ترامب: بطل التجارة والسلام!

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب: بطل التجارة والسلام!, اليوم الأحد 9 مارس 2025 01:27 صباحاً

دونالد ترامب ينحدر من أسرة تجارية ذات معدن أصيل في عالم المال والأعمال، يعيش العالم اليوم وقع تجربته الرئاسية الثانية، بعد فوزه في السباق الرئسي الأمريكي الأخير.

سياسة ترامب تجبّ ما قبلها من سياسات، فقد أعلن في البدء نيته ضم كندا طمعا في أبعادها الجغرافية الغنية بالغالي والنفيس من كل شيء، وعدد سكانها القليل الذي لا يستطيع ملء تلك المساحة الشاسعة، بعد ذلك صوب نواياه إلى أوروبا وأعلن أكثر من مرة أن الناتو ودوله عبء ثقيل على الخزانة الأمريكية وأن من يريد الحماية فعليه أن يدفع وبالعملة الصعبة حتى يضمن استمرار هذه الحماية ليستمر!

في الشرق الأقصى توافق بينه وبين الدب الروسي؛ بوتين، كان أول بواكيره انسحاب الروس من المشهد السوري وإعطاؤهم عاملهم السابق؛ بشار العنب حق الإقامة طريدا في موسكو، بعد أن وفروا له غطاء سياسيا وعسكريا لأكثر من عشر سنوات قتل فيها من السوريين ما لم يقتله التتار عندما اجتاحوا المشرق العربي في حروب العصور الوسطى.

وعلى طريقة المثل الشعبي المصري ؛(على الأصل دور)، بدأ ترامب يبحث عن المعادن الأصيلة والنفيسة، وهذه المرة صوب أطماعه تجاه أوكرانيا، طالبا من رئيسها المغلوب على أمره ونهيه، حصة من ثروات هذا البلد الذي يعاني ويلات الحرب مع جارته الأقوى روسيا.

زيلنسكي وفي مشهد دراماتيكي أقرب لمشاهد حارات العالم الثالث الفقيرة؛ تم تصويره وإذلاله أمام العالم من خلال أسئلة استفزازية، بُدئت بسؤال غريب؛ لماذا لا تلبس بدلة؟، وما هي الكروت التي في يدك؟!، المسكين عصرته اللحظة وحصرته وقبلها اللغة في الشراك الترامبي، فحاول أن يقاوم ويبرر ويهاجم، لكن ترامب وفريق عمله كان لهم قرار سابق وصارم تم إرساله في رسالة واضحة للعالم من خلال ذلك المشهد، أن أمريكا أولا، وعلى العالم أن يسمع ويطيع!

في هذه الأثناء نفذ ترامب تهديداته بفرض رسوم جمركية على بعض المنتجات الخاصة بكندا، وهذا فيه إعلان حرب على الجارة البدينة جغرافيا ورئيس وزرائها الأنيق ترودو، الذي لم يعد يتكلم عن حقوق الإنسان ولا على حرية التعبير كما كان يفعل في الماضي القريب، فاليوم ترامب يريد كندا الكعكة، لقمة سائغة تضاف بكل ما فيها من معادن نفيسة إلى الإمبراطورية الترامبية الجديدة التي يسعى إلى إضافتها إلى التاج الأمريكي.

أما غزة فلها مع ترامب قصة أخرى، فهو يقترح إخراج أهلها إلى دول الجوار وإعادة بناء هذا القطاع بما يتوافق مع الحلم الترامبي الجديد، الغريب أن نتنياهو في مؤتمره الصحفي الأخير في البيت الأبيض، دهش من هذا الطرح الذي لم يستطع بلعه، كون ترامب قد تجاوز الحلم الليكودي العنصري بكثير، ورأى في إخراج أهل غزة من أرضهم، فرصة لاستثمار واستعمار هذا المكان، ليكون منتجعا سياحيا نفيسا، يدر دخلا كبيرا يعود على ترامب وعلى الخزانة الأمريكية بالغالي والنفيس!

في أقصى الشرق ما تزال الأمور مع بوتين منسجمة، وما تزال أوكرانيا هي المشكلة التي يراد حلها من الطرفين، كل ذلك على حساب الأوكران والأوروبيين الذين وجدوا أنفسهم مكشوفين أمام روسيا البيتونية، التي يبدو أنها ستستفرد بهم في قادم الأيام، ومن يدري فربما تكون أوروبا نفسها مطمعا جديدا يحاول من خلاله ترامب كتابة التاريخ من جديد!

العالم تهزه قرارات ترامب الأخيرة ومواقفه المعلنة، وما خفي أعظم، فهذه الشخصية ومواقفها الجديدة، ليست تمردا على السياسة الأمريكية السابقة، بل هي امتداد لها ولأطماعها، ولكن بدلا أن يكون ذلك في الغرف المغلقة، صار في العلن، فسلفة القريب بايدن؛ أطلق يد نتنياهو وعصابته في غزة لتقتل وتدمر، وترامب يريد أن يوقف الحرب كما وعد، ولكن بحل جديد وبسيط، يتمثل في إخراج الغزيين من أرضهم وتحويلها إلى منتجعات سياحية تخوله على الصعيد الشخصي الفوز بجائزة نوبل للسلام، كونه أوقف حربا وهجر شعبا وغير الجغرافيا وأعاد كتابة التاريخ!

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق