المنطقة الثقافية في السعديات.. منصة عالمية لتبادل المعرفة

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تعد المنطقة الثقافية في السعديات بأبوظبي أحد أكبر تجمعات المؤسسات الثقافية في العالم، إذ يلتقي فيها معلمو الأمس بمبدعي اليوم ومبتكري المستقبل، احتفاءً بإنجازات الإمارات والمنطقة والعالم. وهي منصة عالمية، تستمد ثراءها من إرث أبوظبي الثقافي لتحتفل بالتقاليد، وتعمل على تعزيز الثقافة وتبادل المعرفة.
تُشكل المنطقة الثقافية، عنصر تمكين، عبر متاحفها المتضمنة مجموعات فنية وثقافية تضيء على الروايات والقصص التي تحتفي بتراث المنطقة منذ آلاف السنين، وتعزز من ثراء وتنوع المشهد الثقافي العالمي.
من موقعها المتميز في قلب جزيرة السعديات، تتيح المنطقة الثقافية لزوارها تجربة رحلة منظمة للتاريخ العالمي والثقافة الجماعية من خلال سرد متنوع ومبتكر. وتتصاعد الوتيرة ويتزايد الزخم في المنطقة الثقافية مع اقتراب اكتمال أربعة متاحف وتجارب رائدة في واحدةٍ من أكبر مجمّعات المؤسسات الثقافية في أبوظبي، وتتعزّز مكانة المنطقة بأسرها قوة ثقافية عالمية عند انضمام «متحف زايد الوطني» و«متحف التاريخ الطبيعي في أبوظبي» و«تيم لاب فينومينا أبوظبي» و«متحف جوجنهايم أبوظبي»، إلى «متحف اللوفر أبوظبي» و«بيركلي أبوظبي» و«منارة السعديات».
وقال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «لا تعترف الثقافة بالحدود، فهي فضاء رحب للتشاركية وتوسيع الآفاق والانفتاح على الأفكار والآراء، وهذه هي جهودنا في أبوظبي متخذين من الثقافة معبراً إلى ذلك، في استجابة دائمة لمجتمعنا وأسسه ونموه وتطوره المتواصل. إن المنطقة الثقافية في السعديات تشكّل أملنا الثقافي بوصفها مساحة رحبة ومترامية للاحتفاء بالأشكال والأنواع والأنماط الفنية والفنانين. وتُجسد رسالة التنوع الثقافي التي ستصبح أكثر قوة مع الوقت، مما يعزز الروابط العالمية ويلهم التبادل الثقافي، ويستكشف طرق تفكير جديدة لدعم المنطقة وجنوب العالم والإنسانية جمعاء، بجانب كونها فرصة متجددة لاستعادة الماضي وفهم الحاضر والتطلع إلى المستقبل».
رحلة مذهلة
يشكل «تيم لاب فينومينا أبوظبي» رحلة مذهلة يكتشف فيها الزائر نفسه وبيئته ويوسّع دائرة معرفته ونظرته للعالم من حوله، ويمتد على مساحة 17 ألف متر مربع يجمع بين الفن والهندسة المعمارية مع أحدث التقنيات والعلوم ليأخذ الزوار في رحلة عبر تصاميم حديثة تتطور كما لو أنها أحد أشكال الحياة. ويقدم تجربة فريدة متعددة الحواس من خلال 17 تجربة فنية رقمية تتغير مع كل زيارة جديدة، لتثير الفضول وتحفز الخيال والإبداع وتشجع على اكتشاف الذات.
ويحتفي متحف زايد الوطني بالتاريخ الغني للإمارات وثقافتها ويروي قصصها الملهمة، والقيم الراسخة للوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».
صمم المتحف الممتد على مساحة 72,441 متراً مربعاً من قبل مجموعة فوستر آند بارتنرز، لندن، ويأخذ زواره في رحلة عبر تاريخ الإمارات، وتعود بهم إلى أداة حجرية عمرها 300 ألف عام عُثر عليها في جبل حفيت في العين. وباستخدام أسلوب سردي متميز، تربط القطع المعروضة في صالات متحف زايد الوطني بين الماضي القديم والتقاليد المتجذرة التي عُرف بها أهل المنطقة.
ويعيد المتحف إحياء الماضي في وقتنا الحاضر باستعراض التضاريس الطبيعية المتنوعة للأرض التي تقوم عليها الإمارات، وتسليط الضوء على حكمة الأسلاف التي لا تزال تُثري الهوية الإماراتية. ويضم المتحف ست صالات عرض دائمة وصالة عرض مؤقتة وحديقة خارجية. وتقوم قصة المتحف على إرث المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فهو محورها وتضيء قيمه كل صالة في المتحف. كما يحتفظ المتحف بمجموعة تضم أكثر من 2500 قطعة من الأعمال الفنية والقطع الأثرية من الثقافات القديمة والحية في الإمارات والمنطقة.
آفاق المستقبل
يأخذ متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي، الزوار في رحلة عبر الزمن تعود إلى 13.8 مليار عام ما يتيح التعرُّف على نشأة الكون ومستقبل الأرض، والتي تتضمن منظوراً من شأنه تحفيز التفكير حول آفاق المستقبل المستدام. ومن أبرز مقتنيات المتحف هيكل التيرانوصور الشهير «ستان» البالغ عمره 67 مليون عام، وطوله 11.7 متراً، ويعتبر واحداً من أفضل الأحافير المحفوظة وأكثرها دراسةً لهذا الكائن المفترس من أواخر العصر الطباشيري؛ وسينضم إلى «ستان» نيزك مورشيسون الذي أتاح للعلماء اكتشاف معلومات جديدة حول بدايات تكوّن النظام الشمسي.
أعمال فنية
صمم المهندس المعماري العالمي فرانك جيري متحف جوجنهايم أبوظبي، ويمتدّ على مساحة إجمالية تبلغ 80,000 متر مربع، ليكون الأكبر بين متاحف جوجنهايم في العالم. وسيشكل جوجنهايم أبوظبي المتحف الأبرز في المنطقة للأعمال الفنية والثقافية العالمية الحديثة والمعاصرة، ويطمح إلى ربط الثقافات وإلهام الناس من خلال الاحتفاء بالفن منذ فترة 1960 وحتى عصرنا الحالي.
يتربّع جوجنهايم أبوظبي في قلب المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، وهو ثمرة التعاون البناء بين دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي ومؤسسة جوجنهايم آر سولومون. ويقدم مجموعة عالمية متنوعة تركز بشكل خاص على الأعمال الفنية من غرب وآسيا والمنطقة الأوسع نطاقاً، ويعمل على صياغة فهم أعمق لكيفية مساهمة وجهات النظر الفنية المختلفة في رسم ملامح التنوع الثقافي والحضاري لعصرنا الحالي.
يتضمن المتحف مجموعة عالمية دائمة تضم أكثر من 976 قطعة من أكثر من 70 دولة، مع التركيز بشكل خاص على فنون غرب آسيا وشمال إفريقيا وجنوب آسيا والتي تعود إلى عام 1960.
اكتشافات أثرية
تحتضن متاحف المنطقة الثقافية في السعديات، الكثير من الاكتشافات الأثرية التراثية، وهي الشاهد على الأحقاب التاريخية القديمة والإرث الغني للإمارات منها، لؤلؤة أبوظبي والتي تمّ العثور عليها في الموقع الأثري في جزيرة مروح قبالة سواحل أبوظبي عام 2017. ومؤخراً، نجح فريق من الباحثين في متحف زايد الوطني في إظهار نص قرآني تحت طبقة زخرفية من ورق الذهب على صفحة من المصحف الأزرق، وهو أحد أشهر مخطوطات القرآن الكريم في العالم، ومن أهم الأمثلة على الخط الإسلامي. ومن خلال استخدام تقنيات التصوير متعدد الأطياف، تمكن الفريق من إظهار آياتٍ من سورة النساء.
ويعود تاريخ مخطوطة المصحف الأزرق وهو نسخة من القرآن الكريم، إلى الفترة بين عامي 800 إلى 900م، وهو معروف بصفحاته الزرقاء الزاهية أو النيلية، وخطه الكوفي الذهبي وزخارفه الفضية، فيما يعتبر النص بالخط الكوفي صعب القراءة اليوم؛ لأنه يستخدم الحروف العربية دون النقاط أو علامات التشكيل.
وسيتمّ عرض قلادة الطفل بشكلٍ دائمٍ في صالة عرض «من جذورنا» عند الافتتاح المرتقب لمتحف زايد الوطني في المنطقة الثقافية في السعديات. وترمز هذه القطعة الفنيّة المزيّنة إلى حبّ الأم ورعايتها في الأسرة الإماراتية. وشكلت هذه القلادة المصنوعة من القطن الأصفر المنقّط بتصميم «البوتيلة» التقليدي، والمحشوة بالأعشاب والتوابل وأوراق النباتات، جزءاً مهمّاً من مجموعة أدوات الأم الإماراتية. وكانت الروائح المنبعثة من القلادة تهدّئ الطفل وتساعده على الاسترخاء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق