية فأعطى أوامره في الحال بإيقاظ جميع الركاب لإخلاء السفينة وإعداد قوارب النجاة، كما أمر بإرسال نداء الاستغاثة (SOS).
ولكن كانت هناك مشكلة أخرى واجهت سميث، فعدد ركاب السفينة هو 2201 راكب، بينما عدد قوارب النجاة الموجودة بالسفينة لا تكفي حمولتها جميعاً إلا لنقل 1100 راكب وكانت هذه الحقيقة غائبة تماماً عن ركاب السفينة، الذين خرجوا من حجراتهم إلى ظهر السفينة في هدوء تام وعدم اكتراث، بل إن بعضهم خرج يغني ويمزح وكأنهم يسخرون من هذا الموقف، فهم لا يزالون يعتقدون أنهم على ظهر السفينة العملاقة التي لا يمكن أن تغرق.
وبدا ركاب السفينة والذين ظهر بعضهم بثياب النوم يرتدون سترات النجاة، ثم أخذوا يصعدون قوارب النجاة تحت تعليمات كابتن سميث، الذي أمر بإخلاء السفينة من النساء والأطفال أولاً، على أن يذهب الرجال بعد ذلك إلى قوارب النجاة إذا توفر لهم أماكن بها.
وفي الحقيقة أن بعض الركاب لم يكن يريد الدخول إلى قوارب النجاة، فكانت السفينة العملاقة لا تزال مطمئنة بالنسبة لهم عن قوارب النجاة الصغيرة، حتى إن بعض البحارة قد أخذ يزج بعضاً منهم إلى القوارب، فقد كانوا مدركين تماماً للكارثة التي تنتظرهم، كما اضطر البحارة أمام رفض بعض الركاب إلى إنزال بعض قوارب النجاة إلى المياه وهي غير مملوءة عن آخرها، فلم يكن هناك أي وقت للتأخير والمماطلة. وكان ركاب الدرجة الثالثة من الفقراء هم آخر من وصل إلى قوارب النجاة حيث يقيمون بالحجرات السفلى من السفينة، بل إن بعضهم ظل منتظراً بأسفل السفينة لا يدري ماذا يفعل، على الرغم من علمهم بوجود محنة على ظهر سفينتهم.
بريق الأمل
في نفس الوقت بدأ عامل اللاسلكي بالسفينة يرسل نداءات متكررة للاستغاثة، وإن كانت بعض السفن قد التقطت هذه النداءات إلا أنها كانت لا تزال بعيدة جداً عن السفينة فكانت كل هذه النداءات دون أي جدوى، ولكن ظهر للسفينة أمل جديد، فعلى بعد عشرة أميال فقط كانت هناك سفينة أخرى هي السفينة إس إس كاليفورنيان والتي كان من الممكن أن تصل إلى السفينة المنكوبة في دقائق وتقوم بإنقاذ ركابها من الكارثة التي تهددهم، ولكن لسوء الحظ لم يصل للسفينة كاليفورنيان أي نداء استغاثة من النداءات المتكررة التي ظلت ترسل بها تيتانيك.
الناجون والضحايا
أعداد ضحايا غرق السفينة غير واضحة وذلك بسبب عدد من العوامل، بما في ذلك التباس حول لائحة الركاب والتي شملت بعض أسماء الأشخاص الذين ألغيت رحلتهم في اللحظة الأخيرة والحقيقة أن عدداً من الركاب سافر تحت أسماء مستعارة لأسباب مختلفة كما أن عدد القتلى تراوح بين 1490 و1635 شخصاً والأرقام المتوفرة هي من المجلس البريطاني لتقرير الكارثة.
وقد نجا أقل مِن ثلث مَن كانوا على متن تيتانيك عند وقوع هذه الكارثة، توفي بعض الناجين بعد ذلك بوقت قصير بسبب الإصابات وآثار التعرض للتسبب في وفاة العديد من الأشخاص الذين تم جلبهم إلى متن كارباثيا.
وتشير الأرقام إلى خلافات حادة في معدلات البقاء على قيد الحياة لفئات مختلفة على متن السفينة وعلى الرغم من فقدان 3% فقط من الدرجة الأولى نساء، توفي 54% من هؤلاء في الدرجة الثالثة. وبالمثل نجا خمسة من بين ستة من الدرجة الأولى وجميع الأطفال من الدرجة الثانية ولكن 52 من 79 هلك من الدرجة الثالثة ومن بين الناجين ميلفينا دين من إنجلترا والتي كان عمرها فقط تسعة أسابيع وكانت أصغر الركاب، توفيت عن عمر97 عاماً في 31 مايو 2009.
وكانت مارغريت براون سيدة أمريكية من ذوي الطبقات الاجتماعية البارزة في أمريكا وهي إحدى الناجيات من سفينة تيتانيك.
المظاهرات تجتاح لندن
شهدت لندن ضجة كبرى بعد هذا الحادث المروع، ففي 27 أبريل سنة 1912م قام 1500 من البريطانيين بمظاهرة ضخمة في أحد ميادين العاصمة احتجاجاً على غرق السفينة الأسطورية والذي راح ضحيته أكثر من 1400 راكباً، فنددوا بجميع المسؤولين عن هذه الكارثة، وطالبوا بإجراءات أمن حاسمة لضمان سلامة المسافرين بالسفن بعد ذلك.
حقائق بالأرقام
- إنقاذ 706 ركاب من ركاب السفينة الأسطورة البالغ عددهم 2223 راكباً، بعد غرق السفينة أثناء رحلتها من إنجلترا إلى الولايات المتحدة.
- حملت تيتانيك 900 طن من الأمتعة والبضائع.
كان استهلاك تيتانيك اليومي من ماء الشرب 14000 غالون.
- استهلاك الفحمِ اليومي: 825 طن.
- صُممت تيتانيك لحمل ما مجموعه 48 قارب نجاة.
- حملت تيتانيك 20 قارب نجاة، كما حملت 3560 سترة نجاة صنعت من الجنفاص والفلين.
أدب وسينما
في 1898 (14 سنة قبل مأساة تيتانيك)، كتب مورغان روبرتسون رواية أطلق عليها اسم العبث Futility، كانت هذه الرواية الخيالية تدور حول اصطدام أضخم سفينة بنيت على الإطلاق بجبل جليدي وغرقها في المحيط الأطلسي في ليلة باردة من ليالي أبريل كان اسم السفينة في الرواية «تايتان» واعتبرها في بداية الرواية غير قابلة للغرق.
وفي عام 1997 تم إنتاج فيلم سينمائي عن هذه المأساة التي حدثت للسفينة وهو فيلم «تيتانيك» من بطولة ليوناردو دي كابريو وكيت وينسليت ومن إخراج جيمس كاميرون.
0 تعليق