الأنشطة المدرسية.. بين الغياب والروتين والتطوير

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تكدس جدول اليوم الدراسي بالمواد العلمية دون وجود حيز للأنشطة، يجعل الطالب يشعر بالملل نتيجة الروتين الذي يصبغ يومه بالجمود وعدم التغيير، وإذا كانت الأنشطة فرصة للترفيه وكسر الملل، لكن أهميتها الحقيقية في أنها تساعد على اكتشاف المواهب وإكساب أصحابها مهارات حياتية ومهنية، لذا استحدثت بعض المدارس أنشطة تسهم في تطوير فكر الطالب، بينما تغيب عن بعض مدارس أخرى أو تكون شكلية روتينية، وفي التحقيق التالي ترصد «الخليج» أهمية حصص الأنشطة، وأسباب غيابها وكذلك طرق وأساليب إعادة تفعيلها.
وفقاً لمتطلبات الجيل والتطورات التي تشهدها المجتمعات، استحدثت بعض المدارس أنشطة ووضعتها في قالب متطور لتسهم في تطوير فكر الطالب وتساعده على اختيار طريقه المهني المستقبلي، إضافة إلى تطوير مهاراته الحياتية في مجالات مختلفة، منها: التجارة والنجارة والحدادة والطبخ والخياطة والميديا والسياحة والثقافة والبناء والتجميل وصناعة المجوهرات، إضافة إلى مجالات أخرى تقنية وتكنولوجية متعلقة بالروبوتات والكهرباء والميكانيكا.
على الجانب الآخر، تغيب حصص الأنشطة عن بعض المدارس الخاصة، أو تكون مجرد حصص شكلية روتينية تقليدية، الأمر الذي يزيد من جمود اليوم الدراسي، وهو ما يتطلب إيجاد طرق لإعادة تفعيل الأنشطة، والتي تسهم في تطوير مهارات الطلبة بحسب الجنس والفئة العمرية، مع الأخذ في الاعتبار تطوير هذه الأنشطة لتتناسب مع متطلبات سوق العمل، وتتماشى مع ميول وهوايات الطلبة، وتسهم في توجيههم بطريقة صحيحة نحو المستقبل المهني أو العلمي.
قال محمد خلف، ولي أمر، إن بعض المدارس الخاصة تكتفي بمجموعة محدودة جداً من الأنشطة الخاصة للطلبة وتحصرها في مادة التربية الرياضية، والتي تحولت أيضاً إلى مجرد ملعب لكرة القدم بالنسبة للطلاب، وتمارين مختلفة للطالبات، وكذلك حصة الرسم التي يعتبرها بعض الطلبة فرصة لتبادل الأحاديث مع الزملاء، ليغيب في ظل تلك الممارسات تحقيق الأهداف الرئيسية من تلك الحصص.
وأضاف أن غياب الشكل الحقيقي للأنشطة في بعض المدارس، يصيب الأبناء بالملل وفقدان الشغف نحو التوجه اليومي للمدرسة، وهو ما يتطلب تطوير فكر المدارس الخاصة وتوجهاتها وأساليبها المتعلقة بمواد النشاط، والتي تعتبر جزءاً مكملاً للعملية التعليمية وعنصراً مهماً في تكوين شخصية الطالب وإكسابه المهارات الحياتية واكتشاف المواهب، إلى جانب أنها تخلق فرصة للترفيه والتخفيف من ضغوط وأعباء اليوم الدراسي.
ورش خاصة
قالت اليازية خالد الشامسي، منسق ورش في مدرسة الإمارات الوطنية بمدينة العين، إنه إيماناً بأهمية الأنشطة المختلفة في تطوير فكر ومهارات الطلبة الحياتية والعلمية والعملية ودورها في بناء الشخصية، قامت إدارة المدرسة بإنشاء مركز التميز للتكنولوجيا، يتم من خلاله تقديم مجموعة متنوعة من الورش الخاصة بالطلاب والطالبات.
وأضافت أن هذه الورش، التي يتوجه إليها الطلبة أسبوعياً من الصف السابع وحتى الحادي عشر، تم اختيارها بعد دراسة مستفيضة، بحيث تسهم في تحقيق الأهداف المرجوة منها، والمتعلقة بخلق بيئة مناسبة يتمكن الطالب من خلالها من تحديد توجهاته المهنية والعلمية بعد التخرج في المدرسة، وإكسابه مهارات مهنية وحياتية تسهم في تطوير الشخصية والفكر وأيضاً تفيده خلال حياته بشكل عام.
وأشارت إلى الآثار الإيجابية التي انعكست على يوم الطالب الدراسي نتيجة وجود جملة من الورش التي يختار الانضمام لأي منها وفقاً لاهتماماته وميوله وهواياته، كما يتاح له الانضمام في أكثر من ورشة، بحيث تتنوع لديه المهارات ويكون قادراً مستقبلاً على اختيار التوجه المهني أو العملي أو العلمي المناسب له، وأشارت إلى أن المركز ساهم في تكوين أفكار إبداعية لدى الطلبة وتصورات لمشاريع خاصة مستقبلية بعضهم بدأ بتنفيذها.
ولفتت اليازية الشامسي، إلى أن الإدارة أخذت في الاعتبار تطوير المركز باستمرار، بحيث يتماشى مع التطورات المهنية والعلمية والعملية، وتجهيزه بكافة الأجهزة الحديثة وإحاطته بكافة عوامل السلامة والأمان، إلى جانب وجود كوادر مؤهلة تعمل على إكساب الطالب المهارات المختلفة وتطويرها.
مواجهة المشكلات
أكدت نادية الشميري، منسق أنشطة بمدرسة الاتحاد الوطنية الخاصة بالعين، أهمية الأنشطة المدرسية ودورها التربوي والتعليمي والترفيهي والتثقيفي والاجتماعي والإنساني، حيث إنها إلى جانب ما تحققه من تخفيف الضغط الدراسي على الطالب وكسر الروتين وصقل مهارات الطلبة، فإنها تسهم في تقوية العلاقات بين الطلبة، وتساعد على التخلص من المشاكل التي قد تحدث بينهم، مثل التنمر، حيث إن تواجدهم في مجموعات تمارس النشاط نفسه، يخلق روابط أخوية وإنسانية بينهم.
وأشارت إلى أهمية تنويع الأنشطة وتغيير أساليبها بحيث تتماشى مع اهتمامات الطلبة والمتطلبات التربوية والتعليمية، وهو ما يستدعي وضع خطط وأهداف تسهم في تطوير فكر الطالب وتوجهاته نحو المهن المستقبلية، وإتاحة الفرصة أمامهم للاطلاع عليها والبحث عنها والتعرف الى كافة الجوانب المتعلقة بها.
ولفتت الشميري، إلى أن الأنشطة سواء التي تتم داخل المدرسة أو خارجها، تسهم إلى حد كبير في اكتشاف مواهب الطلبة وتطويرها، وهو ما ينعكس على شخصية الطلبة خاصة فئة أصحاب الهمم، كما أنها تساهم في اكتشاف جوانب إبداعية لدى الطلبة غير المتفوقين دراسياً، ما يعزز لديهم الثقة بأنفسهم وبالتالي يدفعهم لبذل المزيد من الجهد في المذاكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق