تشهد سلطنة عمان، اليوم السبت، انطلاق مباحثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، في محاولة جديدة لإحياء جهود التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، وسط أجواء مشوبة بالتفاؤل الحذر، وأكدت طهران أنها تسعى إلى «اتفاق واقعي وعادل»، فيما أكد الاتحاد الأوروبي الخيار الدبلوماسي.
وأكد علي شمخاني، المستشار الحالي للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أن طهران تسعى إلى «اتفاق واقعي وعادل»، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الإيراني يتوجه إلى عمان ب«كامل الصلاحيات» لإجراء المفاوضات.
وأضاف عبر منصة «إكس»، أن «مقترحات مهمة وقابلة للتنفيذ جاهزة»، داعياً واشنطن إلى الدخول في الاتفاق ب«صدق».
وتأتي هذه الجولة من المفاوضات في وقت لوّح فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجدداً بالخيار العسكري ضد إيران، قائلاً إن الولايات المتحدة «لن تتردد في التدخل إذا لزم الأمر». في المقابل، هددت طهران باتخاذ «إجراءات رادعة» قد تصل إلى طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأمر الذي وصفته الخارجية الأمريكية بأنه «تصعيد خطر وخطأ في الحسابات».
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن بلاده ستمنح «فرصة حقيقية» للدبلوماسية، لكنها تراقب نوايا واشنطن ب«يقظة تامة». وأضاف أن على الولايات المتحدة «أن تقدّر هذا القرار» رغم الخطاب العدائي المتصاعد من جانبها.
وحذرت إيران من تكرار أخطاء الماضي، مشددة على ضرورة بناء الثقة مع واشنطن قبل اتخاذ أي خطوات لاحقة.
وقال بقائي إن طهران «لن تصدر أحكاماً مسبقة»، مضيفاً: «نعتزم تقييم نوايا الطرف الآخر وجديته، وتعديل خطواتنا بناء على ذلك».
وتشارك في المحادثات وفود يقودها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، عبر وساطة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، وفق وكالة «تسنيم» الإيرانية.
ورغم العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن على برنامج إيران النووي وشبكاتها النفطية، قال محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إن بلاده «ماضية قدماً» رغم تلك الضغوط.
وتسود حالة من الجدل داخل إيران بشأن فاعلية هذه المباحثات. فبينما رحبت صحف إصلاحية بالخطوة باعتبارها فرصة لتحسين العلاقات وجذب الاستثمارات، عبّرت وسائل إعلام محافظة عن حذرها، مشيرة إلى أن «التفاوض مع عدو لا يزال يفرض العقوبات أثبت فشله».
من جانبه، شدد الاتحاد الأوروبي على أهمية المسار الدبلوماسي، وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية أنور العنوني، إن «كل تطور يزيد من فرص التوصل إلى حل دبلوماسي يمضي في الاتجاه الصحيح».
بدورها، حضت ألمانيا، إحدى الدول الأطراف في اتفاق عام 2015 بشأن برنامج إيران النووي، طهران وواشنطن على التوصل إلى «حل دبلوماسي» خلال مباحثات سلطنة عمان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية كريستيان فاغنر «نحتاج إلى حل دبلوماسي»، معتبراً أن «وجود قناة للحوار بين إيران والولايات المتحدة هو تطور إيجابي».
وأضاف أن ألمانيا «ما زالت تشعر بقلق بالغ بشأن البرنامج النووي الإيراني». وتابع: «أصبح من الضروري إيجاد حل لهذه القضية». (وكالات)
0 تعليق