غزة ـ (أ ف ب)
يبذل الوسطاء جهوداً مضاعفة لتذليل تباينات بين إسرائيل وحركة حماس تتصل باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالتزامن مع مفاوضات تُجرى في القاهرة والدوحة.
ويجري ممثلون عن حماس محادثات في القاهرة مع مسؤولين مصريين، في حين أعلنت إسرائيل أنها سترسل الاثنين وفداً إلى الدوحة.
في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنه شنّ غارة جوية استهدفت أشخاصاً كانوا يقومون بزرع «عبوة ناسفة» قرب قواته في شمال قطاع غزة.
ودخلت الهدنة في غزة حيّز التنفيذ في يناير/ كانون الثاني، بعد أكثر من خمسة عشر شهراً من الحرب، وأتاحت المرحلة الأولى من الاتفاق عودة 33 من الرهائن إلى إسرائيل بينهم ثمانية قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها.
تتمحور التباينات في المفاوضات حول إطلاق المرحلة الثانية من الاتفاق الذي من المفترض أن يتضمن ثلاث مراحل.
امتدت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار ستة أسابيع. ومع انقضائها في نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت إسرائيل رغبتها في تمديدها حتى منتصف إبريل/نيسان بناء على مقترح أمريكي.
ويقوم الطرح، بحسب إسرائيل، على إطلاق سراح «نصف الرهائن، الأحياء والأموات» في اليوم الأول من دخول التمديد حيز التنفيذ، ويتم إطلاق سراح بقية الرهائن (الأحياء أو الأموات) بحال التوصل لاتفاق دائم بشأن وقف النار.
وتشترط إسرائيل «نزع السلاح بشكل كامل» من القطاع وخروج حماس من غزة وعودة ما بقي من رهائن قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية.
في المقابل، تصر حماس على البقاء في القطاع الذي تتولى إدارته منذ العام 2007، وعلى انسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من غزة، ووضع حد للحصار المفروض وإعادة الإعمار، وتوفير مساعدات مالية بناء على خطة أقرتها القمة العربية التي انعقدت مؤخراً.
- اجتماع للحكومة الأمنية -
الأحد، جدّد القيادي في حماس محمود مرداوي التأكيد على التزام الحركة «تنفيذ كل بنود الاتفاق». وشدّد مجدّداً على ضرورة إجبار إسرائيل على تنفيذ الاتفاق والذهاب الفوري لبدء مفاوضات المرحلة الثانية «وفق» المعايير المتّفق عليها.
وكان المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع أكد في بيان السبت أن «المؤشرات إيجابية بشأن بدء مفاوضات المرحلة الثانية».
وأضاف أن «جهود الوسطاء المصريين والقطريين مستمرة لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار» الذي بدأ تنفيذه في 19 يناير/كانون الثاني وانتهت مرحلته الأولى في الأول من مارس/آذار. لكنه شدد على «ضرورة إلزام الوسطاء لإسرائيل بتنفيذ الاتفاق».
من جهتها أعلنت إسرائيل أنها سترسل وفداً الاثنين إلى قطر، إحدى الدول الوسيطة إلى جانب مصر والولايات المتحدة، «بهدف دفع المفاوضات قدماً».
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إن الوفد سيتوجه إلى الدوحة «بدعوة من الوسطاء المدعومين من الولايات المتحدة» لمحاولة تجاوز الخلافات حول المرحلة التالية التي يفترض أن تؤدي إلى وضع حد نهائي للحرب في القطاع المدمّر.
وفقاً لوسائل إعلام محلية، من المقرر أن تعقد الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغّرة اجتماعاً الأحد لتحديد أطر تفويض هذا الوفد.
-«الحرب لن تعيد الرهائن»-
والسبت، طالب أكثر من 50 رهينة تم الإفراج عنها، إضافة إلى عائلات محتجزين نتنياهو بتنفيذ الاتفاق مع حماس «بالكامل» وضمان الإفراج عمن تبقى من محتجزين في غزة.
وقالت إيناف زنكاوغر خلال التجمع الأسبوعي لمنتدى عائلات الرهائن في تل أبيب: «إن الحرب قد تندلع مجدداً خلال أسبوع»، مضيفة أن «الحرب لن تعيد الرهائن، بل ستقتلهم. وحده اتفاق يعيدهم جميعاً مرة واحدة، سيرجعهم».
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجّه الأربعاء إلى حماس «آخر تحذير» من أجل أن تطلق «في الحال» سراح جميع الرهائن الأحياء والأموات الذين تحتجزهم وتغادر قيادتها قطاع غزة، متوعداً سكّان قطاع غزة بالموت «إذا احتفظتم بالرهائن»، في وعيد أتى بعيد تأكيد واشنطن أنّها أجرت اتصالات مباشرة مع الحركة الفلسطينية.
وكتب على منصّته «تروث سوشل»، إلى سكّان قطاع غزة: «هناك مستقبل جميل ينتظركم، لكن ليس إذا احتفظتم بالرهائن. إذا احتفظتم برهائن أنتم أموات! خذوا القرار الصحيح».
وأثار ترامب صدمة وغضباً عندما اقترح الشهر الماضي سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة بناء المناطق المدمّرة وتحويلها إلى «ريفييرا الشرق الأوسط» بعد ترحيل السكان البالغ عددهم 2,4 مليون إلى مكان آخر، خصوصاً مصر والأردن، من دون خطة لإعادتهم.
وفجر السبت، تبنّت منظمة التعاون الإسلامي في اجتماع طارئ لوزراء الخارجية في جدّة، الخطة العربية لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين، لمواجهة مقترح ترامب. وتلحظ الخطة التي صاغتها القاهرة إعادة إعمار القطاع دون تهجير سكانه، وعودة السلطة الفلسطينية إلى حكمه.
0 تعليق