خرج المخرج محمد سامي صباح أمس الخميس ببيان تنَحٍّ صادم، يعلن فيه اعتزاله، حيث قال إنه لم يعد لديه جديد ليقدمه في الدراما التليفزيونية وسيسافر عامين خارج مصر ليتعلم مهارات جديدة. وأثار البيان ردود فعل واسعة سواء على مستوى الجمهور أو زملائه.
لم يكشف منافسو محمد سامي عن موقفهم بشكل واضح، بل اكتفوا بالدعم المتحفظ خاصة أن كثيراً منهم يعلم أن لبيان الاعتزال أبعاداً أخرى تتمثل في «نظرية أن تأكل نفسك قبل أن يأكلك أحد».
محمد سامي.. بيدي لا بأيديهم
يأتي قرار محمد سامي عشية تصريحات رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن الدراما التليفزيونية في رمضان لم تكن على مستوى التوقعات، وأنها لا تعبر عن الواقع، وأنه ستتم مراجعة الشركة المتحدة في هذا الأمر وهي التي تتولى الإنتاجات التليفزيونية الضخمة سواء عن طريق الإنتاج المباشر أو من خلال منتجين منفذين.
وتصدر مسلسل «إش إش» بطولة مي عمر زوجة محمد سامي وبطلته المفضلة دائماً وأبداً حسب تصريحاته، وأيضاً مسلسل «سيد الناس» بطولة عمرو سعد، موجة الجدل، حيث أكد مقربون أن هناك غضباً في الأوساط الرسمية من نوعية أعماله، خاصة أنها تستفز الجمهور بمعالجات درامية غير منطقية وتستحوذ على رقم ضخم في الإنفاق من حيث الأجور وكلفة التصوير.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يعتزل فيها محمد سامي، حيث كرر تلك الواقعة قبل موسمين ولكن وقتها تم إبلاغه بعدم التعاون معه مجدداً من قبل الشركة المنتجة بعد مسلسل «نسل الأغراب» من بطولة أمير كرارة وأحمد السقا ومي عمر.
لم يسلم «نسل الأغراب» من موجة انتقادات واسعة في ذلك الوقت وصلت أيضاً إلى غضب رسمي من الشركة المتحدة، تطلب بعدها إعادة هيكلة الشركة وتغيير قياداتها.
اختفى محمد سامي بعدها عامين ثم عاد بمسلسل «جعفر العمدة» بطولة محمد رمضان والذي حقق نجاحاً غير مسبوق على مستوى الدول العربية، كتب خلاله محمد سامي شهادة ميلاد جديدة له.
هل محمد سامي أجبر على الاعتزال مرة أخرى؟
بمجرد ما نشر محمد سامي بيان اعتزاله خرجت النجمة إلهام شاهين، بطلة مسلسله «سيد الناس» في رمضان 2025 لتؤكد أنها كانت تعلم هذا القرار، وأنه طبيعي، وهو لم يعتزل الفن بل سيتفرغ لإنتاج سينمائي ضخم، كما أن محمد سامي سيشارك في فيلم عالمي يدفعه للتركيز.
وتلقى محمد سامي أيضاً دعماً من صديق مشواره الفني المطرب تامر حسني، حيث كتب له رسالة على موقع «إنستغرام» مفادها أن هذه هي ضريبة النجاح وأنه منتصر بتاريخه، وسيعود أقوى من قبل، ونصحه بأن لا يدع للإحباط سبيلاً يؤثر على تميز إنتاجه المعهود.
وربما تكشف رسالة تامر حسني وهو الصديق المقرب من محمد سامي، أنه لم يعتزل بل أجبر على الاعتزال مرة أخرى بعد واقعة تنحيته عقب مسلسل «نسل الأغراب».
كما علق المؤلف محمد أمين راضي كاتب مسلسلات مثل «نيران صديقة»، و«مملكة إبليس»، و«منورة بأهلها» أنه حزين على قرار الاعتزال، وفي حين أن المؤلف ليس من محبي مدرسة محمد سامي الإخراجية التي تنتمي إلى «المبالغة الهندية» في سرد الأحداث، إلا أن تعليقه كان إشارة إلى أن الحل ليس دائماً في الهروب بل في معالجة طريقة التقديم الفنية.
وكان أيضاً ذلك رأي المنتج محمد العدل الذي قال إنه أمر محزن أن تأتي معالجة أزمات الدراما المصرية بهذه الطريقة، علماً بأن «العدل جروب» نفسها وهي واحدة من أكبر شركات الإنتاج الدرامي المصرية قد أعلنت اعتزالها الإنتاج الدرامي في موسم رمضان منذ العام الماضي.
أعداء محمد سامي.. لم يحضر أحد
تحتل معارك محمد سامي في الوسط الفني صدارة المشهد دائماً، وجميعهم التزم الصمت عقب بيان اعتزاله.
وهناك في كل موسم لا بد أن تجد خلافاً للمخرج، بدءاً من معركته الملحمية التي امتدت لسنوات مع غادة عبد الرازق، والتي كانت تحمل دراما ومبالغات أكثر من أعمال محمد سامي، بعد اشتراكهما معاً في اثنين من أفضل مسلسلات غادة عبد الرازق ومحمد سامي وهما «حكاية حياة» و«مع سبق الإصرار»، وتخلل «معركتهم بلطجة ومحاولات اعتداء» من الجانبين.
وأيضاً هناك العداء مع نسرين أمين ونجلاء بدر وياسمين صبري، اللاتي أعلنّ عدم عودتهن للعمل مرة أخرى مع محمد سامي نظراً لأنه لا يهتم بأي تفاصيل في العمل سوى نجومية وحضور زوجته في كل المشاهد.
ظاهرة اعتزال محمد سامي والجمهور
الظاهرة الجديرة بالدراسة حقاً هي تصدر البحث عن حلقات مسلسلي محمد سامي في رمضان 2025 «إش إش» و«سيد الناس» معظم المنصات يومياً، وفي الوقت نفسه انهالت منشورات احتفاء المتابعين، باعتزاله على صفحات التواصل الاجتماعي وكأنه مطلب شعبي طال انتظاره. ويستمر محمد سامي في خلق حالة الجدل تلك طوال الوقت سواء كان حاضراً أو غائباً.
0 تعليق