فيديو | أسيل السعيد.. راقصة تنورة تنافس مهارة الرجال

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ارتداء زيّ وزنه 7 كجم

إمساك 7 دفوف باليدين والأسنان

حوار: مها عادل

«التنورة» رقصة مصرية عريقة، إيقاعية تؤدى بشكل جماعي أو فردي، وتتكون من حركات دائرية، ويشتهر بأدائها الرجال منذ نشأتها منذ أكثر من 500 عام، حيث استخدمتها الفرق الصوفية للتعبير عن ارتقاء الروح عن الجسد، وتقوم فكرة التنورة على الدوران حول النفس كأن الراقص يحتفي بالكون وبدورة الحياة.
وانحصر أداء هذا الفن التقليدي الروحاني على الراقصين من الرجال فقط، فقد تعودنا أن نشاهد راقص التنورة شاباً طويل القامة مفتول العضلات قوي البنية ليستطيع التحكم في اتزان جسده أثناء الدوران السريع، وحمل الزيّ الذي يصل وزنه أحياناً إلى 7 كيلوجرامات (حسب نوع القماش)، واستعمال عضلات يده وأصابعه في الإمساك بعدد كبير من الدفوف في وقت واحد ليدور بهم ويُبهر المشاهدين.
ولكن يبدو أن هناك اختراقاً أنثوياً قادماً بقوة في هذا المجال الفني التراثي الشهير؛ حيث تعتبر الفتاة المصرية أسيل السعيد التي لم تكمل العشرين عاماً، وتعيش في الإمارات منذ الصغر، نموذجاً لقدرة الشغف والإرادة على كسر الثوابت وتغيير المألوف.
أسيل السعيد، راقصة تنورة صغيرة السن والحجم، ولكنها كبيرة في الموهبة والإتقان والحرفية، شاهدتها تقدم أحد عروض التنورة في أحد المتنزهات بالإمارات وسط إعجاب وانبهار الحضور ببراعتها، وتزيد الدهشة ومعدلات التصفيق بمجرد أن يكتشف الحضور أنها فتاة ترقص التنورة.

تحدثنا أسيل السعيد الطالبة بالمرحلة الثانوية عن بداية علاقتها بالتنورة قائلة: بدأت الاهتمام برقص التنورة من عمر 6 سنوات؛ حيث كنت أرى خالي راقص التنورة المحترف يؤديها أمامي، وكانت عيناي تتعلق بردائه المزركش الذي يطير من حولي، ويزيدني إعجاباً وإبهاراً، وبالفعل طلبت منه أن يعلّمني أصول التنورة، ومن هنا بدأت رحلتي مع ممارسة هوايتي وشغفي بهذه الرقصة الإبداعية التي ترتبط بالثقافة المصرية.
وتضيف: «إجادة التنورة تحتاج مني إلى الكثير من التدريبات والعمل والجهد والمواظبة على التمرينات، حتى أحافظ على لياقتي البدنية، فلديّ روتين تدريب يومي أقوم به في حالة عدم ارتباطي بتقديم عروض حية، ولكن في حالة وجود عروض أحتاج إلى أيام من التدريبات المتواصلة قبلها.
وتطلعنا على أهم الصعوبات التي تواجهها في أداء الرقصة وتقول: «رداء التنورة في حد ذاته ثقيل، ويحتاج إلى حرص وجهد وممارسة حتى أستطيع التحكم فيه وتدويره بدقة، فالرداء يتكون من قطعتين؛ الأولى هي السفلى وتسمى «الأرضية»، أما الجزء العلوي فيسمى «الفانوس»؛ لأنه يتم تدويره عالياً ليغطي الرأس، وينقسم إلى طبقتين، ويشكل ما شبه شكل الفانوس».
وتتابع: «الآلات المستخدمة هي 6 من الدفوف التي أبذل مجهوداً كبيراً في الإمساك بها بيدي وأسناني وأحافظ على التوازن أثناء الدوران واللف. فبسبب صغر حجم كف يدي بدأت بالتدرج في استخدام الدفوف؛ حيث بدأت بـ4 دفوف ثم 5 إلى أن وصلت إلى إتقان التحكم في 6 دفوف بوقت واحد».
وعن شعورها أثناء أداء التنورة تقول: «كل هذا الجهد والتركيز الذي تتطلبه الرقصة يقترن دائماً بحالة من السعادة لا توصف؛ حيث أشعر أثناء أداء التنورة بأنني أحلّق في السماء وقدمي على الأرض، ولا يردني إلى الحياة الواقعية، سوى أصوات التصفيق وإعجاب الجمهور من حولي، ويسعدني كثيراً انبهار الأطفال ورغبتهم في تجربة ارتداء التنورة والدوران بها مثلما أفعل، وتغمرني حالة من الرضا والفخر بهوايتي أثناء مساعدتهم على تعلمها وتجربة هذا الشعور المميز.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق