القاهرة: «الخليج»
تضيء المشكاوات العتيقة ليالي مساجد القاهرة التاريخية، فتبدو للناظرين مثل لوحة فنية بديعة، تضفي أجواء من الروحانية في ليالي الشهر الفضيل، وتحكي لعمار المساجد حكايات من تاريخ تليد.
وتعد المشكاوات أحد أبرز مفردات العمارة الاسلامية، التى شهدت أوج تألقها في العصر الأیوبي، وازداد انتشارها بشكل كبير خلال المملوكي. وتتألف المشكاة المصنوعة من الزجاج من مزهریة تتكون من ثلاثة أجزاء رئیسیة، الرقبة، وهي مخروطیة الشكل ذات فوهة متسعة، ویستدق قلیلاً من أسفل عند التصاقها بالبدن حیث یلتحم به، أما البدن فهو إما كروي أو بیضاوي أو یكون منتفخاً في الوسط ومسحوباً من أعلى، ومن أسفل حیث یلتحم بالقاعدة المخروطیة، التى تتخذ دائما شكل قُمع مقلوب، وكان لكل مشكاة عادة مقابض بارزة أو أذان، قد تكون ثلاثة أو أكثر، تعلق بها سلاسل معدنیة، تجتمع كلها عند كرة بیضاویة الشكل تشبه النعامة، وهي مصنوعة من الزجاج أو من الخزف. وتشير العديد من الدراسات إلى ما حظیت به المشكاوات من زخارف هندسیة ونباتیة، وهو ما يشير بوضوح إلى تأثر الفن الإسلامي فى إحدى مراحله بأسلوب الفن الصیني، حتي وإن لم تلعب الزخارف الآدمیة دوراً یذكر في صناعة المشكاوات الإسلامية، التى تميزت عن غيرها بالزخارف الكتابیة التى نُقشت بخط الثُلث.
وتمیزت كثير من المشكاوات برسم الرنوك، وهو مصطلح مشتق من الفارسية ويشير للشارة أو العلامة التي ترمز لشخص مهم. وتحفل المشكاوات بكم هائل من الرنوك، التي كانت بمنزلة صك ملكیة للسلاطین والخلفاء والأمراء الذين اهتموا بها اهتماماً كبيراً، فأوقفوا عليها الأموال للصرف في شهور رجب وشعبان ورمضان وشوال. ووزعت الدولة الزیوت، مثل زیت الزیتون والسمسم والحار، على الواقدین، لإضاءة هذه المشكاوات.
0 تعليق