وسعت إسرائيل في اليوم الثالث لاستئناف حربها على قطاع غزة، أمس الخميس، اجتياحها البري إلى شمال القطاع ومنعت الفلسطينيين من التنقل عبر شارع صلاح الدين الواصل بين شمال القطاع وجنوبه بعد إعادة انتشار قواته في محور نتساريم، بالتزامن مع استمرار غاراتها الجوية المكثفة على القطاع، فيما استهدفت «كتائب القسام» منطقة تل أبيب برشقة صاروخية، وذلك في أول رد على الاجتياح الإسرائيلي.
في وقت ندد فيه مسؤول أممي ب«محن لاإنسانية» لا تنتهي في غزة، أكدت وكالة «الأونروا» أن مقتل 200 طفل في غزة خلال 5 ساعات يعكس خطورة التصعيد الإسرائيلي، بينما أكد المفوض العام للوكالة مقتل 5 من موظفيها خلال الأيام القليلة الماضية.
جاء في بيان مشترك صدر عن الجيش الإسرائيلي والشاباك: «بدأت قوات الجيش الإسرائيلي خلال الساعات الأخيرة تنفيذ عملية برية على محور الساحل في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة». وأضاف أنه «قبل انطلاق العملية، نفذ الجيش والشاباك ضربات استهدفت بنى تحتية عسكرية ومواقع إطلاق صواريخ مضادة للدروع تابعة لحركة حماس في المنطقة»، وأشار البيان إلى أن الجيش الإسرائيلي واصل خلال الليلة قبل الماضية تنفيذ غارات استهدفت عشرات الأهداف التابعة للفصائل الفلسطينية في جميع أنحاء قطاع غزة. وادعى أن الهدف من هذه العملية البرية هو «توسيع المنطقة الأمنية بين شمال القطاع وجنوبه. وكشفت«يديعوت أحرونوت» أمس الخميس، أن الجيش يستعد لإقامة حاجز إضافي في منطقة نتساريم، على المحور الواصل بين جنوب قطاع غزة وشماله. وتزامن الاجتياح البري بيت لاهيا شمالي القطاع مع غارات عنيفة على البلدة أدت إلى مقتل نحو ثلاثين فلسطينياً وجرح العشرات. وتقدمت دبابات إسرائيلية تحت غطاء جوى على شواطئ البلدة التي تقع إلى الشمال الغربي من القطاع بعد إجبار الآلاف من سكانها على النزوح نحو مدينة غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، اغتيال قائد جهاز الأمن العام في غزة رشيد جحجوح، ضمن سلسلة استهدافات لقياديين في«حماس». في حين ذكرت مصادر عائلية أن الجيش اغتال القيادي البارز في كتائب القسام أسامة طبش، مشيرة إلى أن عملية الاغتيال جرت شرقي خان يونس.
وواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارات جوية ضد منازل المواطنين في مناطق مختلفة من القطاع. وشن الطيران الحربي عصر أمس غارتين الأولى في منطقة وادي صابر بقرية عبسان أدت لمقتل ستة أشخاص فيما أدت الغارة الثانية في منطقة ارميضة شرق المدينة إلى مقتل رجل وزوجته وابنائهما من عائلة شاهين. وسبق ذلك ارتقاء ستة قتلى من عائلة البطران شرق المدينة. ووزع الجيش الإسرائيلي منشورات تطالب بإخلاء بعض المناطق الشرقية بخان يونس. كما أصدر إنذاراً مسبقاً وأخيراً لسكان منطقة بني سهيلا في القطاع، محذراً من غارة جوية وشيكة، وطالبهم بالإخلاء الفوري. وكان الجيش قصف ثمانية منازل شرق خان يونس وجنوب رفح ما أسفر عن سقوط 36 قتيلاً. وأعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل أكثر من 95 فلسطينياً وإصابة أكثر من 133 منذ فجر أمس.كما أعلنت أن عدد الضحايا من عودة القصف الإسرائيلي المكثف ارتفع إلى 506 قتلى وأكثر من 900 جريح.
وبالمقابل، أعلنت«كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة«حماس»، أنها أطلقت بعد ظهر أمس الخميس رشقة صواريخ من قطاع غزة باتجاه مدينة تل أبيب، رداً على المجازر بحق المدنيين. وكانت صفارات الإنذار دوت في تل أبيب ووسط إسرائيل، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض مقذوفاً أطلق من غزة بينما سقط اثنان آخران في منطقة غير مأهولة. وأفادت القناة ال12 الإسرائيلية بتعطل حركة الإقلاع والهبوط في مطار بن غوريون الدولي إثر إطلاق صواريخ من غزة، وقالت إن طائرات مدنية عدة ظلت تحوم في الأجواء ولم تتلق الإذن بالهبوط في مطار بن غوريون الدولي. من جهة أخرى، ندد المفوض العام لوكالة «الأونروا» أمس الخميس بفتح سيل لا ينتهي لأسوأ المحن اللاإنسانية على سكان غزة، بعدما جددت إسرائيل ضرباتها الجوية والعمليات البرية في القطاع. وقال فيليب لازاريني على منصة«إكس»، «مرّ ما يقرب من ثلاثة أسابيع وما زالت السلطات الإسرائيلية تمنع دخول المساعدات الإنسانية أو إمدادات تجارية أساسية». وأضاف«أمام أعيننا وفي كل يوم، يمر سكان غزة مرة تلو الأخرى بأسوأ كوابيسهم». وقال لازاريني إن خمسة من موظفي الوكالة قُتلوا في قطاع غزة في الأيام القليلة الماضية، ما يرفع عدد قتلى الوكالة إلى 284. وأعرب لازاريني عن خشيته من أن الأسوأ لم يأت بعد مع استمرار القصف الإسرائيلي براً وبحراً، إضافة إلى التوغل البري.
كما حذر المستشار الإعلامي«للأونروا»، عدنان أبو حسنة، من أن مقتل 200 طفل في غضون خمس ساعات فقط يعد سابقة خطيرة لم تحدث منذ بداية التصعيد العسكري في 7 أكتوبر 2023. وأشار أبو حسنة في إفادة صحفية حول تداعيات استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، إلى أن هذه الأرقام المروعة تعكس تحركات إسرائيلية خطيرة قد تعيد الأوضاع الإنسانية في القطاع إلى نقطة الصفر. (وكالات)
0 تعليق