الإنتاج الصيني يهدد القبعة التقليدية في جزر القمر

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تشكّل القبعة التي يعتمرها سكان جزر القمر في عيد الفطر، جزءاً أساسياً من ملابسهم التقليدية في هذه المناسبة، لكنّ غطاء الرأس المصنوع يدوياً الذي يصل سعره إلى نحو 430 دولاراً، يواجه منذ سنوات منافسة شرسة من الإنتاج الصناعي الصيني، ما يشكّل خطراً على هذه المهارة الحرفية المتوارثة منذ قرون.
في يوم العيد، يرتدي الكبار والصغار على السواء ملابس جديدة تتوجها على الرأس قبعة مطرزة بخيوط الحرير مع نقوش بالخط العربي أو أشكال هندسية.
في موروني، عاصمة هذا الأرخبيل في المحيط الهندي، يصبح سوق فولوفولو النابض مزدحماً مع اقتراب نهاية شهر رمضان. وتتراكم العشرات من القبعات المقلّدة المستوردة من الصين في أكشاك.
ومع أن المتمسكين بالتقاليد لا يستسيغونها، أصبحت جزءاً من المشهد. ويقترب سعيد محمد مثلاً، وهو سبّاك يرتدي عباءة بيضاء، ويستفهم عن السعر.
وتجيبه البائعة «13 دولاراً، لكن هذا السعر قابل للتفاوض». ويشتري الرجل اثنتين لنجلَيه.
ويقول قبل مغادرته حاملاً ما اشتراه: «ميزتها الرئيسية سعرها. القبعة المصنوعة يدوياً أجمل، لكنها باهظة الثمن، خصوصاً لأطفال لا يقدّرون قيمتها».
وتنفي البائعة حسناتي إيدجابو البالغة 52 عاماً: «لن تختفي القبعة التقليدية لسبب بسيط وهو أن لا أحد يفكّر بإرسال قبعة مقلّدة إلى رجل على وشك الزواج من ابنته».
ومع أن وضع القبعة في جزر القمر يقتصر على الرجال، تتولى نساء تطريزها حصرياً تقريباً. ويتطلب ذلك عملاً بطيئاً ودقيقاً. وأشهر القبعات تلك التي تُصنع في شمال جزيرة القمر الكبرى، الجزيرة الرئيسية.
في ميتساميهولي، وهو منتجع ساحلي يتميز برمال بيضاء ناعمة يبعد نحو 40 كيلومتراً من موروني، تسهم أشجار اللوز الكبيرة التي تُعد رمز جزر القمر، في تخفيف درجة الحرارة في موسم الصيف الجنوبي. وعند مدخل المدينة، تفتح شيفايي مواسي، وهي امرأة سبعينية، الباب المنحوت الثقيل لمنزلها. في منتصف غرفة المعيشة توجد آلة خياطة قديمة باللونين الأسود والذهبي. وتقول شيفايي ضاحكة وهي تضغط على دواسة «لقد تجاوز عمرها الخمسين، وهي قوية».
وتضيف المرأة التي تعلمت هذه المهارة وهي في الحادية عشرة أن «آلة الخياطة الكهربائية سريعة جداً في صنع القبعة». وتتابع: «إنهم يقتلون مهنتنا. يلتقطون صوراً لتصاميمنا ثم ينتجونها بكميات صناعية في الصين».
وتصنع شيفايي مواسي القبعات وتصمم الأنماط والزخارف، لكن إحدى جاراتها هي التي تتولى بعد ذلك تطريزها.
وتشير ميسارة مهجو بينما تمرر أصابعها المتورمة تكراراً على غرزة التطريز إلى أن «صنع القبعة يستغرق شهرين على الأقل وأتقاضى نحو 160 دولاراً».
وتؤكد هذه المرأة الأربعينية أن «هذا التراث لن يختفي بسهولة». وتلاحظ أن «القبعات الصينية ليست قبيحة، لكنها لا تضاهي تلك المطرزة يدوياً».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق