واصلت إسرائيل، أمس الأربعاء، خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بإغلاق المعابر ومنع إدخال الوقود وغاز الطهي والمساعدات الإنسانية وقطع الكهرباء والمياه عن فلسطيني القطاع، وقتلت مسيراتها فلسطينيين وأصابت عدداً آخر، فيما حذرت بلديات القطاع من كارثة إنسانية شاملة، بينما رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية استئناف إمداد غزة بالكهرباء، في حين اتهمت منظمة «أطباء بلا حدود» إسرائيل باستخدام المساعدات «ورقة مساومة» في غزة.
وأوضحت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا» أن حمدان قشطة لاعب نادي شباب رفح، قتل متأثراً بجروح خطيرة بعد إصابته برصاص إسرائيلي مؤخراً، في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. كما أفادت الوكالة بمقتل فلسطيني آخر، متأثراً بجروح أصيب بها في قصف لمسيّرة إسرائيلية على بلدة عبسان الجديدة شرقي مدينة خان يونس، أمس الأول الثلاثاء. كما أصيب عدد من الفلسطينيين، أمس الأربعاء، بنيران مسيرات وآليات الجيش الإسرائيلي في أنحاء القطاع. وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، إن الخروق الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مستمرة منذ اليوم الأول لدخول هدنة غزة حيز التنفيذ، ما تسبب في مقتل العشرات. وأضاف أن «الأسبوع الأخير شهد زيادة واضحة في وتيرة الاستهداف، ما تسبب في مقتل 20 فلسطينياً بنيران إسرائيلية أو عبر القصف الجوي في مناطق متفرقة من القطاع». وأوضح أن «إجمالي الخروقات الإسرائيلية منذ 19 يناير وحتى 11 مارس الحالي يقدر بأكثر من 1300 خرق وجريمة نفذها الجيش الإسرائيلي في انتهاك واضح لاتفاق وقف إطلاق النار».
وفي الإطار ذاته، كشف الدكتور محمد أبو سلمية، مسؤول ملف إجلاء الجرحى والمرضى في وزارة الصحة بغزة عن وفاة ما بين خمسة إلى عشرة مرضى يومياً بسبب الانتظار الطويل على قوائم السفر للعلاج بالخارج. وأوضح أن عدد مرضى الفشل الكلوي انخفض من 1150 مريضاً قبل الحرب إلى أقل من 700 مريض حالياً وأن نحو 40% من إجمالي المرضى توفوا بسبب القيود الإسرائيلية على السفر وعدم توفر الخدمات الطبية المناسبة.
من جهة أخرى، رفضت المحكمة الإسرائيلية العليا، أمس الأربعاء، إصدار أمر مؤقت لاستئناف تزويد قطاع غزة بالكهرباء، وفق ما ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية. وأمر القضاة الحكومة بمعالجة قضية إمدادات الكهرباء في إطار ردها العام على تعليق المساعدات الإنسانية إلى غزة. ونقلت القناة الإسرائيلية 12 عن مسؤولين إسرائيليين، قولهم، إن الخطوة المقبلة هي قطع الماء عن غزة.
ومن جهته، أكد اتحاد بلديات قطاع غزة في بيان له، الحاجة الملحة لتوفير إمدادات كافية ودائمة من المياه والكهرباء، خاصة بعد تعطيل محطة تحلية المياه المركزية بسبب قطع إسرائيل للتيار الكهربائي عنها، ما يهدد حياة الفلسطينيين ويعمق الأزمات الصحية والبيئية. وقال اتحاد بلديات قطاع غزة إن غزة تواجه كارثة إنسانية شاملة، بسبب قطع الكهرباء وإغلاق المعابر، في ظل استمرار الكارثة التي يشهدها قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي المدمر منذ 16 شهراً.
في غضون ذلك، ندّدت منظمة «أطباء بلا حدود»، أمس الأربعاء، باستخدام إسرائيل المساعدات الإنسانية «ورقة مساومة» في قطاع غزة المحروم من إمدادات حيوية مثل الكهرباء والغذاء. وقالت منسقة الطوارئ في «أطباء بلا حدود» ميريام العروسي في بيان: «مرة أخرى تستغل السلطات الإسرائيلية المساعدات وبشكل عاديّ أداة للتفاوض. هذا أمر مشين. لا يجوز قطعاً استخدام المساعدات الإنسانية ورقة مساومة في الحرب، فالحظر المفروض على جميع الإمدادات يضر حتماً بمئات آلاف الناس وله عواقب قاتلة». (وكالات)
0 تعليق