افتتح في قصر الأمير طاز بالقاهرة المملوكية معرض «مآذن وقباب من المحروسة».
ينظم المعرض الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، في إطار مبادرة «تراثنا هويتنا»، بهدف الحفاظ على قلب القاهرة الثري بالتراث المعماري المتميز، ضمن الاحتفالات بليالي رمضان.
ويضم المعرض 110 صور فوتوغرافية تستعرض فكرة وفلسفة بناء المآذن بالمساجد، وكأنها أيادٍ مرفوعة للسماء بالدعاء، فضلاً عن كونها أماكن لإطلاق الدعوة لمواقيت الصلوات الخمس كل يوم.
ويتناول المعرض رحلة تطور طرز تصميم المآذن عبر الحقب الإسلامية المختلفة، بدءاً بالعصور الأموي والإخشيدي والطولوني، مروراً بالفاطمي ثم الأيوبي.
ويركز المعرض على تطور المآذن، والوصول إلى نماذجها الرائعة في العصر المملوكي، مثل مآذن قايتباي، والسلطان حسن، والمنصور قلاوون، والناصر محمد بن قلاوون، ورحلة تطورها بالعصر العثماني وعصر أسرة محمد علي، وصولاً إلى العصر الحديث، حيث ما زال المعماريون يقتبسون تصميماتهم من التراث المعماري الهائل بالقاهرة.
ويتناول المعرض تاريخ القباب وأنواعها المختلفة، ومنها التي تعلو أضرحة أو تغطي أجزاء من المسجد، وأحياناً تغطي بيت الصلاة بالكامل كما في العصر العثماني وعصر أسرة محمد علي.
وحرص منظمو المعرض على إبراز التنوع الهائل للمآذن الذي تتميز به القاهرة عن المدن الأخرى بالعالم الإسلامي، حتى أصبحت تحمل اسم «مدينة الألف مئذنة».
وعرض فيلم تسجيلي للمخرج أحمد فرج عن أهم المآذن والقباب بالقاهرة، ومدى تميزها عبر العصور الإسلامية المختلفة.
وتحدث د.محمد الكحلاوي، رئيس اتحاد الآثاريين العرب وأستاذ التاريخ والآثار الإسلامية، في الندوة المصاحبة للمعرض، عن الليالي الرمضانية في حكايات المحروسة ومظاهر الاحتفال بالشهر الكريم الذي ترسخت في عصر الدولة الفاطمية، بدءاً من العمارة التي تبدأ بسور القاهرة الشمالي، وبابي الفتوح وزويلة، ومنطقة بين القصرين بالمعز.
وقال: «إن الاحتفالات بحلول رمضان كانت تبدأ من هذه المنطقة، بعد ثبوت الهلال، وتبشير الخليفة بنتيجة الرؤية، وتوزيعه المنح والعطايا للرعايا، ودق طبول المسحراتي لكل منطقة، وإعلان الصيام».
وأوضح أن كل مظاهر الاحتفالات الرمضانية كانت من نتاج الدولة الفاطمية بطقوسها، التي مازالت المحروسة تحتفل بها.
وأشار إلى أن احتفالات المحروسة بالشهور المباركة كانت تشمل خروج كسوة الكعبة من القلعة في أول أيام شوال على خمسة حوامل، حتى تلحق الحج بمباركة الخليفة.
وتحدث د.أيمن فؤاد، المؤرخ والمفكر المصري المتخصص في التاريخ والحضارة العربية الإسلامية، عن القاهرة التي هي رابعة العواصم الإسلامية لمصر بعد الفسطاط للقائد عمرو بن العاص، ثم العسكر بقدوم الدولة العباسية، ثم العاصمة التي بناها أحمد بن طولون التابعة لمدينة القطائع للدولة العباسية.
0 تعليق